شبكة أطلس سبورت

وقف إطلاق النار بغزة.. هدنة جوفاء وسط استمرار القتل والتشريد ومنع المساعدات - شبكة أطلس سبورت

القاهرة (خاص عن مصر)- رغم سريان وقف إطلاق النار بغزة رسميًا منذ أكثر من ستة أسابيع، إلا أن الوضع بالنسبة للفلسطينيين لم يتحسن كثيرًا.

وفقا لمقال نسرين مالك، في الجارديان، الآن يبدو مصطلح “وقف إطلاق النار” غير دقيق، حيث تستمر الأعمال العدائية والعنف دون هوادة. وفي حين تباطأت العمليات في غزة، تحول تركيز إسرائيل إلى الضفة الغربية، حيث تصاعدت التوترات بشكل كبير.

الحقيقة الحقيقية لوقف إطلاق النار هي أنه لم يفعل الكثير لوقف الوفيات أو النزوح أو معاناة المدنيين الذين ما زالوا محاصرين في هذه الدائرة من العنف.

 وقف إطلاق النار بغزة بالاسم فقط

منذ بدء وقف إطلاق النار في التاسع عشر من يناير، قُتل أكثر من مائة شخص، وكان العنف المستمر يتخلل كل خرق تم الإبلاغ عنه. وقد شاب وقف إطلاق النار الإجراءات الإسرائيلية المستمرة، بما في ذلك وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة.

في محاولة لإرغام حماس على قبول شروط جديدة، قطعت إسرائيل الإمدادات الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المروعة بالفعل. إن هذا الحصار واسع النطاق، ويؤثر على سكان غزة بالكامل، الذين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات بسبب تدمير منازلهم وبنيتهم ​​التحتية.

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، أن السكان يعتمدون بشكل كامل على المساعدات بعد تدمير أنظمتهم الاجتماعية والاقتصادية.

إن هذه المناورة التي تقوم بها إسرائيل لاستخدام المساعدات كأداة سياسية تنتهك القانون الإنساني الدولي، كما أشارت وزارة الخارجية القطرية. وعلى الرغم من ذلك، ظلت الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الدولية صامتة إلى حد كبير، مما سمح لإسرائيل بمواصلة الإجراءات التي تغذي المزيد من المعاناة.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا تخسر أرضا في كورسك بعد تعليق الدعم العسكري الأمريكي

الضفة الغربية: توسع العنف والعمليات العسكرية

في حين يظل وضع غزة مزري، فقد انحدرت الضفة الغربية أيضًا إلى أزمة متنامية. وقد أدى تحول إسرائيل في التركيز من غزة إلى الضفة الغربية إلى زيادة ملحوظة في العنف. وقد سمح وقف إطلاق النار لإسرائيل بشن عملية الجدار الحديدي، وهي حملة عسكرية في الضفة الغربية مدمرة ولا هوادة فيها.

في الأشهر القليلة الماضية، أودت أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون وهجمات قوات الدفاع الإسرائيلية بحياة ما يقرب من ألف فلسطيني. وقد تفاقم هذا التصعيد منذ وقف إطلاق النار، حيث تنشر إسرائيل الآن مواردها العسكرية وتنخرط في أعمال انتقامية عنيفة ضد المجتمعات الفلسطينية.

إن نطاق العنف في الضفة الغربية كارثي، حيث قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون أكثر من 224 طفلاً في العام الماضي وحده، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ويمثل هذا الرقم ما يقرب من نصف إجمالي الضحايا من الأطفال في المنطقة خلال العقدين الماضيين، مما يؤكد وحشية الصراع المستمر.

يظل مبرر هذه الإجراءات هو نفسه: تزعم إسرائيل أنها تستهدف المسلحين، لكن هذا الأساس المنطقي ينطبق بشكل متزايد على العنف الجماعي الذي يلحق الضرر بالمدنيين دون تمييز، ويدمر البنية الأساسية، ويجبر الناس على ترك منازلهم.

“غزة” الضفة الغربية

إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في غزة يتم تكرارها الآن في الضفة الغربية، وهي العملية التي توصف بأنها “غزة” الأراضي المحتلة. لقد أصبح استخدام الغارات الجوية والجرافات والأسلحة المتطورة من قبل القوات الإسرائيلية أمراً شائعاً في الضفة الغربية، وهو ما يعكس الأساليب التي دمرت غزة.

أدى هذا الأسلوب الوحشي من العمل إلى نزوح جماعي، حيث فر أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم في الشهرين الماضيين وحدهما.

لقد دخلت الدبابات مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم لأول مرة منذ عقدين من الزمان، وهي علامة واضحة على نية إسرائيل تعميق وجودها العسكري في الضفة الغربية. وتشير هذه الإجراءات، التي أسفرت عن خسائر بشرية فادحة وتدمير البنية الأساسية، إلى مستقبل قاتم للفلسطينيين، ولا نهاية في الأفق.

سياسة المستوطنات والسيطرة

يظل التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية عاملاً رئيسياً في العنف. ومع تعرض الضفة الغربية وغزة لضغوط عسكرية متزايدة، كانت سياسات إسرائيل تهدف إلى تعزيز السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية، ودفع المستوطنات إلى مناطق كانت في السابق موطناً للمجتمعات الفلسطينية.

إن العنف المستمر، مع ما يصاحبه من تهجير وفقدان للأرواح، لا يخدم إلا هدف التوسع الإقليمي وترسيخ السيطرة الإسرائيلية بشكل أعمق.

إن هذه الاستراتيجية المتمثلة في السيطرة الدائمة ــ على كل شيء من الأرض إلى حقوق الإنسان الأساسية ــ تتغذى على الإفلات من العقاب والتقاعس الدولي. ومع توسع المستوطنات وتكثيف العمليات العسكرية، يُدفع الفلسطينيون إلى مساحات أصغر على نحو متزايد، مع تآكل استقلاليتهم وحقوقهم بشكل مطرد.

إن فكرة “وقف إطلاق النار” ليست أكثر من مجرد واجهة. فما حدث منذ الاتفاق في غزة هو استمرار للاحتلال العنيف والوحشي الذي ينتشر في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

في حين قد يحول العالم انتباهه إلى أماكن أخرى، يظل الفلسطينيون تحت الحصار، وتتعطل حياتهم بسبب العنف المستمر والتشريد والحرمان من المساعدات الإنسانية الأساسية.

ومع استمرار العنف، يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أن الحرب في غزة ربما تكون قد توقفت رسمياً، ولكن حملة أكثر غدراً من القمع والمعاناة انتقلت الآن إلى الضفة الغربية.

إن وقف إطلاق النار الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد توقف مؤقت للنشاط العسكري؛ بل يتطلب نهجاً شاملاً يعالج القضايا الأساسية المتمثلة في الاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان والتشريد المستمر للشعب الفلسطيني.

إن الطريق إلى السلام والاستقرار في المنطقة أصبح غامضاً بسبب العنف المستمر، والكارثة الإنسانية تزداد عمقاً. وفي غياب وقف إطلاق نار حقيقي وحل سياسي، فإن معاناة الشعب الفلسطيني سوف تستمر، وتستمر في تأجيج الصراع وعدم الاستقرار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار متعلقة :