شروع لوجستي ضخم.. كيف سيسرع ممر الشمال والجنوب نقل البضائع بين أوروبا وآسيا؟ - شبكة أطلس سبورت

جانب من المنتدي

شهد منتدى 'تسريع ممر الشمال والجنوب: كيف سيتوسع الطريق من أوروبا إلى آسيا في عام 2025' مناقشات موسعة حول تعزيز الربط التجاري وتحسين البنية التحتية اللوجستية بين القارتين، مع التركيز على تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تسريع حركة البضائع بين روسيا، إيران، أذربيجان، الهند، ودول الخليج العربي، ما يجعله منافسًا رئيسيًا للمسارات التجارية التقليدية.

في إطار هذه الجهود، من المقرر أن تطلق روسيا في عام 2025 مشروعًا وطنيًا جديدًا مدته خمس سنوات يحمل اسم 'نظام نقل فعال'، والذي يهدف إلى زيادة سرعة وحجم حركة البضائع داخل البلاد وعبر الممرات الدولية.

ويركز المشروع على توسيع القدرة الاستيعابية لممر النقل الشمالي الجنوبي، مع تطوير الموانئ البحرية والممرات المائية الداخلية، وتحسين البنية التحتية للحدود لتقليل وقت فحص الشحنات إلى 10 دقائق فقط، مما سيؤدي إلى زيادة تدفق البضائع بمعدل 1.5 ضعف بحلول عام 2030.

مشاريع استراتيجية جديدة

تم خلال المنتدى تسليط الضوء على عدد من المشاريع المهمة التي ستسهم في تعزيز كفاءة الممر، ومن أبرزها:

1. بناء خط سكة حديد 'رشت - أستارا'

اقتربت روسيا وإيران من توقيع اتفاقية لإنشاء خط سكة حديد جديد بين رشت وأستارا، وهو آخر جزء غير مكتمل في المسار الغربي للممر الشمالي الجنوبي عبر بحر قزوين، ومن المتوقع توقيع الاتفاقية في مارس 2025، على أن يكتمل المشروع بحلول عام 2028، مما سيساهم في ربط السكك الحديدية في روسيا وأذربيجان وإيران بسلاسة، وتعزيز حركة البضائع بين آسيا وأوروبا.

2. اتفاقية جديدة بين أذربيجان وروسيا حول تطوير النقل العابر

في فبراير 2025، وقعت أذربيجان وروسيا اتفاقية حكومية جديدة تهدف إلى تحسين البنية التحتية للسكك الحديدية وتعزيز كفاءة النقل العابر على طول الممر الشمالي الجنوبي، ما سيسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتسهيل حركة البضائع عبر المسار الغربي للممر.

3. إنشاء طريق سكة حديد جديد بين أذربيجان وإيران

من المتوقع أن يشهد عام 2025 بناء خط سكة حديد جديد بين إيميشلي الأذربيجانية وبارساباد الإيرانية، ليكون بمثابة بديل لقسم رشت - أستارا في تطوير الفرع الغربي للممر. ووفقًا للتوقعات، قد تصل سعة نقل البضائع على هذا الطريق إلى 30 مليون طن بحلول عام 2030، تشمل الحبوب، المعادن، الأسمدة، الفحم، والبتروكيماويات، كما يجري العمل على إنشاء منصة رقمية موحدة لإدارة الخدمات اللوجستية على طول الطريق، بمشاركة نشطة من روسيا.

4. تعريفات جمركية جديدة لتعزيز النقل عبر الفرع الشرقي للممر

عُقد في يناير 2025 اجتماع بين روسيا وكازاخستان وتركمانستان وإيران لمناقشة تطبيق تعريفات نقل ميسّرة تهدف إلى تعزيز تدفقات البضائع عبر الفرع الشرقي للممر، وقد حددت خارطة الطريق التي وُقّعت عام 2024 هدفًا لرفع القدرة الاستيعابية لهذا المسار من 10 ملايين طن إلى 15 مليون طن بحلول 2027، وإلى 20 مليون طن بحلول 2030.

5. ربط ممر الشمال والجنوب بالممر العابر لأفغانستان

يخطط الشركاء في المشروع لربط ممر الشمال والجنوب بممر أفغانستان العابر، عبر بناء خطوط سكك حديدية جديدة تتيح تحويل مسار بعض البضائع من روسيا ورابطة الدول المستقلة عبر أوزبكستان وأفغانستان إلى باكستان ومنها إلى جنوب شرق آسيا. ومن المتوقع أن يسهم هذا الربط في زيادة حجم التجارة البينية وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة.

نفق بحري ضخم بين إيران وقطر لتعزيز التجارة الخليجية

إحدى المفاجآت الكبرى التي تمت مناقشتها خلال المنتدى هي إطلاق مشروع ضخم بين إيران وقطر لبناء نفق بحري تحت الخليج العربي، والذي سيصبح أطول نفق نقل في العالم، بطول يصل إلى 185 كيلومترًا، ويهدف هذا المشروع إلى ربط قطر بإيران عبر شبكة سكك حديدية، ما يتيح تدفق البضائع بسرعة وكفاءة إلى باقي دول الخليج.

مشروع سكة حديد الخليج

في سياق متصل، تناول المنتدى تطورات مشروع 'سكة حديد الخليج'، وهو مشروع طموح يمتد لمسافة 2177 كم ليربط بين الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، وعُمان، ما يسهل نقل البضائع والركاب بين دول المنطقة، وقد أُعلن خلال المنتدى عن اكتمال العمل على جزء من المشروع بين الإمارات والسعودية، فيما لا يزال الجزء الرابط بين السعودية وقطر قيد الإنشاء.

جانب من المنتديجانب من المنتدي

كيف تستفيد المملكة من توسع الممر؟

ناقش المنتدى الانعكاسات المحتملة لهذه المشاريع على المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن توفر هذه التحديثات فرصًا استثمارية كبرى للموانئ السعودية، ومناطقها اللوجستية، وشبكة السكك الحديدية. كما ستسهم في:

تقليل تكاليف النقل وزمن تسليم البضائع، مما يعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي إقليمي.

دعم التجارة مع دول آسيا وأوروبا عبر طرق أكثر كفاءة وأقل تكلفة.

تعزيز القدرة التنافسية للموانئ السعودية، مثل ميناء جدة وميناء الملك عبد الله، في استقبال وتوزيع البضائع القادمة عبر الممر.

فتح أسواق جديدة للمنتجات السعودية، خصوصًا في أسواق آسيا الوسطى، القوقاز، وأوروبا الشرقية.

 اتفاقيات دولية في مايو 2025

من المتوقع أن تتضح معالم هذه المشاريع أكثر خلال المنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر 'روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2025'، حيث سيتم عقد اجتماعات بين وزراء النقل للدول المعنية، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن تطوير ممر الشمال والجنوب، إضافة إلى بحث فرص التعاون في قطاع الخدمات اللوجستية بين الدول الإسلامية وروسيا.