شبكة أطلس سبورت

ملحمة أسر عساف ياجورى.. أشهر أسير فى حرب العاشر من رمضان - شبكة أطلس سبورت

العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة مدرعات إسرائيليه متقدمة.. أشهر أسير فى حرب العاشر من رمضان، بشعرة الأشعث وملابسه المتسخة وصورته التى صورتها لنا الدراما المصرية فى فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى والتى جسد شخصيته الفنان محيى إسماعيل كيف تم تدمير لواءه المدرع؟ وكيف تم الزج به فى الكماشة التى نصبها له رجال الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بقيادة العميد حسن أبو سعدة؟ 
فى الثامنة من صباح الثامن من أكتوبر وبعد عبور معظم القوات المصرية لسيناء وبناء رؤوس الكبارى تواردت أخبار من رجال الصاعقة داخل سيناء عن تقدم لواء دبابات مدرع بقيادة عساف ياجورى فكانت الأوامر بتعطيله عن التقدم فبدأ الاشتباك بين رجال الصاعقة المصرية واللواء 190 المدرع الإسرائيلي، وكان الهدف من الاشتباك هو تأخير تقدمه 4 ساعات لنصب رؤوس الكبارى واستقرار الجيش الثانى الميدانى بعد العبور..
ويعتبر يوم 8 أكتوبر 1973 هو البداية الفعلية للحرب بعد أن قام الجانب الإسرائيلى بالتعبئة العامة عن طريق الإذاعة وفى اليوم الثانى من العبور وهو 7 أكتوبربدأ تجهيز الدبابات للتحرك فكان الهجوم مع صباح اليوم الثامن حتى تكون أشعة الشمس فى وجه الجندى المصرى ولكن اللواء المدرع واجه فصيلة الصاعقة المكونة من حوالي 90 فردا والذين كانت لديهم أوامر بتأخير اللواء المدرع فاشتبكوا معهم حتى آخر رجل من رجال الصاعقة ولنا أن نتخيل رجل يواجه دبابة فكيف سيكون مصيره.. 
وانطلق اللواء المدرع متجها لغرب القناة فى مواجهة الجيش الثاني حيث كان الإسرائيليون يعلقون أمالا عريضة على تقدم ياجورى الذى ظلوا متيقنين من أنه سيحول هزيمة الجيش الذى لا يقهر إلى انتصار بدباباته فكانت عمليه أسره وتدمير لواءه المكون ما بين 75 إلى 100 دبابة. 
ومن بين رجال القوات التى أسرت ياجورى الشهيد  فتحى عبد الرازق عبد الحليم .. الذى التحق بكلية الهندسة ولكن لحبه الشديد بالعسكرية التحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم ثان وكانت تسند إليه تنفيذ المهام الخطرة هو ورجاله فكانت وحدته ضمن القوات المصرية التى ذهبت لليمن لمساندة الثورة فى مهدها، وفور وقوع نكسة 1967 عمل بالقوات الخاصة وكان أحد قادة مدفعية القوات الخاصة وتم ترشيحه لدراسة أركان حرب والتى حصل عليها بتفوق، ومع انطلاق حرب أكتوبر كانت مهمته هو ورجاله تكبيد العدو أكبر كم من الخسائر وتعطيل تقدمه فى اتجاه المعركة فقاد العشرات من الأكمنة التى كبدت العدو خسائر فادحة، حتى لقب بقاهر الدبابات.
فواجه وزملائه اللواء المدرع 190 الإسرائيلى تحت قيادة الفريق حسن أبو سعده حيث وصلت معلومات لقائد الفرقة المتواجد من بين رجالها العقيد فتحي عبد الرازق، بأن إسرائيل ستقوم بهجمة مضادة حتى تجبرهم علي الرجوع للغرب وتقطع طريق المعاهدة وتحاصر بورسعيد، فاتفق القادة على عمل جيب نيراني على حرف(U)، اللواء الرابع مشاة في اليمين، اللواء 120 مشاة في اليسار، واللواء 117 الميكانيكى فى الوسط، وذلك لكى يدخلوا العدو في ''الكماشة'' ويدمروه، ودخل العدو بسذاجه فوقع فى الفخ.
وعندما وصلوا إلى منطقة القتال جاءت الأوامر وأطلقوا عليهم النيران فدمروا 73 دبابة فى أقل من نصف ساعة والاستيلاء على 8 دبابات سليمة وأسر العقيد عساف ياجورى، وكان رهان العقيد فتحى عبد الرازق مع زملائه فى تدمير أكبر عدد من دبابات العدو. 
وعقب المعركة قال اللواء الجمسي رئيس هيئه العمليات: اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع تمركز العقيد أبو سعده والقوات في اتجاه كوبري الفردان، بغرض الوصول إلى خط القناة، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل "آدان" قائد الفرقه التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع، في النجاح، لكن فوجئت القوه المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذًا لخطه حسن أبو سعده.

وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية، وكانت الدفعة الأولى من الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد، تتكون من 35 دبابة مدعمة بدبابة القيادة التى يقودها العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم، فأصابه الذعر عندما أصيبت دبابته ودمرت معها ثلاثون دبابة أخرى خلال معركة دامت نصف ساعة فى منطقة "أرض القتال" .. ولم يكن أمامه إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر فى قبضة رجال الفرقة الثانية لتظل هذه الدبابة المدمرة التى قفز منها ياجورى، فى أرض المعركة. 
ويقول الجمسى: لقد اتصلت تليفونيًا بالعقيد أبو سعده  لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثًا قصيرًا امتدحت فيه التخطيط والتنفيذ وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمه العدو.  
وعن هذه المعركة تحدث المؤرخ العسكرى اللواء جمال حماد فى إحدى كتاباته قائلا: كان قرار قائد الفرقة الثانية، يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى رأس كوبرى الفردان ومنطقة أرض القتال والسماح له باختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلو متر من القناة وكان القرار خطيرا وعلى مسئولية قائد الفرقة، ولكن المفاجأة كانت مذهله، فبمجرد دخول دبابات اللواء إلى منطقة القتال انهالت عليه النيران من جميع الإتجاهات مما حول أرض القتال لجحيم.. وخلال دقائق تم دمير معظم دبابات العدو خلال 30 دقيقه فقط.
وعن أبو سعده كتب الرئيس الراحل أنور السادات فى كتابه الشهير البحث عن الذات: "إن الذى قام بهذا العمل، قائد من البراعم الجديدة اسمه حسن أبو سعده". 

أخبار متعلقة :