نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إبراهيم الحساوي: «الفن يؤكل عيش وملح وطيش»! - أطلس سبورت, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 07:33 صباحاً
ـ الشللية ظاهرة طبيعية في كل مكان وزمان ومجال
ـ عالجت المسافات بالمحبّة والحياة والمرونة
الفنان إبراهيم الحساوي أيقونة من أيقونات الفنّ السعودي والخليجي، كيف لا وهو أحد الأرقام الصعبة في تقمّص الأدوار المركّبة بكل اقتدار، ولم تكن استضافته هنا عصيّة علينا؛ نظراً لما يتمتع به من أدب وثقافة ووفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه منذ طرحنا عليه الفكرة، وهنا نص مسامرتنا معه..
أحب الليل
• ما جديدكم في رمضان هذا العام؟
•• مسلسل «أفكار أمي» اجتماعي كوميدي من تأليف عبدالمحسن الروضان. المسلسل يجمعني لأوّل مرة مع الفنانة القديرة حياة الفهد والمخرج المبدع باسل الخطيب، يضمّ مجموعة من نجمات ونجوم التلفزيون في الكويت والخليج.
• هل تجلس بعد الإفطار لتتابع شخصيتك الدرامية؟
•• بالطبع أتابع بحب، ويهمني أن أشاهد بعض المشاهد والحلقات.
• كيف ترى مقولة «الفنّ ما يوكّل عيش» أما زالت حاضرة؟
•• مقولة ما زالت حاضرة في الحديث والذاكرة، لكن الوقت الحالي ومع كثافة الإنتاج المحلي والخليجي المستمر طوال العام أصبح «الفن يؤكل عيش وملح وخبز وطيش». وسيكون أجمل لو تنوعت مصادر الأكل والعيش بعيداً عن الفن.
• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟
•• يا سيدي أنا من مواليد واحد سبعة، لم يكن في وقتنا تسجيل ساعة القدوم كما الآن بالثانية وبالدقيقة والساعة، واليوم، والشهر، والعام. وإذا كان المقصود من السؤال الوقت الزمني الذي قدمت فيه على الدنيا أظن في الليل. لأنني في الغالب كائن ليلي وأحبّ الليل.
أنتمي لكل فريج
وكل ديرة
• أي موسم ولدت فيه؟
•• يروى على لسان أحد أفراد الأسرة أنني ولدت في موسم الحج في عام 1384هـ أيام عيد الأضحى تقريباً. وهذا موسم جميل وعظيم إن صحت الرواية.
• ماذا يعني الانتماء للأحساء؟
•• كل درب وكل فريج وكل سكّة وكل قرية وكل ديرة ومدينة في الأحساء أجدني منتمياً لها. اسمي ولقبي الشائع بين الناس (إبراهيم الحساوي) يجعلني لصيقاً مباشراً في الانتماء. لا أعرف كيف أعبر عن الانتماء سوى أنني سعيد بانتمائي لأهلي وبلادي. انتماء مشرّف ولدت وتربيت عليه في البيت والفريج وفي الديرة والمجتمع. طبيعتنا البشرية تجعلنا منتمين.
شكل الميكرفون يدهشني
• هل نشأت في بيئة قروية، وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟
•• يا جمال القرى والريف، نشأت في قرية الحليلة بالأحساء، ولدت في بيت شعبي جزء منه مبني بالطين والطابوق. يا جمال القروي الذي استيقظ وعيه على الموسيقى والإذاعة والتلفزيون، على أغاني الفرح وزفة العرسان، على سماع الشعر وأصوات بعض الملالي وهم ينشدون المدائح النبوية في «المولد»، طريقتهم في الإنشاد تطربني وتبهجني. صوت وشكل الميكرفون يدهشني.
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟
•• نص ونص.. كنت أصوم نصف اليوم وإذا تعبت من العطش أشرب وأنام.
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟
•• لا أتذكر. والدتي توفيت وأنا في عمر صغير.
• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟
•• على الرز والكبسة والرطب والتمر.
• ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به ؟
•• أحضر الخبز، وأحياناً أذهب للقصاب؛ لأشتري اللحم للبيت.
صوتي جميل!
• أي ميزة كنت تشعر أنك تتميز بها عن أقرانك؟
•• يمكن تكون ميزتي الأخ الأكبر. ويمكن صوتي جميل وشجي.
• من تتذكر من زملاء الطفولة؟
•• في بلدتي الحليلة.. أتذكر من زملاء الطفولة جاسم الزيد وجاسم الحساوي ولد عمتي، وحسين البلادي ومحمد المقهوي.
• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟
•• لأن أيامنا الأولى محملة بالذكريات الجميلة والأصيلة.. نحن مسكونون بالحنين، حتى لو كان الحنين الساكن فينا «ما نعرف لمين»، نبقى نحن. وفي الحنين تحضرني قصيدة شعبية للشاعر العراقي كاظم إسماعيل القاطع يقول فيها: «بَعدَك تحنّ بعدك تونّ وش باقي عندك غير سلّه صغير لأوراق الحزن.. ساكن في بيت النار كل هذا الوقت.. مُو ما ينسكن، إِلْ مَن تحن».
صوت أمي وحكاياتها
• أين شعرت بحالة الانفصال عن القرية وتغير عليك النمط المعيشي؟
•• لم أشعر بالانفصال، شعرت بالمسافة عن قريتي الحليلة التي أصبحت الآن مدينة لم أنفصل عنها ولا عن مدينتي الكبرى الأحساء. نعم، تغّير عليّ النمط المعيشي عندما انتقلت من الأحساء إلى الإقامة والسكن في الدمام. كان عليَّ أن أتكيّف مع نمط الدّمام. وأن «أعالج المسافة» بالمحبّة والحياة والمرونة.
• متى بدأت علاقتك بالتمثيل؟
•• أعتقد أن علاقتي بالتمثيل تأسست منذ الطفولة من ألعابنا الشعبية في البيت والحارة حيث المساحة أكبر للعب. تلاها المدرسة ومسرح نادي العدالة بالحليلة.. وتطوّرت علاقتي بالتمثيل أكثر في مسرح جمعية الثقافة والفنون ومسرح الشباب بالأحساء. العلاقة بالتمثيل ما زالت باقية وتتمدد وقد بلغت الخمسين.
• ما المواقف العالقة بالذهن من تلك المرحلة؟
•• في الطفولة ما زال عالقاً في ذهني صوت أمي وهي تحكي لنا حكايات ما قبل النوم. خصوصاً وهي تقول بعض الأشعار والأهازيج في الحكاية بأسلوب غنائي مسرحي مثل «سرور ما في البيت نور»، وفي مرحلة متقدمة من العمر وإلى الآن عالق في ذهني صوت وشكل المكرفون في الإذاعة وصوت الراديو.. وصوت «ابوطبيلة» المسحراتي. أعتقد أن بعض المواقف العالقة في الذهن من تلك المرحلة لها ارتباط بالشعر والتمثيل والموسيقى؛ ولهذا لا تزال عالقة إلى الآن.
لا أتابع المسلسلات
• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟
•• أتابع ما يمكنني متابعته من أعمال جديدة لزملائي في المشهد التلفزيوني، أحاول التّخفف من الزيارات والمناسبات الكثيرة، برنامجي المفضل القراءة، الوقت الأكثر والأطول أقضيه في مكتبتي مع أصدقائي الكتب. والقراءة برنامجي المستمر طوال العام.
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية؟
•• الشوربة واللقيمات والماء والشربة.
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية.. ما هي؟
•• زمان: كنت أتابع برامج الشعر خصوصاً برامج الشعر الشعبي في الإذاعة، أذكر منها برنامج «ونّة قلب» تقديم المذيع محمد الرشيد في الإذاعة السعودية، وبرنامج «بقايا الليل» في إذاعة الكويت. في الوقت الحالي أستمع للإذاعة في السيارة، لكنني لست متابعاً جيداً للبرامج.
حالياً: لست متابعاً جيداً لكل المسلسلات التلفزيونية التي تعرض في شهر رمضان، حتى بعض أعمالي لا أتابعها أثناء عرضها الأوّل، أتابع ما يمكنني متابعته حسب ما يسعفني به الوقت، كبعض البرامج الحوارية والثقافية والفنية.
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟
•• نكبر ويكبرون وتكبر المسؤولية والبعض منهم انتقل من مدينته إلى مدينة ثانية سعياً في طلب الرزق وكسب العيش، وبعضهم «عطونا أعمارهم» وتركوا لنا التقدّم في العمر.
أنا رفيقه في الليالي المعاسير
• ما حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر، واللون الذي تعشق؟
•• أعشق اللون الأخضر، وحكمتي الأثيرة تأتي حسب مناسبتها والحالة التي استدعتها مثلها مثل الشعر وقد قيل «إن من الشعر لحكمة ومن البيان لسحرا»، دفاتري المحفوظة لا تخلو من آيات وحكم ومقولات وشذرات وأبيات شعر كثيرة أثيرة كتبتها بخط يدي. خذ هذه الحكمة لعمنا الجاحظ «الأفكار على قارعة الطريق، الذكي من يلتقطها»، وهذا البيت من الشعر الشعبي: «أنا رفيقه في الليالي المعاسير وإلا الرخا كلّن يسد بمكاني».
• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل؟
•• لا ليست لديّ أية ميول رياضية ولا فرق مفضلة، أعرف أسماء بعض الأندية السعودية المشهورة وما زالت الذاكرة تحتفظ بأسماء لاعبين قدامى مثل «الصاروخ وسعيد غراب والجبرتي وأمين دابو وسعود جاسم وخليل الزياني وصالح خليفة». لست متابعاً جيداً للرياضة، لكني أميل طبيعياً لمنتخبنا في المباريات التي يلعبها. ويعجبني اللاعب «ماجد عبدالله».
• أي عمل درامي تمنيت أنه لم يصل لحلقته الأخيرة؟
•• مسلسل خيوط المعازيب.. كنت أتمنى أنه لم يصل لحلقته الأخيرة، ما زالت هناك حلقات وقصص مكتوبة لم ترو. قدمنا 25 حلقة أدّت غرضها بجدارة واقتدار وحققت النجاح الكبير، لكننا لم ننهِ المسلسل. لم نصل للحلقة الأخيرة بعد.
ربما نعود بعد سبع أو عشر سنوات لتكملة بقية الحلقات وسرد القصص ربما.
• في ظل التمكين للدراما والسينما.. ماذا ينقص الفنان السعودي؟
•• ينقصنا الكوادر الفنية المحلية، على الرغم من أن هذا النقص القليل لم يكن معيقاً عن الحضور القوي واللافت للفنان السعودي في المشهد الدرامي والسينمائي والمسرحي وفي المشهد الفني عموماً.. ففي السنوات العشر الماضية اُنتجت وعُرضت مسلسلات محلية نالت إعجاب واهتمام المشاهدين. وعرضت أفلام سينمائية سعودية في المهرجانات المحلية والعالمية وصالات السينما أغلب هذه الأفلام صنعت في السعودية وحققت نجاحاً باهراً وتفاعلاً كبيراً وأرباحاً مادية.
لدينا أعداد كثيرة من الممثلين والممثلات وعدد لا بأس به من المؤلفين وكتاب السيناريو والمسرحيات. وعدد جيّد من المخرجين، لكن هذا لا يكفي، نحتاج كُتّاباً ومؤلفين أكثر، نحتاج فنيين أكثر ومخرجين أكثر وفنيي صوت ومديري إضاءة وتصوير وفنيي مكياج وتصميم وفنيي ديكور وكل ما له علاقة بالإنتاج التلفزيوني وصناعة الأفلام. هذا النقص لن يطول، أزعم أنه بدأ العمل جدياً على سدّ هذا النقص القليل وغير العائق في الصناعة (استوديوهات الحصن بالرياض استديوهات بجدة في تبوك ونيوم صالات السينما المحلية والمنصات المرئية).
الشللية طبيعية
• بماذا يمكننا التخلص من شلليّة الفنّ؟
•• ظاهرة طبيعية في كل مكان وزمان ومجال، الأهم أن هذه الشلليّة تقدم فناً جميلاً وتلك الشلليّة تقدم فناً جليلاً. «الرحبانة وفيروز» كانوا شلّة مصغرة وقدموا فناً أصيلاً وجميلاً وجليلاً. مثل هذه الشللية تنفع ما تضر. علينا التخلص من الفن الرديء والرخيص والمبتذل.
علينا التّخصص
• هل نحتاج لأكاديميات تدرّسنا أم تكفينا مهاراتنا الفردية؟
•• نعم نحتاج، الحراك الثقافي والفني الذي تشهده البلاد حالياً ورؤية 2030، وبحكم قربي وتواجدي في أهم المناسبات الفنية والمهرجانات المسرحية والسينمائية والمواهب التي شاهدتها وشاركت في تقييمها وتحكيمها تشير إلى أننا نحتاج أكاديميات؛ لتنمية وتطوير هذه المواهب في مختلف المجالات خصوصاً الكوادر الفنية المحلية نحتاجها بوفرة وكثرة.
• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟
•• (لو بالتمنّي ينفع اللي تمنّاه)، كنت أتمنى أنني عشت في عصر جلال الدين الرومي، أو عصر أفلاطون وأرسطو، أو عصر المتنبي، أو عصر شكسبير. مع أني ما عندي اعتراض ولا مشاكل معقدة مع عصرنا الحالي السريع الملتهب الذي نعيش فيه الآن، ولأنني قادم من عصر البطء، وأحبّ الركادة والتأمل، لديّ قدرة التناغم والتكيّف مع هذا العصر.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :