القاهرة (خاص عن مصر)- شنت روسيا موجة مدمرة من الهجمات على أوكرانيا يوم السبت، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، بعد ساعات فقط من دفاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصرفات فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
وفقا للجارديان، تأتي هذه الهجمات على أوكرانيا بينما تواصل روسيا قصفها المتواصل للمدن الأوكرانية، مما أدى إلى تصعيد الأزمة الإنسانية وسط وضع مزر بالفعل.
الهجمات على أوكرانيا
استهدف الهجوم الروسي الأخير منطقة دونيتسك الشرقية، حيث ضرب صاروخان باليستيان وسط دوبروبيليا، تسببت الضربات في أضرار جسيمة، مما أدى إلى اشتعال حريق في مبنى سكني مكون من خمسة طوابق.
بينما هرعت طواقم الطوارئ إلى مكان الحادث، شنت روسيا ضربة أخرى، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا، وتم تأكيد مقتل 11 مدنيا، بما في ذلك خمسة أطفال، وإصابة 30 آخرين، وفقا للسلطات المحلية، وأظهرت لقطات فيديو للهجوم انفجارات مرعبة ودمارًا واسع النطاق.
وبشكل منفصل، في منطقة خاركوف، أسفر هجوم بطائرة بدون طيار على مدينة بوهودوهيف عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، وأدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات ووصفها بأنها “تكتيكات ترهيب دنيئة وغير إنسانية”، مما يسلط الضوء على المعاناة المستمرة للمدنيين في الصراع.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل وتأثيرها على أوكرانيا
يتزامن توقيت هذه الهجمات الوحشية مع سلسلة من التعليقات المثيرة للجدال من ترامب، الذي دافع بشكل متزايد عن تصرفات بوتين، وفي حديثه يوم الجمعة، أقر ترامب بالخسائر الفادحة التي تكبدتها أوكرانيا، معترفًا بأن البلاد كانت تعاني من “قصف هائل”.
ومع ذلك، أضاف أن “أي شخص في موقف بوتين” كان ليتصرف على نحو مماثل، مما يشير إلى أن عدوان روسيا كان مفهومًا. وقد قوبلت تعليقاته بإدانة شديدة من الزعماء الأوروبيين، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن خطابه وإمكانية تشجيعه لبوتن.
وعلق رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على المأساة قائلاً: “هذا ما يحدث عندما يسترضي شخص ما البرابرة”، بينما انتقدت كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بوتن لعدم إظهاره أي اهتمام بالسلام وحثت على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
اقرأ أيضا.. دبلوماسية التهديد والابتزاز.. دونالد ترامب يحول أمريكا إلى دولة مافيا
رد أوكرانيا: دعوات لزيادة العقوبات والمساعدات العسكرية
في أعقاب الهجوم، كرر الرئيس زيلينسكي دعواته لاتخاذ تدابير أكثر قوة ضد روسيا، بما في ذلك فرض عقوبات أقوى لإضعاف اقتصاد الحرب في موسكو. وأكد أن الضربات الأخيرة أثبتت أن أهداف روسيا لم تتغير، وحث المجتمع الدولي على تكثيف دعمه لأوكرانيا في مواجهة العدوان المستمر.
كما أقر زيلينسكي بالتحديات في إصلاح العلاقات مع ترامب، وخاصة بعد اجتماع متوتر الشهر الماضي في البيت الأبيض. وقد حدد الرئيس الأوكراني منذ ذلك الحين خطة سلام، تبدأ بهدنة على البر والبحر، وأعرب عن استعداده لتوقيع صفقة معادن مواتية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، واصل ترامب الضغط على أوكرانيا، في حين لم يفرض أي مطالب على روسيا.
السياق الاستراتيجي الأوسع
جاء العدوان الروسي المتزايد وسط مخاوف متزايدة بشأن ضعف الدفاعات الأوكرانية، وخاصة في منطقة كورسك، حيث اخترقت القوات الروسية والكورية الشمالية الخطوط الأوكرانية.
على الرغم من التقارير غير المؤكدة عن استقرار القوات الأوكرانية للوضع، فقد وصل الصراع إلى نقطة حرجة، حيث تتعرض الطرق اللوجستية والإمدادات لهجوم مستمر من الطائرات بدون طيار والمدفعية الروسية.
وصف الناشط الأوكراني البارز سيرغي ستيرنينكو الوضع اللوجستي بأنه “يتدهور بسرعة وحرج بالفعل”. وبحسب التقارير، تقدمت القوات الروسية عدة كيلومترات داخل منطقة سومي الأوكرانية واستعادت ثلاث قرى في منطقة خاركيف، مما يهدد السيطرة الإقليمية لأوكرانيا.
ردود الفعل الدولية والطريق إلى الأمام
أثار التصعيد المستمر للعنف والأزمة الإنسانية المتفاقمة في أوكرانيا ردود فعل حادة من المجتمع الدولي. ومع تكثيف روسيا لقصفها للمدن الأوكرانية، فإن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لم تكن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.
يدعو القادة الأوروبيون إلى زيادة الدعم العسكري، في حين تسعى أوكرانيا إلى الحصول على المساعدات العسكرية والعقوبات الأكثر صرامة ضد روسيا لإضعاف قدرتها على دعم المجهود الحربي.
وفي الوقت نفسه، أضافت تصريحات ترامب وتعامله مع المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وقودا إلى النار، حيث اتهمه المنتقدون بتقويض الجهود العالمية لمواجهة العدوان الروسي. ومع استمرار الحرب، تستمر المخاطر التي تواجه أوكرانيا والمجتمع الدولي في الارتفاع، مع عدم وجود حل فوري في الأفق.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :