فرنسا تحذر من قرب "خط الجبهة" الأوروبي: هل أصبحت الحرب في أوكرانيا تهديداً حقيقياً لأمن الاتحاد؟ - شبكة أطلس سبورت

في تصريحات مثيرة للقلق، حذر وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو اليوم الاثنين من تصاعد التهديدات الأمنية التي تواكب الحرب الروسية في أوكرانيا، مؤكدًا أن "خط الجبهة يقترب منا باستمرار". 
وأضاف وزير خارجية فرنسا في تصريحاته لإذاعة "فرانس إنتر" أن "خطر حرب داخل الاتحاد الأوروبي لم يكن يومًا مرتفعًا كما هو اليوم"، مشيرًا إلى أن "الطموحات الإمبريالية" الروسية تواصل دفع الحدود الأمنية لأوروبا نحو المزيد من التوتر.

تزايد المخاطر في أوروبا: من العدوان إلى الاقتراب الجغرافي

في وقت حساس، قبيل نقاش برلمان فرنسا حول الحرب في أوكرانيا وأمن أوروبا، شدد بارو على أن الحرب الروسية في أوكرانيا تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الأوروبي. 
وأكد أن "الخطر يقترب منا منذ حوالي 15 عامًا"، وأن التصعيد المستمر يضع القارة على حافة مواجهة مباشرة مع روسيا. 
كانت تصريحاته بمثابة دعوة ملحة للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جدية لإيقاف هذا التصعيد. 
وقال بارو: "نريد أن تتمكن الولايات المتحدة من الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن طموحاته الإمبريالية".

دعم أوروبي لزيادة الدفاعات: هل يمكن لأوروبا الاستغناء عن حماية الولايات المتحدة؟

في سياق آخر، أعرب وزير خارجية فرنسا عن ارتياحه لنتائج القمة الأوروبية التي عقدت في لندن، والتي شهدت دعمًا متزايدًا من 15 زعيمًا أوروبيًا، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، لأوكرانيا، مع تعزيز المساعدات العسكرية والاقتصادية لمواجهة روسيا.
وأوضح بارو أن هذه القمة جاءت لتؤكد "يقظة قسم كامل من الأوروبيين الذين كانوا يرفضون رؤية واقع الأمور كما هو"، مشيرًا إلى أن أوروبا قد باتت مقتنعة بضرورة تعزيز قدراتها الدفاعية لتأمين القارة بنفسها، بعيدًا عن الاعتماد على الولايات المتحدة.

فرنسا وبريطانيا: الهدنة كوسيلة للتأكد من التزام روسيا بالسلام

أما عن الاقتراح الفرنسي البريطاني حول الهدنة في أوكرانيا، فقد أكد بارو أن هذا الحل يمثل "وسيلة للتثبت من أن روسيا عازمة على وضع حد لهذه الحرب". 
ورغم أن الهدنة لا تشمل انسحابًا كاملًا للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية في المرحلة الأولى، فإنها تمثل خطوة ضرورية نحو بداية مفاوضات السلام. 
وأضاف بارو أن أوروبا بحاجة إلى سلام مستدام وليس مجرد وقف مؤقت للقتال، مشيرًا إلى أن "السلام الحقيقي" لن يتحقق إلا بعد ضمان التزام روسيا به.

الحديث عن عودة الحوار الأمريكي الأوكراني: هل يمكن للدول الكبرى أن تتحد ضد روسيا؟

وفي تطور آخر، تحدث بارو عن إمكانية استئناف الحوار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد السجال الحاد الذي وقع بينهما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
ورغم هذا الخلاف، أبدى بارو تفاؤله بأن هناك رغبة مشتركة من الجانبين الأمريكي والأوكراني في التحرك لوقف "الميول الإمبريالية" الروسية.

الاتحاد الأوروبي في مواجهة الهجمات السيبرانية الروسية: هل ستكون الحرب الإلكترونية هي ساحة المعركة التالية؟

وفي ختام تصريحاته، عبر بارو عن "صعوبة في فهم" تقارير إخبارية أمريكية أفادت بوقف العمليات السيبرانية ضد روسيا بأمر من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، مشيرًا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تواجه بشكل مستمر هجمات سيبرانية من روسيا. 
ومع تزايد الهجمات الإلكترونية من موسكو، يبقى السؤال قائمًا هل نحن على أعتاب حرب إلكترونية تكون الساحة المقبلة للصراع بين روسيا والغرب؟