قبل خطاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمام الكونغرس، خطّط بعض المشرّعين الديمقراطيين لتعطيل خطاب الرئيس في جلسة مشتركة للهيئة التشريعية.
وبينما احتج عدد منهم، وحمل آخرون لافتات منددة بسياسة ترامب، تحدّى نائب من تكساس الرئيس، وقاطع خطابه، ووجّه له انتقادات لاذعة.
وتم إبعاد النائب الديمقراطي، آل غرين، من قاعة المجلس، مساء الثلاثاء الماضي، بعد مقاطعته المتكررة للرئيس أثناء خطابه.
وأمر رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، وهو جمهوري من لويزيانا، بإبعاد غرين بعد تحذيرات متعددة، وتضامن عدد من النواب الديمقراطيين مع زميلهم وفضلوا الخروج معه.
وعند الخروج من الجلسة المشتركة، قال غرين للصحافيين: «هناك أشخاص خائفون للغاية، وهؤلاء فقراء، وليس لديهم سوى برنامج (ميدك أيد) عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، وأريد من الرئيس أن يلاحظ أن ميزانيته تدعو إلى تخفيضات كبيرة في البرنامج»، وأضاف: «هناك حاجة إلى إنقاذ (ميدك أيد) وحمايته، ونحن بحاجة إلى رفع سقف الضمان الاجتماعي، فهناك احتمال أن يتضرر.. هذه هي برامج شبكة الأمان التي يعتمد عليها الناس في منطقتي الانتخابية».
ومع ذلك لم تحدث اضطرابات واسعة النطاق في المجلس، حيث إن هناك شهية أقل للاحتجاج، مقارنة بما كان عليه الحال خلال فترة ترامب الأولى.
وعلى مر السنين، كانت هناك العديد من الأحداث والاضطرابات خلال خطابات الرئيس أمام أعضاء الكونغرس، وكان لكل رئيس جديد خطاب واحد على الأقل في جلسة مشتركة للكونغرس تميز باحتجاجات من المشرّعين في حزب المعارضة.
ففي خطابه عام 2023، قوبل الرئيس جو بايدن، مراراً بالصيحات والاستهجان من بعض المشرّعين الجمهوريين، ما دفع رئيس مجلس النواب آنذاك، كيفن مكارثي، إلى إسكاتهم، وتمت مقاطعة خطاب بايدن أمام الكونغرس في العام السابق من قبل النائبتين الجمهوريتين مارغوري تايلور غرين ولورين بويبرت، اللتين رددتا هتاف «بناء الجدار»، وفقاً لشبكة «إن بي سي نيوز»، كما أن ترامب أيضاً لم يسلم من الاحتجاجات في مجلس النواب خلال ولايته الأولى، فأثناء خطابه عن حالة الاتحاد عام 2018، أثارت تعليقاته على الهجرة «صيحات الاستهجان والامتعاض» من بعض الديمقراطيين، وفقاً لشبكة «إن بي سي نيوز».
وبالعودة إلى الوراء، قاطع النائب جو ويلسون، خطاب الرئيس باراك أوباما، في عام 2009 أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
وفي حين كان أوباما يناقش إصلاح الهجرة، صاح ويلسون، وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، قائلاً: «أنت تكذب».
وفي عام 2005، قوبل الرئيس جورج دبليو بوش، بصيحات استهجان من بعض الديمقراطيين أثناء دعوته لإصلاح الضمان الاجتماعي، وقال المعلق في شبكة «سي إن إن»، بيل شنايدر، في ذلك الوقت: «كان الأمر غير عادي، لم أسمعه على الأقل بهذا المستوى من قبل، ومن الواضح أن الديمقراطيين كانوا يطلقون صيحات الاستهجان والهتاف والرفض عندما تحدث الرئيس عن أزمة الضمان الاجتماعي».
وفي حين اعتُبِر ذلك الاضطراب الذي حدث عام 2005 غير عادي، فإن أعمال الاحتجاج على خطاب الرئيس في الكونغرس تعود إلى ما هو أبعد من ذلك.
ففي عام 1975، أثناء خطاب الرئيس جيرالد فورد، أمام الهيئة التشريعية، كان من الممكن سماع أصوات الديمقراطيين وهم يعترضون عندما طرح حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 722 مليون دولار لفيتنام الجنوبية، بينما كان الحزب الديمقراطي يدفع باتجاه إنهاء الحرب، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، وبعد ذلك نهض العديد من الديمقراطيين وغادروا الغرفة. عن «ميامي هيرالد»
محاولات عزل الرئيس
في وقت سابق من الشهر الماضي، قال النائب الديمقراطي آل غرين، إنه سيقدم عريضة تطالب بعزل الرئيس، دونالد ترامب، بسبب سياساته الخارجية التي وصفها بـ«العدوانية»، وقال غرين في خطاب ألقاه في الخامس من فبراير: «الظلم في أي مكان يشكل تهديداً للعدالة في كل مكان»، مضيفاً: «أقف لأعلن أن حركة عزل الرئيس قد بدأت.. أقف لأعلن أنني سأقدم طلباً بعزل الرئيس، بسبب الأفعال الشنيعة المقترحة والأعمال الشنيعة المرتكبة».وأطلق الديمقراطي من تكساس محاولات عزل متعددة خلال فترة ولاية ترامب الأولى، باستخدام مناورات إجرائية تهدف إلى التحايل على قيادة مجلس النواب وتجاوز اللجان.
وعلى غرار جهوده الأخيرة، لا توجد رغبة كبيرة بين الديمقراطيين لعزل ترامب حتى الآن.
وعندما سُئل عن إجراء غرين، قال النائب بيت أجيلار، وهو ديمقراطي من كاليفورنيا، إن المسعى لم يكن محور تركيز الحزب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أخبار متعلقة :