شبكة أطلس سبورت

رمضان في غزة.. شهر الصيام يتحوّل إلى صراع للبقاء وسط الدمار والجوع - شبكة أطلس سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان في غزة.. شهر الصيام يتحوّل إلى صراع للبقاء وسط الدمار والجوع - شبكة أطلس سبورت, اليوم الخميس 6 مارس 2025 05:58 مساءً

لطالما كان شهر رمضان في غزة مناسبة تملؤها البهجة، حيث تتزين الشوارع بالفوانيس والأضواء، وتمتلئ الأسواق بروائح الطعام والحلويات، وتصطف العائلات على موائد عامرة بالخير. لكن هذا العام، يبدو أن الشهر الفضيل دخل القطاع مثقلًا بالآلام، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت وطأة مجاعة غير مسبوقة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

ما بين الأنقاض والخيام.. سكان غزة يفطرون على الألم والمعاناة

يعيش سكان غزة اليوم في كابوس مستمر؛ البيوت التي اعتادت أن تكتسي بأجواء رمضانية دافئة، تحولت إلى أنقاض صامتة تروي قصة حرب طاحنة استمرت 470 يومًا، قتلت البشر والشجر والحجر. أما الناجون، فقد وجدوا أنفسهم بلا مأوى، يفترشون الأرض داخل خيام لا تقيهم برد الليل أو حر الشمس.
 

تقول الناشطة المجتمعية آمال عبد الرحمن الغليظ من شمال القطاع:

"كنا نستقبل رمضان بالأضواء الملوّنة، وصوت الأطفال يملأ الشوارع، وصلاة التراويح تجمع الجميع في المساجد.. اليوم، لا مساجد، لا بيوت، لا عائلات مكتملة.. غزة تحولت إلى أرض يكسوها الدمار، والفرحة غابت كما غابت كل مقومات الحياة".

وتضيف:

"أصبحنا نبحث عن لقمة العيش وسط ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ومع إغلاق المعابر، لم تعد هناك أي مواد غذائية تكفي الجميع، حتى أن بعض العائلات لا تجد سوى وجبة واحدة طوال اليوم."

رمضان بلا مائدة.. غزة تواجه مجاعة محققة

لم تعد موائد الإفطار في غزة كما كانت، فقد اختفت اللحوم والفواكه والحلويات التي كانت تُزين الموائد الرمضانية، وحلّت محلها وجبات بسيطة بالكاد تكفي لإطعام الأسر التي تعيش في خيام النزوح.

توضح الناشطة الفلسطينية افتتان كساب أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت بسبب الحصار، قائلة:

"كنا ننتظر رمضان لنحتفل بالأكلات الغزّية الشهيرة مثل المقلوبة والمسخن، لكن اليوم نبحث عن أي شيء يسد الجوع. الخيام الرمضانية التي كانت تُقام لإفطار الصائمين تحولت إلى مخيمات نزوح مكتظة، والوجبات الرمضانية أصبحت حلمًا بعيد المنال".

وتضيف:

"نعيش وسط شحٍ في كل شيء، حتى المياه النظيفة غير متوفرة، والمستشفيات لا تملك ما يكفي لعلاج المرضى، بينما يواصل الاحتلال خنق القطاع بمنع دخول أي مساعدات".

سياسة التجويع: مخطط إسرائيلي لدفع الفلسطينيين للهجرة القسرية

يرى محللون أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حصار، بل هو سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى دفع الفلسطينيين للهجرة القسرية، وذلك عبر حرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة "التجويع القسري" لإجبار سكان غزة على ترك أرضهم، قائلاً:

"إسرائيل لم تكتفِ بتدمير المنازل وقتل الأبرياء، لكنها تعمل على استكمال مخططها عبر سياسة التجويع والحرمان، ومنع أي جهود لإعادة إعمار القطاع، وذلك بهدف خلق بيئة غير صالحة للحياة تدفع السكان إلى الهجرة القسرية".

ويتابع:

"ما يحدث في غزة هو جريمة حرب موصوفة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك فورًا لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان مهددين بالمجاعة، وإجبار إسرائيل على فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية".

المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل لمنع وقوع كارثة إنسانية

في ظل هذه الظروف الكارثية، تزداد المطالبات الدولية بضرورة رفع الحصار عن غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

أكدت كل من مصر والأردن رفضهما أي محاولات لتهجير سكان غزة قسرًا، مشددين على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية. كما دعت روسيا إلى استئناف مفاوضات السلام على أساس "حل الدولتين"، وهو الموقف الذي أكد عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى حل جذري وليس مجرد هدنة مؤقتة.

 

أخبار متعلقة :