القاهرة (خاص عن مصر)- أدى انتخاب الرئيس ترامب لتمزيق حقوق المرأة الأمريكية، مما يشير إلى عصر خطير لحماية وتعزيز حقوق المرأة ليس فقط على المستوى المحلي، بل وعلى مستوى العالم.

يذكرنا هذا الموقف بنضالات مماثلة واجهتها النساء في العالم العربي، اللاتي أظهرن قدرة لا تصدق على الصمود في مواجهة الأنظمة القمعية.

في هذا السياق، تحث هيباك عثمان، الاستراتيجية السياسية الصومالية ومؤسسة كرامة، وهو تحالف يركز على تعزيز حقوق المرأة، النساء الأمريكيات على إيجاد التضامن مع النساء في جميع أنحاء العالم اللاتي واجهن معارك مماثلة.

ترامب يمزق حقوق المرأة الأمريكية

تحت قيادة ترامب، تتعرض حقوق المرأة، وخاصة فيما يتعلق بالاستقلال الجسدي وحقوق الإنجاب، لتهديد شديد. إن الموجة الأخيرة من التشريعات التي تحاول منع النساء من طلب الإجهاض خارج حدود الولاية تشير إلى اتجاه خطير حيث يتم تقويض حقوق المرأة بشكل تدريجي من قبل الدولة.

يعكس هذا التحول في السياسة نمطًا أوسع من العداء تجاه المجموعات المهمشة، بما في ذلك النساء والأقليات، وأصبح صرخة حاشدة قوية لحركات المقاومة في جميع أنحاء العالم.

يؤكد عثمان أنه في حين أن الشعور بالعجز شائع في أوقات الشدائد العظيمة، فمن الأهمية بمكان أن نفهم قوة التضامن. الولايات المتحدة، على الرغم من تقدمها، تشهد الآن تفكك التقدم الذي حققته بشق الأنفس في مجال حقوق المرأة.

هذا الوضع مألوف للعديد من الذين ناضلوا من أجل المساواة في مختلف أنحاء العالم. من المهم أن ننظر إلى المثال الذي وضعته النساء في العالم العربي، اللواتي، على الرغم من مواجهتهن للقمع المتجذر بعمق، نظمن وقاومن وكثيراً ما حققن انتصارات كبيرة لحقوق المرأة.

اقرأ أيضًا: أرامكو تخفض أكبر توزيعات أرباح في العالم .. ضربة لميزانية السعودية

التضامن مع المرأة في العالم العربي

في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، واجهت النساء تاريخياً عقبات قانونية واجتماعية بدت غير قابلة للتغلب عليها. ولكن هؤلاء النساء أظهرن أيضاً قوة الصمود والعمل الجماعي.

على سبيل المثال، قاومت نساء ليبيا القيود التي فرضتها الحكومة على سفر النساء، وحشدن جهودهن على المستوى الدولي لجذب الانتباه وإجبار الحكومة على إلغاء هذه التدابير. ويوضح هذا النجاح أنه حتى في الدول التي تعاني من الدكتاتورية والصراع الداخلي، يمكن للتنظيم الشعبي أن يتحدى القوانين القمعية.

وعلى نحو مماثل، في الأردن ولبنان، قاومت النساء القوانين القديمة التي سمحت للمغتصبين بالإفلات من العقاب بالزواج من ضحاياهم. وتمكنت حملاتهن الإبداعية، التي كانت مدفوعة إلى حد كبير من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية والجهود الشعبية، من دفع هذه القضايا إلى الأجندة السياسية، مما أدى إلى إلغاء هذه القوانين في غضون أيام في كلا البلدين.

يشكل هذا الانتصار شهادة على القوة التحويلية للنشاط الاستراتيجي الإبداعي ويسلط الضوء على أهمية استخدام جميع المنصات المتاحة للتغيير الاجتماعي.

الطريق أمام النساء في الولايات المتحدة

على الرغم من الطريق الصعب الذي ينتظرهن، تزعم عثمان أن النساء في الولايات المتحدة لديهن كل الأسباب لمقاومة مشاهدة حقوقهن تُنتزع منهن بشكل سلبي. إن المقاومة فعالة، ومن الضروري أن تعترف الولايات المتحدة بأهمية قيادة المرأة في مواجهة الشدائد.

تحث عثمان النساء الأمريكيات على إيجاد القوة في التضامن، وتكرار الانتصارات التي حققتها النساء بشق الأنفس على مستوى العالم.

تؤكد عثمان: “لا تتجاهلن الأمر. أميركا تحتاج إليكن الآن أكثر من أي وقت مضى. يجب أن يستمر النضال من أجل الديمقراطية والعدالة. وكما مهدت نضالات النساء الملونات والمجتمعات المهمشة الطريق لتغيير مجتمعي أوسع، فإن مقاومة النساء في الولايات المتحدة قادرة على قيادة هذه المهمة وستقودها”.

التأثير العالمي لسياسات ترامب

إن إدارة ترامب لا تهدد حقوق المرأة في الولايات المتحدة فحسب، بل إنها تقوض أيضًا التقدم المحرز على نطاق عالمي. إن التخفيضات في المساعدات الإنسانية والطبية الأميركية، والتي تؤثر بشكل خاص على النساء والفتيات في مناطق الصراع، لها بالفعل آثار مدمرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن علاقة ترامب بالأنظمة المعروفة بارتكاب العنف القائم على النوع الاجتماعي لا تؤدي إلا إلى تفاقم التحديات التي تواجهها النساء على مستوى العالم.

كما يهدد الهجوم على حقوق المرأة في الولايات المتحدة الزخم الدولي الذي بُني حول المساواة بين الجنسين، حيث تُركت الناشطات في مجال حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم لمحاربة التأثيرات المتتالية لسياسات ترامب.

مع ذلك، تذكرنا عثمان بأن النساء على مستوى العالم يقفن تضامناً مع النساء الأمريكيات. وتعلن: “قضيتنا واحدة. سنواصل النضال معًا من أجل العدالة والمساواة والحرية”.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط