سوريا بعد الأسد: صراع السلطة ودور أحمد الشرع في رسم مستقبل البلاد - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

 

 بعد أكثر من عقد من الحرب والصراع، رحل نظام بشار الأسد ، لتبدأ سوريا مرحلة جديدة لا تقل تعقيدًا عن سابقتها.

صعود أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، إلى سدة الحكم كرئيس انتقالي للبلاد، أعاد رسم المشهد السياسي وأثار تساؤلات حول مستقبل سوريا.

هل سيتمكن من تحقيق الاستقرار؟

أم أن البلاد ستغرق في صراع جديد بين الفصائل والجماعات المسلحة التي تمتلك أجنداتها الخاصة؟

في ظل هذا التحول التاريخي، تتعدد السيناريوهات المحتملة، وتظهر تحديات ضخمة أمام القيادة الجديدة، فكيف سيتعامل الشرع مع هذه المرحلة الحرجة؟

السيناريوهات المحتملة بعد رحيل الأسد

1. محاولة اتباع النظام السابق العودة إلى السلطة

رغم رحيل الأسد، إلا أن النظام لم ينتهي بالكامل، فهناك شخصيات وكيانات كانت جزءًا من حكمه قد تحاول إعادة تنظيم صفوفها لاستعادة النفوذ. ربما تلجأ إلى التحالف مع بعض الفصائل المسلحة أو استخدام الدعم الخارجي لإعادة إنتاج نفسها، ولكن نجاحها في ذلك يعتمد على مدى قوة الحكومة الجديدة في تحصين البلاد سياسيًا وأمنيًا.

2. تصاعد المعارضة الداخلية ضد الشرع

رغم توليه الرئاسة، لا يحظى أحمد الشرع بقبول جميع الأطراف. ؟ بعض الفصائل المسلحة، سواء الموالية للأسد سابقًا أو تلك التي ترفض قيادته، قد تشكل تهديدًا لحكمه.

المعارضة الداخلية يمكن أن تأتي أيضًا من القوى الكردية والدروز، الذين يسعون إلى ضمان تمثيلهم السياسي في سوريا الجديدة.

3. إمكانية حكم إسلامي بقيادة الشرع أو غيره

تاريخ أحمد الشرع كزعيم سابق لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) يثير مخاوف البعض من توجه البلاد نحو حكم إسلامي متشدد. على الرغم من أن الشرع حاول إعادة تقديم نفسه كشخصية سياسية براغماتية، إلا أن العديد من القوى الدولية والمحلية تراقب بحذر تحركاته، خوفًا من إعادة تشكيل سوريا على أسس أيديولوجية دينية.

4. تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متنازعة

السيناريو الأكثر خطورة هو فشل الحكومة الانتقالية في تحقيق وحدة وطنية، مما قد يؤدي إلى تقسيم فعلي لسوريا. الأكراد في الشمال، والدروز في الجنوب، والفصائل المسلحة المتنازعة في الوسط، مع تدخلات إقليمية من تركيا وإيران، كل هذه العوامل قد تساهم في تفكك البلاد إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل.

التحديات التي تواجه أحمد الشرع

1. توحيد الفصائل المختلفة تحت قيادة مركزية

التحدي الأكبر أمام الشرع هو جمع الفصائل المتنافسة تحت قيادة وطنية موحدة. يتطلب ذلك حلولًا سياسية مبتكرة تضمن تمثيلًا عادلًا لجميع الأطراف، خاصةً أن بعض هذه الفصائل لديها أجنداتها الخاصة وترتبط بقوى إقليمية مختلفة.

2. معالجة الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار

مع ملايين النازحين واللاجئين، تواجه سوريا أزمة إنسانية ضخمة تحتاج إلى حلول سريعة وفعالة. إعادة الإعمار تتطلب دعمًا دوليًا ضخمًا، وهو ما قد يكون مشروطًا بإصلاحات سياسية لا تتناسب مع أجندة الشرع أو القوى المتحالفة معه.

3. مواجهة التدخلات الخارجية

التوازن بين القوى الإقليمية والدولية أمر بالغ الأهمية. روسيا وإيران، الداعمتان السابقتان للأسد، قد لا ترحبان بالحكومة الجديدة، في حين أن تركيا تملك مصالح خاصة في الشمال السوري. أي تحرك غير محسوب قد يؤدي إلى استمرار النزاع المسلح أو فرض عقوبات اقتصادية خانقة على البلاد.

4. دمج الجماعات المسلحة في الجيش الوطني

لضمان استقرار البلاد، يجب على الحكومة الانتقالية التعامل مع الفصائل المسلحة بشكل حكيم. إما دمجها في الجيش الوطني ضمن هيكل عسكري موحد، أو نزع سلاحها بطرق سلمية، وإلا فقد تتحول إلى ميليشيات خارجة عن السيطرة.

المطلوب لتحقيق الاستقرار في سوريا؟

1.حوار وطني شامل: يجب أن يشمل جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، لضمان عدم إقصاء أي طرف فاعل في المشهد السوري.

2.تشكيل حكومة وحدة وطنية: تضم شخصيات من مختلف التوجهات، لضمان تمثيل جميع السوريين في عملية صنع القرار.

3.إعادة بناء الجيش والأمن: بعيدًا عن الولاءات السابقة، لضمان وجود قوة عسكرية موحدة تحمي استقرار البلاد.

4.جذب الدعم الدولي بحكمة: بحيث يتم الاستفادة من المساعدات دون الخضوع لشروط تمس بسيادة البلاد.

5.إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية: كأولوية قصوى لإعادة اللاجئين وتحسين الأوضاع المعيشية.

هل يستمر الشرع في ولايته أم يواجه مصيرًا مجهولًا؟

استمرار أحمد الشرع في قيادة البلاد مرهون بمدى نجاحه في تحقيق الاستقرار وكسب دعم القوى الفاعلة محليًا ودوليًا. إذا تمكن من إدارة التوازنات الداخلية والخارجية بحكمة، فقد يستمر في منصبه لسنوات قادمة. أما إذا فشل في احتواء الأزمات أو واجه معارضة شديدة من الداخل والخارج، فقد يكون مصيره مشابهاً لمن سبقوه، حيث لم تستقر سوريا تحت حكم قائد واحد منذ اندلاع الثورة.

وفي ظل وجود قوى لا تزال تدعم عودة النظام السابق، فإن أي محاولة للأسد أو حلفائه لاستعادة السلطة قد تؤدي إلى مواجهة دموية جديدة بين أنصاره ومؤيدي النظام الجديد. كما أن الصراعات بين الأكراد، والدروز، والفصائل المسلحة الأخرى قد تعيق جهود بناء دولة موحدة.

سوريا اليوم عند مفترق طرق، حيث يُكتب فصل جديد في تاريخها، يحمل فرصًا وتحديات كبرى. أحمد الشرع، من شخصية معارضة وقائد عسكري سابق إلى رئيس لسوريا، يواجه اختبارًا حقيقيًا لقدرته على توحيد البلاد وإعادة بنائها.

المستقبل غير واضح، لكن ما هو مؤكد أن الاستقرار لن يكون سهل التحقيق، فإما أن ينجح الشرع في فرض نظام سياسي قادر على جمع الفرقاء، أو تدخل سوريا في مرحلة جديدة من الفوضى والانقسامات. هل تكون هذه بداية جديدة لسوريا، أم استمرارًا لمسلسل الصراعات؟

الأيام القادمة وحدها ستكشف ماسيكون.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق