تونس الفيوم.. واحة للجمال وقلعة لصناعة الخزف والفخار - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تونس الفيوم.. واحة للجمال وقلعة لصناعة الخزف والفخار - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأربعاء 5 مارس 2025 02:42 مساءً

قال الدكتور أحمد الانصاري  محافظ الفيوم، إن القرية احتضنت العديد من المهرجانات الكبري، في صناعة الخزف والفخار والتي  منحت الزائرين والضيوف والباحثين عن الجمال والطبيعة للتعرف علي قرية تونس السياحية و مقوماتها البيئية والطبيعية، وما تتمتع به من ميزات نسبية وحرف يدوية، تلك الميزات التي ألهمت مواطنة تحمل الجسنية  السويسرية، وهي الراحلة ايفيلين بيورية للإقامة بالقرية ورفضها العودة واقامت بين الأهالي من الفلاحين وأنشأت مدرسة لتعليم الأهالي صناعة الفخار والخزف.

أشار إلي أن المهرجانات تشمل عروض مفتوحة للصناع المهرة للحرف اليدوية التي تشتهر بها قرية تونس، و تاريخها وخبرتها في صناعة الخزف والفخار الذي تجاوز أكثر من 40 عاماً، لافتاً أن الفيوم تتميز بأكثر من 9 حرف يدوية، و أن وصف الفيوم القديم بسياحة اليوم الواحد، لا يعطي للمحافظة حقها، و ان المحافظة بمختلف اجهزتها تسعي بشكل جاد لتغيير هذا المفهوم، خاصة أنها تتمتع بالعديد من أنواع السياحة البيئية والصحراوية والسفاري إلي جانب السياحة الريفية، و ان برنامج معارض الخزف والفخار والمنتجات اليدوية المختلفة، يتضمن حوارات مع أصحاب المنتجات حول المعروضات الخاصة بكل منهم والتي تكون غاليا منتجات النخيل، والسجاد اليدوي، وأعمال الخزف والفخار. والمنتجات الشمعية، ومشغولات يدوية ومنحوتات خشبية، ولوحات زيتية ومشغولات التطريز والتريكو.. كما ان المهرجان الاخير شارك في فعالياته، الفنانة إلهام شاهين، والفنانة رانيا فريد شوقي، والفنانة داليا مصطفي، والمخرج هاني لاشين رئيس مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة.

واحة خضراء

تقع قرية تونس، علي ضفاف بحيرة قارون، من الناحية الغربية وتتبع الوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وهي واحة خضراء جمالها خلاب وطبيعتها ساحرة. عشاقها من مختلف أنحاء العالم، تطل علي بحيرة قارون من أعلي تل مرتفع، وترتبط بساحل البحيرة بسلاسل من المنحدرات رائعة الجمال، و تفصلها عن مياه البحيرة مساحات ومسطحات خضراء وأشجار وألوان لنباتات وأزهار وورود، تخطف الأبصار تجمع في روعتها ما بين جمال الطبيعة مرتفعات وأودية تشبه لبنان، ونظافة وجمال الدول الأوربية، والأبواب السائدة للقرية مشابهة لطراز البيوت التونسية.

شيدت منازل القرية علي الطراز الإسلامي القديم باستخدام الطوب اللبن والأسقف القبابية، و القرية تبعد 60 القرية كيلو مترًا عن مدينة الفيوم، وأكثر من 100 كيلو مترًا عن مدينة القاهرة، ويغلب علي المكان الطابع الريفي التقليدي البسيط، وتحولت القرية خلال السنوات القليلة الماضية من قرية ريفية بسيطة يقطنها عدد بسيط من الصيادين والمزارعين الفقراء، إلي قبلة ومقصداً للسائحين والشعراء والفنانين والرسامين، ومركزا لعشاق مراقبة ورصد الطيور المهاجرة، وأيضاً مركزًا مزدهرًا للفنون الثقافية ومدارس وورش لصناعة الفخار، والأعمال اليدوية والحرف الخزفية الرائعة.

القرية، وصفها البعض أنّها قطعة من الجنة. تبدو كلوحة فنية رائعة من صُنع الخالق، طرازها المعماري فريد وألوان بيوتها وشوارعها مبهجة تضم القرية حوالي 250 منزلًا أنشأها المعماري حسن فتحي، أحد أشهر مهندسي العالم في العمارة الريفية، والحاصل علي العديد من الجوائز والميداليات والأوسمة طوال مسيرته المعمارية وأيضاً علي جائزة الدولة التشجيعية للفنون الجميلة عام 1959 واستخدم في البناء الحجر والطفل المستخرجة من الصحراء المحيطة المجاورة للقرية.

المزج بين العمارة الريفية النوبية والإسلامية

تتزين شوارع القرية الداخلية بالأشجار والزهور والمباني المميزة التي انفردت بها القرية دون غيرها، وتجمع بين العمارة الريفية النوبية والعمارة الإسلامية في العصرين المملوكي والعثماني، مقوماتها الساحرة أسرت السائحة السويسرية الراحلة إيفيلين بوريه، التي زارت القرية في الستينات بصحبة زوجها الشاعر سيد حجاب آنذاك، وأصرت علي الإقامة بالقرية ورفضت العودة إلي موطنها الأصلي سويسرا و أوصت بدفنها في القرية، وتحققت أمنيتها وكانت في حياتها من أهم أسباب شهرة القرية السياحية عالمياً، وسراً من أسرار نهضتها الاقتصادية وازدهار صناعة الفخار والخزف وأسهمت بأفكارها في أن تجعل من القرية منتجة للخزف والفخار بتعليم جميع شبابها وفتياتها المهنة و قرية بلا بطالة، وشيد المهندس المعماري الشهير حسن فتحي، لها أول منزل ريفي في قرية تونس ثم بني أيضاً شيد لها مدرسة افتتحتها لتعليم صناعة الخزف والفخار لأهالي القرية وزوارها من الضيوف الأجانب، كما بني أيضاً منزلاً له ولعدد كبير من أهالي القرية، ثم سار علي نهجه المهندس المعماري الشهير عمر الفاروق.

تتميز القرية، بجمال ألوانها ورسوماتها الرائعة التي تزين جدران بيوتها والمشي بين هذه المناظر يجعلك تشعر وكأنك في معرض مفتوح، وتترك في نفسك حالة من الهدوء وهي سر من أسرار تعلق الأجانب بالمكان وتكرار زياراتهم خصوصًا فئة الفنانين، إذ تزيد هذه الأجواء الساحرة من إبداعهم حيث تجد نفسك في مكان مختلف عن أي مكان آخر بالعالم من حيث الجمال المعماري والفني والحرف والأعمال اليدوية التي تميز هذه القرية، ويبدأ اليوم لزوار القرية من ساعات الصباح الأولي بنسمات جميلة تداعب الضيوف  الذين استعدوا لمراقبة  الطيور المهاجرة من أعلي مكان بالقرية في مشهد رائع فريد من نوعه، وتغرد الطيور بأنواعها المختلفة فوق سطح البحيرة بأعداد كبيرة، بينها أنواع من الطيور النادرة، بينما انشغل البعض الآخر بركوب الخيل علي الشاطئ والاستمتاع بـ لحظة شروق الشمس وانعكاس أشعتها علي سطح مياه البحيرة في مشهد يعكس ألوان الطيف المختلفة.

فنادق وفيلات فاخرة

كانت منازل "قرية تونس" في البداية بيوت متهالكة وعشش يسكنها عدد محدود من المزارعين والصيادين، وأصبحت القرية من قرية غير معروفة إلي واحدة من أشهر القري السياحية علي مستوي مصر، وتضم القرية عدد كبير من الفنادق الفاخرة والفيلات والمنازل الراقية وارتدت ثوباً جميلاً ونتيجة لهذه النشأة أصبحت القرية تضم تنوعا فريدا. من مختلف الجنسيات ففي شوارعها يلتقي المزارع من أبناء القرية بالمفكرين والمثقفين والشعراء والأجانب الذين أقاموا في القرية، في تناغم وألفة حقيقية جعلت من المكان قبلة لجميع الجنسيات من الباحثين عن جمال الطبيعة في مصر، وأصبحت اليوم قرية تونس قبلة للسياح العرب والأجانب، حيث  استثمر عدد كبير من الأجانب أموالهم و افتتحوا فنادق وشاليهات بالقرية تحت مسميات مختلفة، وساعد علي ذلك قرب القرية من الطرق المؤدية إلي القاهرة، ورخص أسعارها وتنوع أنشطتها المختلفة بداية من تعلم صناعة الخزف، مروراً بركوب الخيل والجمال ومغامرات السفاري والاستمتاع بالسباحة في بحيرة قارون ووادي الريان، وحمامات السباحة المتواجدة داخل تلك المنتجعات والفنادق، وتشتهر قرية تونس، بتقديم وجبات الطعام الفلاحي، التي من أشهرها الفطير المشلتت والمش والعسل، والبط والحمام والخضروات الأورجانيك مثل الملوخية وغيرها والتي يزرعها المواطنين في أراضيهم دون أسمدة لذلك وطعمها مختلف ولذيذ.

"أول متحف كاريكاتير في الشرق الأوسط"

كما تحتضن قرية تونس، أول متحف كاريكاتير في الشرق الأوسط، والذي شيده الفنان التشكيلي محمد عبلة داخل مركز للفنون، والذي حضر إلي المكان في زيارة خلال ثمانينات القرن الماضي لتسليم هدية من سويسرا إلي الخزافة السويسرية الراحلة إيفيلين بوري، فأُعجب بالقرية وجمالها وسحرها وطبيعتها الخلابة واشتري قطعة أرض شيّد عليها مركز الفيوم للفنون، وهو أول معرض للكاريكاتير في الشرق الأوسط، ويقع المتحف علي مدخل القرية وهو مبني علي طريقة بيوت الريف الطينية ويضم أكثر من 500 لوحة كاريكاتيرية من بداية القرن العشرين حتي الوقت الحاضر يتضمن عدد من الصحف والمجلات، ورسومات تعود لعام 1927.

كما يوجد بالمتحف صور ساخرة للفنانين العرب، والأجانب، ولاعبي الكرة، ورؤساء الدول، والمشاهير، ومعرض مهرجان "كاريكا تونس" الذي سبق وأطلقه الفنان التشكيلي "عبلة " في مركز الفيوم للفنون بقرية تونس، والذي أعاد روح الحياة مرة أخري للقرية التي سيطرت عليها حالة من الحزن والكآبة، بعد وفاة الخزافة السويسرية إيفيلين بوريه، حيث شهدت الفعاليات حضورا واسعا للزوار الأجانب والعرب والمصريين. الذين توافدوا علي المهرجان للاستمتاع برسوماته والمشاركة برسوماته الكاريكاتيرية المُضحكة والمتميزة، ثم معرض الفنان البحريني علي الصميخ، والذي شمل أكثر من 50 بورترية ساخرا لأشهر الشخصيات المصرية والعالمية أبرزها محمد صلاح. وعادل إمام، والفنانة الراحلة رجاء الجداوي.

وجاءت الرسوم الجدارية للفنان عمرو أمين. ضمن مجموعته "يوميات عاشق" لتوثيق جمال المكان وروعتهة للفنان أحمد عبد النعيم الرسام ومؤرخ فن الكاريكاتير، وعرض بالمهرجان عدد 250 عملا فنيا من 120 فنانا يمثلون مختلف دول العالم، واستكمالا لمسيرة الإبداعات الفنية، وثق المصور المصري محمد ورداني أهم ما يميز قرية تونس، من خلال  إظهار روعة طراز بيوتها الفريدة التي تبهر زوارها، وسلط الضوء علي المواقع السياحية الفريدة وكان يسعي بمشروعه المستمر إلي إعادة اكتشاف جمال مصر من زاوية مختلفة من خلال عدسة كاميرته الفوتوغرافية، وساعد علي هذا تميز قرية تونس والطراز المعماري الفريد الذي تتمتع به القرية، والذي يشبه الطراز التونسي من حيث البناء بطريقة القباب البيضاء، والطين، والمساحات المفتوحة، الأمر الذي يجعلها لا تشبه غيرها من القري، والتي تحمل تصميم إيطالي وأوروبي بلمسات مصرية.

مهرجان سنوي للخزف والفخار

قالت الدكتورة شيرين محمد محمود رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق. التي تتبعها القرية، إن المهرجان السنوي للخزف والفخار يعطي فرصة أكبر لزائري قرية تونس السياحية للتعرف علي مقوماتها البيئية والطبيعية، وما تتمتع به من ميزات نسبية وحرف يدوية، ويلقي الضوء علي الميزات التي ألهمت الراحلة ايفيلين بيورية السويسرية لإنشاء مدرسة لتعليم أهالي قرية تونس صناعة الفخار والخزف، والمنتجات اليدوية المختلفة التي تم عرضها في باكيات بالشارع الرئيسي لقرية تونس، والتي تشمل منتجات النخيل، والسجاد اليدوي، وأعمال الخزف والفخار، والمنتجات الشمعية. ومشغولات يدوية منحوتات خشبية، ولوحات زيتية و مشغولات التطريز والتريكو، وصناعة الصابون الحيوي مؤكدة، أن المحافظة تسعي جاهدة للارتقاء بالقطاع السياحي نظراً لكثرة المشتغلين به من أبناء المحافظة.

أشارت الي أن المحافظة بها كثير من المقومات السياحية والأثرية التي تتصل بمختلف العصور التاريخية، والمحميات الطبيعية، بجانب البيئة الريفية الخالصة التي تعبر عن طبيعة المحافظة، بجانب تنوع النشاط السياحي، تلك الأمور التي تجعل من الفيوم بيئة خصبة للاستثمار السياحي الواعد، و أن الأعمال والفعاليات التي تقوم بها المحافظة للارتقاء بالقطاع السياحي تراعي الحفاظ علي هوية إقليم الفيوم بشكل عام، وبيئة قرية تونس الريفية بوجه خاص، وان تلك القرية  الساحرة احتضنت مختلف الجنسيات والطوائف والأعراق في حالة من التعايش والتناغم التام.

كما تم إنشاء مكتب للخدمات السياحية بالقرية يتبع المحافظة، نظراً لتفرد القرية سياحياً وبيئياً، كما أعلن ممثل شركة المحمول أنّ الشركة قامت بتطوير منصة إلكترونية لتسويق المنتجات اليدوية وسيتم إطلاقها بشكل رسمي قربباً تتيح للأفراد والشركات عرض إبداعاتهم من الحرف والمشغولات اليدوية بتفاصيل المنتج والموقع والسعر المطلوب.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق