كتب: عبد الرحمن عطية
واصلت أسعار النفط انخفاضها، الثلاثاء، متأثرة بقرار مجموعة أوبك+ المضي قدمًا في زيادة الإنتاج اعتبارًا من أبريل، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بعد فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين، ورد بكين بإجراءات مماثلة.
العقود الآجلة لخام برنت
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.04 دولار أو 1.45% لتصل إلى 70.58 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 73 سنتًا أو 1.07% ليبلغ 67.64 دولارًا، مع تداول خام برنت عند أدنى مستوياته في خمسة أشهر.
وذكر دارين ليم، محلل السلع في فيليب نوفا، أن قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج والرسوم الجمركية الأمريكية ساهما في الاتجاه الهبوطي للأسعار، مشيرًا أيضًا إلى تأثير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مما قد يخفف العقوبات على روسيا ويعيد المزيد من إمدادات النفط إلى الأسواق.
وفي خطوة فاجأت الأسواق، قررت أوبك+، التي تضم منظمة أوبك وحلفاء مثل روسيا، زيادة الإنتاج بمقدار 138 ألف برميل يوميًا، وهي أول زيادة منذ عام 2022.
واعتبر بيارنه شيلدروب، كبير محللي السلع في إس.إي.بي، أن هذا القرار يعكس تحولا في استراتيجية أوبك نحو إعطاء الأولوية للسياسات على حساب الأسعار، في ظل الضغوط التي يمارسها ترامب لخفض أسعار النفط.
الرسوم الجمركية الأمريكية
على صعيد آخر، دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ، حيث فرضت واشنطن ضريبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، ورفعت الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%.
وردت بكين سريعا بفرض زيادات تتراوح بين 10% و15% على المنتجات الأمريكية، إلى جانب فرض قيود على 25 شركة أمريكية.
ويتوقع المحللون أن تؤثر هذه التوترات التجارية على النشاط الاقتصادي العالمي، مما يقلل الطلب على الطاقة ويدفع بأسعار النفط نحو المزيد من الانخفاض. في الوقت نفسه، أشار محللو غولدمان ساكس إلى أن تدفقات النفط الروسي مقيدة أساسًا بالتزامات موسكو داخل أوبك+ وليس فقط بالعقوبات، ما يقلل من تأثير أي تخفيف محتمل لها.
وبينما يترقب المستثمرون تطورات إضافية في أسواق النفط، تتجه الأنظار نحو الطلب الصيني، الذي يتراجع مع اقتراب فترة صيانة المصافي، ما يزيد من الضغوط على الأسعار في الفترة المقبلة.
0 تعليق