نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القبة.. رمز إسلامي يشير إلى هيبة التواضع - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 10:39 مساءً
مثلما تشق المئذنة عنان السماء لترسم أبهى صورة للشموخ، فإن القبة أيضا تتجه للأرض لتجسد بدورها صورة أخرى للتواضع، بهذين الرمزين اختار ارتبطت المساجد الإسلامية في كافة بقاع الأرض.

تميزت العمارة الإسلامية بالتنوع الشديد شواء كانت مدنية أو حربية، أو دينية، وهو ما منحها الشخصية المعمارية الفريدة التي تلتزم بالعقيدة والتي ظهرت بوضوح في مفردات العمارة في مختلف العصور والبلاد، وظهر ذلك جليا في الخامات المستخدمة التي تنوعت من بلد لآخر.
وإذا رصدنا مفردات العمارة المميزة للفن الإسلامي كالمسجد بأجزائه المتنوعة كالصحن والرواق والمنبر والمحراب والمئذنة والمقرنص والسنج المعشقة سنجد أن القبة أكثر ارتباطا بالفن الإسلامي، وليس دال على ذلك أكثر من المثل القائل تحت القبة شيخ!

ومع ذلك هناك قباب أقيمت ولم يدفن تحتها صاحبها مثل قبة السلطان حسن الذي شيد قبته ولم يدفن تحتها، وحسب د. أشرف العتباني أستاذ تاريخ الفن الإسلامي بجامعة عين شمس، فإن القبة عبارة عن بناء نصف كروي بقاعدة دائرية مقامة على قاعدة مربعة وإن اختلف تصميم القبارة، فتارة نجدها طويلة مثل قبة يونس الدويدار أو منخفضة مثل قبة الحافظ بالأزهر أو قبة الحراسة في دار الأنبا سمعان.
كما وجدت القبة في الفن القبطي وخاصة في الكاتدرائيات المقامة على شكل الصليب بأنواعه سواء كان إغريقي أو روماني، فنقطة التقاطع غالبا ما تكون على شكل قبة، ولقد ساهم النحات والمعماري والمصور مايكل أنجلو في تصميم قبة كاتدرائية في إيطاليا اشترك فيها مع المعماري برنولسكي والتي تشبه وتقارب في النسب من حيث الارتفاع والاتساع والفترة الزمنية قبة السلطان حسن.

أما بالنسبة للخامات التي تستخدم في صناعة القباب فهي إما أن تكون من الأخشاب كقبتي الصخرة في القدس والإمارم الشافعي في مصر أو من الحجر كقبة الغوري وقبة الخانقاه برقوق والأقمر في شارع المعز، وأحيانا تقام من الطوب أو الأراميد لذا نجد القباب الحجرية صغيرة الحجم لثقل الوزن، فضلا عن القباب الحديثة والتي دخل في خاماتها المعدن والصبة المسلحة، وأخيرا قباب مصنوعة من الزجاج والفايبر جلاس وتمتاز بخفة الوزن وتسمح بنفاذ الضوء.
أشكال القباب في المساجد
من حيث الشكل نجد القباب الكروية والهرمية والمخروطية والبصلية والقباب المفصصة، وهناك قباب متحركة كما في المسجد النبوي.
وتتكون القبة من أجزاء، فالمقرنصات تنقل القاعدة من الشكل المربع إلى الدائري ثم الرقبة التي يوجد بها نوافذ للتهوية والإضاءة وجسم القبة بشكلها النهائي الذي يعلوه هلالا يشير دائما إلى اتجاه القبلة.
والقبة في البدايات لم تكن تكسوها زخارف داخلية أو خارجية ومع جماليات الفن الإسلامي تم تزينها من الداخل والخارج بالأشكال الهندسية والزخارف النباتية والحروفية.

وتدل هذه الزخارف على الوعي الجمالي والفني والفلسفي للمعماري المسلم حيث تحتاج إلى مقاييس ومعايير هندسية تتزايد وتتناقص بانتظام وتناغم وتكامل ملحوظ مما جعل بعض القباب مثل قبة مشهد السيدة رقية في العصر الفاطمي من الخارج والداخل وقبة السيدة عاتكة من الداخل أما قبة سعد الدين البجاوي التي زخرفت بزراميق تشبه الشرافات من الخارج.
أنواع القباب بمختلف العصور
في العصر المملوكي نجد قبة الأميراتمش البجاسي في شارع باب الوزير تزينت رقبتها بالكتابات والتضليعات المائلة وكذلك قبت خانقاه فرج ابن برقوق فواحدة لدفن الرجال وأخرى لدفن السيدات وتوجد في آخر الجامع وتستخدم كضريح، وهي مزخرفة من الخارج بزخارف تسمى الدالية وهي على شكل حرف (د) قمته لأعلى ونراها أيضا في قبة السيدة زينب ومزخرفة من الداخل بأسلوب جميل فلسفي عقائدي يهدف إلى الديمومة والاستمرارية ولذلك يستخدم فيها شكل الدائرة كأكثر رمز متكامل، وكذك القبة الجوهرية وزخارفها النباتية من الخارج أما قبة ضريح قايتباي فهي تجمع بين الزخارف النباتية والهندسية، بينما قبة قاني الرماح بالقلعة فهي نباتية متناقصة في المساحة مما يساعد على التنوع والإيقاع المتعدد وكذلك قبة طومان باي.

وحديثا ظهرت بعض الملامح لجوهر فكرة بناء القبة، حيث انتقلت فكرة البناء من هيئة نصف كرة، إلى بناء على هيئة نصف القطع الناقص كما نراها في قبة مسجد الشرطة الذي لا يحتوي على قاعدة دائرة تشبه نصف ثمرة المانجو.
0 تعليق