••• منذ عقود، والإعلام الهلالي يمارس تقليدا متأصلا في المبالغة بتوصيف فريقهم ولاعبيهم، وقد وصل هذا السلوك إلى حد يثير الاستغراب!!
في الثمانينيات، قيل إن فهد المصيبيح، اللاعب السعودي المميز، ينافس مارادونا، أسطورة كرة القدم العالمية في مستواه، وهو قول مثير للتساؤل في زمن كانت فيه المقارنات بين اللاعبين المحليين والدوليين غريبة وغير واقعية.
••• اليوم، تتكرر نفس المبالغات، حيث يروج البعض، ومنهم محمد الدعيع بأن الهلال سيتفوق على جميع الفرق العالمية ويحقق بطولة كأس العالم للأندية!!
مثل هذه المقولات لا تخدم مصلحة الفريق ولا الكرة السعودية، بل على العكس قد تجعل الجمهور المحلي والدولي ينظرون لهذه الأقاويل بذهول.
••• المنافسة في البطولات العالمية تتطلب الواقعية، خاصة وأن عيون العالم متجهة نحو المملكة بعد الحراك الرياضي الكبير الذي تشهده البلاد، فالهلال فريق كبير بلا شك، وله إنجازات لا يمكن إنكارها على المستويين المحلي والآسيوي، لكن تضخيم الإمكانيات لدرجة غير واقعية يضع الفريق وجماهيره في موقع غير مريح على الساحة الدولية.
ألن يكون من الصعوبة على الهلال هزيمة ريال مدريد وقد انهزم من الخليج والقادسية والاتحاد بالأربعة والأهلي بالثلاثة وتعادل مع الرياض وضمك؟!!
••• على الإعلام الهلالي وبعض الهلاليين أن يتوقفوا قليلاً ويعيدوا التفكير في هذه الاطروحات. الواقعية في التوقعات والتحليل تزيد من مصداقية الفريق أمام العالم، فالمبالغات قد تصنع لحظات فخر قصيرة، لكنها تترك آثارا سلبية على المدى الطويل، حيث من السهل أن يصبح الفريق والجماهير محط سخرية بدلاً من الإشادة.
••• يجب أن نبتعد عن التصريحات والمقولات التي لا تخدم إلا صناعة العناوين المثيرة المؤقتة.
كيف سيحقق الهلال كأس العالم وهو يمر بفترات عصيبة وخرج من منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين.
تركيز الإعلام يجب أن يكون على دعم الفريق بشكل عقلاني ومهني، بعيداً عن التشبيهات غير الواقعية التي تضحك العالم علينا وتجعلنا نفقد الثقة بين الحين والآخر.
@Karimalfaleh