كتبت – هاجر هشام : خاص بمصر
بدأت محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عملية إخلاء العتبة والموسكي من الباعة الجائلين، في خطوة أثارت جدلاً كبيراً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعد هذه المنطقة من أشهر الأسواق التجارية في القاهرة، وتشهد الآن تحولاً جذرياً يهدف إلى إعادة تنظيمها وتطويرها، لكن ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار؟ إليكم التفاصيل الكاملة وفقاً لأحدث المعلومات المتاحة حتى 4 مارس 2025.
أسباب إخلاء العتبة والموسكي
بدأت أعمال الإخلاء في الموسكي كجزء من خطة شاملة لتطوير المنطقة، حيث سيتم استبدال الفروشات التقليدية التي كان يستخدمها الباعة بـ 473 طاولة صغيرة، تنفذها الهيئة العامة لنظافة وتجميل وإنارة القاهرة، وهذه أهم الأسباب التي جعلت المسؤولين يتخذون قرار الإخلاء بمنطقة العتبة والموسكي:
تكرار الحرائق وغياب الحماية المدنية
تعاني العتبة والموسكي من حوادث حرائق متكررة على مر السنين، ناجمة عن الدوائر الكهربائية القديمة، التخزين العشوائي للبضائع، ونقص أنظمة الإطفاء الفعالة، وهذه الحوادث أدت إلى خسائر مادية كبيرة وتهديدات لسلامة المواطنين والباعة على حد سواء، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين البنية التحتية وإنشاء شبكات حماية مدنية حديثة.
الفوضى والازدحام
لطالما عُرفت المنطقة بكثافتها العالية وانتشار الباعة الجائلين الذين يعيقون حركة المرور والمشاة بسبب الفروشات العشوائية، وهذا الوضع أثر سلباً على تجربة المتسوقين وأصحاب المحال، مما جعل إخلاء الشوارع خطوة ضرورية لإعادة تنظيم المساحات وتسهيل حركة المواطنين
تحديث البنية التحتية
تشمل خطة التطوير رفع كفاءة أنظمة المياه والصرف الصحي، وتطوير المباني القديمة التي تعاني من التهالك، والهدف هو تحويل المنطقة إلى سوق حضاري يتماشى مع المعايير الحديثة، مع الحفاظ على طابعها التاريخي.
ضغوط اقتصادية واجتماعية
مع موسم رمضان والعيد، يرى البعض أن توقيت الإخلاء قد يؤثر على رزق الباعة، لكن السلطات تؤكد أن نقل الباعة إلى جراج العتبة مؤقتاً، مع توفير 473 طاولة صغيرة كبديل منظم للفرشات، يهدف إلى تحقيق التوازن بين مصلحة الباعة وأصحاب المحال.
رؤية تطوير شاملة
الهدف الأساسي هو تحويل العتبة والموسكي إلى نموذج يمكن تعميمه على الأسواق الشعبية الأخرى، ضمن إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، حيث أن الخطة تشمل إنشاء طرق جديدة ومظلات حماية، مع مراعاة اشتراطات الأمان والإطفاء.
ما الذي ينتظر العتبة والموسكي؟
وفقاً للمسؤولين، فإن المرحلة الأولى من التطوير التي انطلقت مؤخراً تعد بداية لتحول كبير، والخطة لا تقتصر على الإخلاء، بل تشمل إعادة هيكلة المنطقة لتصبح أكثر جاذبية للمتسوقين والسائحين، مع الحفاظ على هويتها التجارية التاريخية، لكن نجاح هذا المشروع يعتمد على مدى التزام السلطات بتقديم بدائل عادلة للباعة وتنفيذ الوعود المعلنة.
أثار خبر إخلاء العتبة والموسكي التي بدأت في شوارع مثل الجوهري ويوسف نجيب نقاشاً حاداً عبر منصات التواصل الاجتماعي، وشهدت رود فعل متباينة، فمن جهة، رحب البعض بالخطوة كمحاولة للقضاء على الفوضى وتحسين الوضع الأمني والجمالي للمنطقة.
بينما أعرب آخرون عن قلقهم من تأثير هذا القرار على رزق الباعة الجائلين، حيث كتب أحد المستخدمين: "العتبة قلب القاهرة النابض، كيف سيعيش الباعة بعد الإخلاء؟"، فيما تساءل آخرون عن مدى نجاح السلطات في تنفيذ الخطة بعد فشل المحاولات السابقة.
عقوبة الباعة الجائلين وفق القانون
بعد إخلاء العتبة والموسكي وشوارع الجوهري وامتداده ويوسف نجيب، ونقل الباعة الجائلين إلى جراج العتبة مؤقتاً، يتم عقوبة الباعة الجائلين وفقاً لـ المادة 13 من قانون رقم 84 لسنة 1968 الخاص بالطرق، حيث يعاقب كل من يتعدى على الطرق العامة الحبس مدة لا تزيد عن شهر أو غرامة تصل إلى 100 جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتشمل المخالفات إحداث قطع أو حفر، وإقامة عوائق، وأخذ أتربة، أو وضع لافتات وإعلانات بدون ترخيص من الجهة المشرفة على الطريق، وإقامة منشآت أو إحداث تلف بالأعمال الصناعية بالطريق دون إذن مسبق.
كما يحظر التعدي على حرم الطريق، حيث يشترط ترك مسافة 50 متراً بجانب الطرق السريعة و 25 متراً للطرق الرئيسية، ويعتبر أي بناء أو نشاط في هذه المساحة مخالفة قانونية صارمة، وهذه الأحكام تهدف إلى ضمان سلامة الطرق ومنع الفوضى الناتجة عن الأنشطة العشوائية، بما في ذلك تواجد الباعة الجائلين
0 تعليق