أوروبا تواجه لحظة أمنية حاسمة.. ستارمر يقود قمة أوكرانيا في لندن - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة (خاص عن مصر)- في اجتماع دبلوماسي، قمة أوكرانيا في لندن، اجتمع زعماء أوروبيون لحضور قمة تهدف إلى تعزيز الالتزامات الأمنية تجاه أوكرانيا، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنها “لحظة تأتي مرة واحدة في الجيل” لأمن القارة.

أكدت قمة أوكرانيا في لندن، التي استضافتها لانكستر هاوس، على الحاجة الملحة إلى استقرار موقف أوكرانيا وسط العدوان الروسي المستمر، مع مناقشات رئيسية تدور حول المساعدات العسكرية، وضمانات الأمن، وخطة سلام محتملة تشمل الولايات المتحدة.

 قمة أوكرانيا في لندن: جبهة موحدة

افتتح ستارمر، الذي كان يحيط به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القمة بالتأكيد على أن تأمين نتيجة مواتية لأوكرانيا ليس مجرد مسألة صواب وخطأ بل ضرورة لسلامة جميع الدول الأوروبية.

وأكد ستارمر: “نحن جميعًا معكم، مع أوكرانيا، طالما استغرق الأمر ذلك”، مما يعكس موقفًا موحدًا بين الحلفاء الأوروبيين. كما أكد أنه بينما تواصل روسيا هجومها، يجب أن تركز المحادثات على تحقيق “سلام عادل ودائم” وضمان بقاء أوكرانيا محصنة ضد المزيد من العدوان.

وشهدت القمة حضور زعماء من جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. والجدير بالذكر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين شاركا أيضًا، مما عزز الطبيعة الأطلسية للمناقشات.

اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بالأوبئة المستقبلية والوقاية منها

الضمانات الأمنية لأوكرانيا في المقدمة

مع تداول الدول الأوروبية بشأن زيادة الدعم العسكري، وجه زيلينسكي نداءً مباشرًا لضمانات أمنية قوية، محذرًا من أن الطرف الوحيد المهتم بإطالة أمد الحرب هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

صرح زيلينسكي عقب محادثات ثنائية مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: “لا أحد غير بوتن مهتم باستمرار الحرب وعودتها السريعة. تحتاج أوكرانيا إلى السلام المدعوم بضمانات أمنية قوية”.

كانت قيادة أوكرانيا تدعو إلى التزامات شبيهة بالتزامات حلف شمال الأطلسي لردع التوغلات الروسية في المستقبل. ومع ذلك، مع اتخاذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقفًا أكثر صعوبة في السياسة الخارجية، يواجه القادة الأوروبيون مهمة شاقة في تأمين ضمانات طويلة الأجل من واشنطن.

المملكة المتحدة وفرنسا تدفعان من أجل خطة سلام في واشنطن

في خطوة دبلوماسية مهمة، أعلن ستارمر أن المملكة المتحدة، إلى جانب فرنسا ودول أوروبية أخرى محتملة، ستتعاون مع كييف بشأن خطة سلام سيتم تقديمها لاحقًا إلى الولايات المتحدة.

“يتعين علينا أن نجد طريقة تمكننا جميعًا من العمل معًا. لأنه في النهاية، مررنا بثلاث سنوات من الصراع الدموي. والآن نحتاج إلى الوصول إلى هذا السلام الدائم”، هذا ما قاله ستارمر لهيئة الإذاعة البريطانية.

تشير المبادرة إلى محاولة أوروبا القيام بدور أكثر استباقية في تشكيل مستقبل أوكرانيا، مع الاعتراف بالديناميكيات المتغيرة في السياسة الخارجية الأمريكية في ظل رئاسة ترامب الثانية.

 قمة أوكرانيا في لندن: إحباط بعد استبعاد دول البلطيق

على الرغم من العرض القوي للوحدة، أثار غياب زعماء البلطيق عن القمة الجدل. كانت دول البلطيق الثلاث – إستونيا ولاتفيا وليتوانيا – من بين أكثر المؤيدين صراحة لأوكرانيا، سواء عسكريًا أو دبلوماسيًا. انخرط ستارمر لاحقًا في مكالمة هاتفية مع زعماء دول البلطيق، وطمأنهم على التزام حلف شمال الأطلسي بأمن المنطقة.

وفي تصريح لاذع، أكدت رئيسة وزراء لاتفيا إيفيكا سيلينا أن “من المهم أن تشارك دول البلطيق في تعزيز العلاقات عبر الأطلسي”.

وأكد الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا على ضرورة عودة الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، داعيا إلى “إنفاذ السلام الأوروبي” كعنصر محتمل لضمانات الأمن.

مظاهرات مؤيدة لأوكرانيا ودعم شعبي

خارج لانكستر هاوس، جرت مظاهرة قوية مؤيدة لأوكرانيا، حيث لوح المؤيدون بالأعلام الأوكرانية ودعوا إلى زيادة المساعدات العسكرية. وأكد الحشد المتحمّس على أهمية القمة ليس فقط للقادة السياسيين ولكن للمواطنين الذين تابعوا عن كثب تأثير الحرب على استقرار أوروبا.

وفي وقت لاحق من اليوم، من المتوقع أن يلتقي زيلينسكي بالملك تشارلز الثالث، وهي زيارة رمزية تعزز التزام المملكة المتحدة المستمر تجاه أوكرانيا.

مفترق طرق أوروبا الاستراتيجي

مع استمرار مناقشات القمة خلف الأبواب المغلقة، يجب على القادة أن يتنقلوا عبر الحقائق الجيوسياسية المعقدة. في حين أن هناك إجماعا على دعم أوكرانيا، إلا أن هناك تساؤلات لا تزال قائمة بشأن استدامة المساعدات العسكرية الأوروبية في غياب الدعم الأميركي الثابت.

ولن تشكل نتائج هذه المحادثات المرحلة التالية من الحرب فحسب، بل ستحدد أيضًا قدرة أوروبا على تأكيد نفسها كقوة استراتيجية في الأمن العالمي.

بينما يواصل ستارمر ونظراؤه المضي قدمًا في الخطط الدبلوماسية والعسكرية، يراقب العالم عن كثب لمعرفة ما إذا كانت هذه “اللحظة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل” ستؤدي إلى سلام دائم – أو صراع مستمر.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق