توصل فريق من العلماء في مركز أمستردام الطبي ومركز موفيت للسرطان إلى آلية جديدة تفسر سبب ضعف استجابة الجهاز المناعي ضد سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، مما قد يمهد الطريق لتحسين العلاجات المناعية مستقبلاً.

يُعد سرطان الدم الليمفاوي المزمن أكثر أنواع سرطان الدم انتشارًا في العالم الغربي، ويؤثر بشكل رئيسي على كبار السن. وعلى الرغم من التقدم في العلاجات الطبية، لا يزال المرض غير قابل للشفاء، كما أن العلاجات الحالية مثل العلاج المناعي وعلاج الخلايا التائية (CAR-T) لا تحقق سوى نسب نجاح محدودة، لا تتجاوز 15%، مع تكلفة تصل إلى 250 ألف دولار لكل مريض.

الخلايا التائية والطاقة المفقودة

كشفت الدراسة أن الخلايا التائية، وهي أحد خطوط الدفاع الرئيسية للجهاز المناعي، تحتاج إلى امتصاص كميات كبيرة من الكوليسترول والدهون لإنتاج الطاقة اللازمة لتكاثرها ومهاجمة الخلايا السرطانية. إلا أن الخلايا التائية تفقد هذه القدرة عند تعرضها لبيئة CLL، مما يضعف استجابتها المناعية.

وتتماشى هذه النتائج مع دراسة أخرى نشرتها مجلة Blood Advances، والتي أظهرت أن الميتوكوندريا - المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلايا - تتعرض للتلف لدى مرضى CLL، مما يقلل من قدرة الخلايا التائية على العمل بفعالية.

نجح العلماء في استعادة طاقة الخلايا التائية باستخدام عقار يعزز إدارة الطاقة داخل الخلايا، مما أدى إلى تحسين كبير في فعالية علاج CAR-T في التجارب المخبرية.

تجارب سريرية واعدة

ويعمل الباحثون حاليًا على تعديل جينات معينة لجعل الخلايا التائية أكثر مقاومة للتأثيرات السلبية لبيئة CLL، وهي تقنية قد تمتد فائدتها لأنواع أخرى من السرطان.

كما كشفت تجربة سريرية دولية تحمل اسم HOVON أن الجمع بين عقار يضعف خلايا اللوكيميا وعلاج يجذب الخلايا التائية إلى الورم، يمكن أن يعزز كفاءة العلاج المناعي بشكل كبير.

آفاق مستقبلية

يعزز هذا الاكتشاف الآمال في تحسين فعالية العلاجات المناعية لمجموعة أوسع من السرطانات، من خلال استهداف الآليات البيولوجية التي تعيق استجابة الجهاز المناعي.

وإذا أثبتت الدراسات الإكلينيكية نجاح هذه العلاجات، فقد يصبح بالإمكان تطوير استراتيجيات جديدة لتحسين فرص الشفاء لدى مرضى السرطان الذين يعانون من ضعف نشاط الخلايا المناعية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك