يُعدّ السعي بين الصفا والمروة من الأركان الأساسية للحج والعمرة، حيث يؤديه الحاج والمعتمر بسبعة أشواط، تبدأ من الصفا وتنتهي بالمروة. 

وطبقا لـ تحيا مصر ، عند العودة من المروة إلى الصفا يُحتسب شوط آخر، حتى تكتمل الأشواط السبعة. 

يشترط أن يتم السعي بعد الطواف سواء كان طواف قدوم أو إفاضة أو تطوع، وهو ما يعكس ارتباط هذه الشعيرة بالطواف كجزء من مناسك الحج والعمرة.

خطوات السعي بين الصفا والمروة

عند وصول الحاج أو المعتمر إلى جبل الصفا، يُستحب أن يستقبل الكعبة المشرفة، ويهلل ويكبر ويصلي على النبي محمد ﷺ، ثم يبدأ السعي باتجاه المروة، ملتزمًا بالمسار المخصص للسعي. 

وعند المرور بين العلمين الأخضرين، يُستحب الإسراع أو الهرولة للرجال فقط، أما النساء فيمشين سيرًا عادياً. 

وعند بلوغ المروة، يُكرر الساعي ما فعله على الصفا من التكبير والتهليل والدعاء، ثم يعود إلى الصفا، حتى يتمم سبعة أشواط.

شروط السعي بين الصفا والمروة

استيفاء العدد المطلوب: يجب أن يكون السعي سبعة أشواط كاملة. السير في المسعى المحدد: ينبغي أن يكون السعي بين الصفا والمروة فقط، وفقًا لما ثبت عن النبي ﷺ. الترتيب بين الصفا والمروة: يبدأ الساعي من الصفا وينتهي عند المروة، ولو بدأ من المروة خطأً، فإن الشوط لا يُحسب. عدم وجوب الطهارة: لا يشترط أن يكون الساعي على وضوء، ولكن يُستحب ذلك. إمكانية الفصل بين الطواف والسعي: يمكن تأخير السعي بعد الطواف، ولكن الأفضل هو الموالاة بينهما.

أدعية وأذكار مستحبة أثناء السعي

لا يوجد دعاء محدد يجب الالتزام به خلال السعي، ولكن يُستحب أن يردد المسلم الأذكار التالية:

"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير." "رب اغفر وارحم، واعفُ عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم." الدعاء للنفس وللأهل وللأمة الإسلامية بخير الدنيا والآخرة.

أحكام خاصة بالسعي

السعي للحائض: يجوز للمرأة الحائض أن تسعى بين الصفا والمروة، لأن الطهارة ليست شرطًا لصحة السعي، بخلاف الطواف الذي يشترط له الطهارة. من نسي السعي: إذا نسي الحاج أو المعتمر السعي، وجب عليه الرجوع وأداؤه حتى تكتمل المناسك. الشك في عدد الأشواط: من شك في عدد الأشواط أثناء السعي، فعليه أن يبني على العدد الأقل. أما إذا تذكر بعد الانتهاء، فلا شيء عليه.

أخطاء شائعة أثناء السعي

الاعتقاد بوجوب الوضوء: حيث يظن البعض أن السعي لا يصح إلا بوضوء، بينما يجوز أداؤه بغير طهارة. ترديد آية "إن الصفا والمروة من شعائر الله" في كل شوط: والصواب أن تُقرأ مرة واحدة عند بدء السعي. تخصيص أدعية معينة لكل شوط: لا يوجد دعاء محدد لكل شوط، ويمكن للمعتمر أن يدعو بما شاء. الهرولة في جميع الأشواط: الصحيح أن تكون الهرولة بين العلمين الأخضرين فقط، وليس طوال المسافة بين الصفا والمروة.

المسافة بين الصفا والمروة

يُقدر طول المسعى بحوالي 394.5 مترًا، مما يجعل المسافة الإجمالية للأشواط السبعة تصل إلى حوالي 2.76 كيلومتر.

يعدّ السعي بين الصفا والمروة من العبادات التي ترمز إلى الصبر والتوكل على الله، مستلهمًا من قصة السيدة هاجر عليها السلام، والتي أصبحت قدوة في السعي لتحقيق الرجاء والتوكل على الله، مما جعل هذه الشعيرة جزءًا أساسيًا من الحج والعمرة.