نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وسط غياب الجزائر وتونس.. ماذا ينتظر الفلسطينيون من قمة القاهرة؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 09:08 صباحاً
تحتضن القاهرة، اليوم الثلاثاء، قمة عربية طارئة لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية والتوترات الإقليمية المتفاقمة. تأتي هذه القمة وسط دعوات لاتخاذ موقف عربي أكثر صرامة تجاه التهديدات التي تواجه الفلسطينيين، وعلى رأسها محاولات تهجير سكان قطاع غزة وفقًا لما أثير بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم أهمية هذه القمة، فإن غياب بعض القادة العرب، ولا سيما الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس سعيد، أثار تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على نتائج القمة وتوافق مخرجاتها، خاصة في ظل تأكيدات على وجود خلافات حول آلية التحضير لها.
غياب الجزائر وتونس: هل يؤثر على الإجماع العربي؟
في خطوة غير متوقعة، أعلنت الجزائر، عبر وكالتها الرسمية، أن الرئيس عبد المجيد تبون لن يحضر القمة، وأوكل تمثيل بلاده إلى وزير الخارجية أحمد عطاف. وأرجعت الجزائر ذلك إلى ما وصفته بـ"اختلالات ونقائص" في التحضير للقمة، مشيرة إلى أن بعض الدول احتكرت إعداد مخرجات القمة دون التنسيق مع الجميع.
أما تونس، فقد اتخذت موقفًا مشابهًا، حيث أعلنت الرئاسة التونسية أن وزير الخارجية محمد علي النفطي سيرأس وفدها المشارك في القمة، مع التأكيد على موقفها الثابت في دعم الحق الفلسطيني غير القابل للتصرف، والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل أراضي 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
هذا الغياب طرح تساؤلات حول مدى تأثيره على مخرجات القمة، خاصة وأن الجزائر تعد من الدول الداعمة بقوة لفلسطين على المستوى الإقليمي والدولي، فيما يُعرف عن الرئيس التونسي موقفه الحاد في رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
هل الغياب يقوض فاعلية القمة؟ رؤية دبلوماسية متباينة
وفقًا للسفير المصري السابق محمد حجازي، فإن عدم حضور بعض القادة لا يعني غياب دولهم عن القمة، مشيرًا إلى أن إيفاد ممثلين عن الرئيس أو الملك لا يقلل من أهمية المشاركة، حيث تُعبّر تلك الوفود عن الموقف الرسمي للدولة. وأضاف أن هناك إجماعًا عربيًا حول ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة الحل السياسي عبر حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
من جهة أخرى، يرى محللون أن غياب قادة دول وازنة مثل الجزائر وتونس قد يعكس خلافات داخل الصف العربي حول طريقة معالجة الأزمة الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق بآلية اتخاذ القرار العربي الجماعي في هذه القمة الطارئة.
الوفود العربية تتوافد إلى القاهرة.. مشاركة قوية رغم الغيابات
رغم غياب بعض القادة، فإن القمة تحظى بحضور واسع من زعماء عرب بارزين، حيث وصل إلى القاهرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، بالإضافة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يرأس القمة العربية الحالية.
وتشير التقارير إلى أن بعض الدول، سواء في هذه القمة أو قمم سابقة، اعتادت على إرسال ممثلين بدلاً من رؤسائها، ولم يمنع ذلك من المشاركة بفاعلية في القرارات النهائية للقمة.
جدول أعمال القمة: قرارات مصيرية في انتظار الإعلان الرسمي
بحسب جدول أعمال القمة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يبدأ استقبال الوفود في الثالثة عصرًا بتوقيت القاهرة، ثم تُعقد الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف. عقب مأدبة الإفطار الرمضاني، ستبدأ جلسة مغلقة لمناقشة الملفات المطروحة، يليها الجلسة الختامية في الثامنة والنصف مساءً، والتي من المنتظر أن تُصدر بيانًا ختاميًا يعكس القرارات المتفق عليها.
قمة الفرصة الأخيرة: هل تنجح في تحريك المياه الراكدة؟
وسط الترقب الشعبي العربي لمخرجات القمة، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتمكن هذه القمة من الخروج بقرارات عملية قابلة للتنفيذ، أم ستكون مجرد اجتماع بروتوكولي يضاف إلى قائمة القمم السابقة؟
المؤشرات الحالية تدل على أن هناك نية للخروج بموقف موحد يدين محاولات تهجير الفلسطينيين، ويؤكد على دعم إعادة إعمار غزة دون تغيير ديموغرافي قسري، لكن يبقى التحدي في مدى التزام الدول العربية بتنفيذ هذه القرارات على أرض الواقع، خاصة في ظل التجاذبات السياسية والضغوط الدولية المتزايدة.
0 تعليق