نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سيلينا غوميز: نجمة صنعت من معاناتها رسالة أم علامة تجارية؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 09:29 صباحاً
شبكة أطلس سبورت - انكسارات، قلق، مرض، انعزال، ومشاكل في الحب، كل ذلك عاشته سيلينا غوميز نجمة ديزني على مدار سنوات طويلة، بدءاً من مرض الذئبة الذي تم تشخيصها به عام 2015، وصولًا إلى تشخيصها بمرض ثنائي القطب. كانت قصصها مرآة للعديد من الفتيات. قالت ذات مرة في إحدى اللقاءات: "عانيت من العالم الذي يدور في رأسي مدة طويلة، وشعرت بالضياع واليأس في بعض الأحيان، حتى تم تشخيص حالتي بثنائي القطب، فحصلت على الإجابات التي كنت أبحث عنها، وأصبح لدي وعي أكبر وأقل خوفاً."
نشأت وهي تسعى الى إرضاء الناس، وكانت تكافح منذ صغرها مع حقيقة أن المشاهدين الصغار كانوا يرونها قدوة. في ظل هذه الصراعات، توارت عن الأنظار لسنوات وأخذت استراحة من جولتها للتركيز على صحتها النفسية والتعافي من القلق والاكتئاب. ومن المرض إلى علاقات الحب، انفصلت رسمياً عن حبيبها السابق جاستن بيبر، ما زاد من وقت تعافيها ومحاولتها في التأقلم. لم يكن الأمر سهلاً، ولكنها استمرت في رحلتها نحو الشفاء.
بعد غياب دام أكثر من سنتين عادت بقوة إلى الساحة عام 2021 وقدمت wondermind منصة للصحة النفسية شاركت في تأسيسها مع أصدقائها وشركائها التجاريين، والتي تركز على العافية النفسية من خلال توفير الموارد وخلق مجتمع داعم للأشخاص الذين يعانون من تحديات الصحة النفسية. رغم ذلك، هناك من يرى أن المنصة تستفيد من شهرة سيلينا لتحقيق النجاح التجاري. إلا أن المراجعات الصحافية، مثل تلك التي صدرت عن The New York Times وForbes، تشير إلى أن WonderMind يظل مصدراً مفيداً ويهدف فعلاً إلى تقديم حلول حقيقية لمشكلات الصحة النفسية.
إلى جانب ذلك، أطلقت سيلينا أيضاً علامة Rare Beauty، وهو مشروع يسعى الى تعزيز الثقة بالنفس من خلال مستحضرات تجميل تروّج لمفهوم "الجمال الحقيقي". وعلى رغم أن العلامة التجارية تسعى إلى تقديم رسائل إيجابية حول تقبل الذات، فإن البعض يرى تناقضاً بين هذا التوجه ومعايير الجمال التقليدية التي تروّج لها صناعة التجميل عموماً. Rare Beauty تعكس جهوداً حقيقية لدعم التنوع والشمولية، ولكن يبقى التساؤل حول مدى قدرة العلامة على تغيير معايير الجمال السائدة.
وعلى رغم هذه المبادرات الإيجابية، تواجه سيلينا بعض الانتقادات بسبب سلوكها على وسائل التواصل الاجتماعي. ففي الوقت الذي تدعو فيه الى الصحة النفسية والإيجابية، تجد نفسها أحياناً متورطة في دراما اجتماعية مع شخصيات أخرى مثل هايلي بيبر وكايلي جينر. هذه التناقضات قد تثير شكوكاً حيال صدقيتها في دعم الصحة النفسية، إذ يرى البعض أن سلوكها على الإنترنت يتناقض مع رسالتها العلنية. لكن من ناحية أخرى، قد يراها البعض شخصاً حقيقياً يعكس التحديات الحياتية التي يواجهها الجميع، مما يجعل رسالتها أكثر إنسانية وقريبة من الواقع.
جرى تسليط الضوء على هذه الصراعات والتحديات بشكل أعمق في الوثائقي "Selena Gomez: My Mind & Me"، الذي صدر عام 2022. الفيلم يُقدم نظرة حقيقية وصادقة على رحلة سيلينا مع الصحة النفسية، ويعرض لحظات ضعفها وقوتها، وكفاحها مع القلق والاكتئاب، ومحاولاتها المستمرة لفهم نفسها والعثور على السلام الداخلي.
من خلال لقطات حصرية ومقابلات صريحة، يكشف الوثائقي عن الضغوط التي تواجهها كنجمة عالمية، وكيف أثرت الشهرة على حياتها الشخصية وصحتها النفسية. كما يبرز أهمية الوعي بالأمراض النفسية، مشجعاً على كسر الوصمة المرتبطة بها.
لاقى الفيلم إشادة واسعة من النقاد والجماهير، إذ اعتبره كثيرون رسالة صادقة ومؤثرة عن تقبل الذات والتغلب على التحديات النفسية. ومن خلاله، أكدت سيلينا أنها ليست مجرد نجمة، بل إنسانة تخوض معركة شخصية، وتسعى الى نقل تجربتها للآخرين، ليجدوا في قصتها مصدر إلهام ودعم في رحلاتهم الخاصة مع الصحة النفسية.
يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن الفصل بين النية الحقيقية لدعم الصحة النفسية وبين الاستفادة من الشهرة والترويج الشخصي؟
0 تعليق