لماذا قد ينجح ترامب في شل التهديد الحوثي؟ - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا قد ينجح ترامب في شل التهديد الحوثي؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 07:21 صباحاً

شبكة أطلس سبورت - "سنستخدم القوة الفتاكة الساحقة (ضد الحوثيين) حتى تحقيق أهدافنا". ما قاله ونفذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال وبعد قصف الحوثيين ليل السبت يغير قواعد اللعبة في البحر الأحمر.

 

حاول سلفه جو بايدن حماية الملاحة هناك عبر قصف خجول ومتقطع للقواعد العسكرية الحوثية، لكن من دون جدوى. ارتبط ضعف الحملة العسكرية السابقة برغبة بايدن في إحياء الاتفاق النووي مع إيران كما بفهمه الخاطئ للردع. قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قرأ الحوثيون كيفية تعامل الإدارة الديموقراطية مع التهديدات التي طالت القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط. غالباً ما قوبلت عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات بلا طيار برد أميركي فاتر ونادر. تبدل المشهد مع ترامب.

 

لكن هل تكفي زيادة حدة القصف لمنع الحوثيين من تهديد السفن في البحر الأحمر؟

 

لا. تحتاج الإدارة الأميركية أولاً إلى إطالة المدى الزمني لعملياتها العسكرية. تحدث مسؤولون في واشنطن عن أن الهجوم قد يستغرق أسابيع. هذه إشارة أولية إلى جدية الولايات المتحدة. رجح الباحث غير المقيم في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في "أتلانتيك كاونسيل" توماس ووريك ألا تنهي بضعة أيام من الغارات الهجمات الحوثية، إلا إذا استعدت الإدارة للذهاب أبعد من ذلك. ولفت النظر إلى أن أي حجم من الدمار لا يصل إلى استهداف القيادة الحوثية وقدراتها العسكرية لن يحقق رغبة الإدارة.

 

الجرأة والسرعة

شملت الغارات الأميركية مراكز عدد من القادة الحوثيين الذين قُتل منهم ما لا يقل عن ستة أشخاص، بمن فيهم مسؤولون في قطاعات الاستخبارات وتجارة النفط والملاحة البحرية. بذلك، تخلت الإدارة الحالية عن نهج بايدن الفاشل لـ "الضربة مقابل الضربة". (لمزيد من الدقة، الضربة مقابل عشرين).

 

الجديد في السياسة الحالية أيضاً هو سرعة تحركها ضد الحوثيين. بمجرد إعادة تصنيفه الحوثيين على لائحة الإرهاب، أصدر ترامب تعليمات إلى البنتاغون لوضع خطة من أجل توجيه ضربة قاسية للحوثيين. احتاج الأمر بضعة أيام فقط لينفذ الجيش الأميركي غاراته ضد الحوثيين بعدما أعلنوا مؤخراً نيتهم استئناف الهجمات ضد السفن. لم يتحرك بايدن عسكرياً ضد الحوثيين إلا بعد نحو شهرين على بدء استهدافهم للملاحة.

 

حتى في السياسة، كان بايدن سريعاً في التراجع وبطيئاً في التقدم. بعدما سارع إلى شطب الحوثيين عن لائحة الإرهاب في شباط (فبراير) 2021، أي من دون انتظار الكثير من الوقت ليقيم سلوكهم، عاد بايدن بشكل متأخر ومتردد عن قراره السابق عقب هجماتهم في البحر الأحمر. واختار في كانون الثاني (يناير) 2024، إعادة تصنيفهم فقط على قائمة "الإرهابيين المصنفين تصنيفاً خاصاً" (SDGT) من دون أن يصنفهم أيضاً على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" (FTO) حيث تعتبر العقوبات وإجراءات الملاحقة في الثانية أشد من الأولى. بالمقابل، صنف ترامب الحوثيين على القائمتين بعد أيام قليلة من دخوله البيت الأبيض.

 

من الدفاع إلى الهجوم

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخراً أن "للهجمات الأميركية على اليمن ثلاثة أهداف هي ضرب منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين واستهداف قادة الجماعة، وتوجيه رسالة إلى إيران".

 

بالرغم من أن ضرب المنصات الصاروخية أساسي لشل قدرات الحوثيين، يعجز هذا الاستهداف وحده عن تحقيق أهدافه. فالمنصات قابلة للاستبدال سريعاً ويمكن استخدام مركبات غير متطورة لإطلاق الصواريخ، كما أظهر "حزب الله" و"حماس" خلال الحرب مع إسرائيل. ثمة حاجة إلى ضرب مراكز الإمرة والقيادة. يثير ذلك أسئلة عن حجم المعلومات الأميركية بشأنها كما عن تأثير تشييد بعضها على الأقل بين المدنيين أو في أعماق الجبال، على فاعلية العمل العسكري.

 

بعدما وصف نهج بايدن بأنه "دفاعي"، رأى القائد الأعلى الأسبق للناتو الأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس أن وقف الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أمر ممكن ويتطلب ضرب مراكز القيادة والبنى التحتية العسكرية الحوثية على البر. فخطر الأهداف المعادية يتضاعف بمجرد مغادرته الشواطئ.

 

وشدد في شبكة "بلومبرغ" على أهمية ضرب سلسلة إمدادهم وصولاً إلى الأصول الإيرانية، موضحاً أن ضرب تلك الأصول يثير تحديات، لكنه أفضل من إصابة أحد الصواريخ مدمرة أميركية مكتظة بمئات الجنود.

 

"لا مشكلة في الترجمة"... حتى الآن

يصعب توقع أن تستهدف الولايات المتحدة الأصول الإيرانية التي تمد الحوثيين بالدعم في هذه المرحلة المبكرة من العملية، بالرغم من تهديد مستشار الأمن القومي مايك والتز باللجوء إلى هذا الخيار. مع ذلك، ما من شك كبير في أن رسالة ترامب وصلت إلى طهران، بعكس رسائل بايدن السابقة. كتبت "وول ستريت جورنال" السنة الماضية أن إيران والحوثيين لم يفهموا رسائل بايدن. "يبدو أنّ المشكلة في الترجمة"، كما تكهنت بشكل ساخر.

 

بالرغم مما سبق، لا يزال من الممكن أن يتراجع ترامب عن حملة الضغط العسكري على الحوثيين. قد ينفد صبره سريعاً في التعامل معهم، بينما يبدو منشغلاً بحروبه التجارية وحرب أوكرانيا ومشاكله الاقتصادية. يحب ترامب كسب النقاط السريعة ولا يمكن تصنيف أمن البحر الأحمر في خانة الأهداف التي يمكن تحقيقها على عجل. واستعداده للذهاب في الحملة العسكرية لأسابيع – على ما في ذلك من قفزة نوعية عن سياسات سلفه – يمكن أن يوجه رسالة للحوثيين مفادها أن كل ما عليهم فعله هو الانتظار لهذه الفترة الزمنية قبل أن تهدأ الأمور. حالياً، يبدو أن الجهة الوحيدة التي قد تمنع ترامب من تحقيق الحد الأدنى من الأمن في البحر الأحمر هي ترامب نفسه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق