نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تراث غزة تحت القصف.. جهود دولية لإعادة بناء تاريخ عمره قرون - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 02:11 صباحاً
شبكة أطلس سبورت - ترك الصراع الدائر أثرًا عميقًا على التراث الثقافي والتاريخي الغني للمنطقة. فقد تضررت المواقع الأثرية في غزة ذات الأهمية التاريخية العميقة، مثل قصر الباشا الذي يعود تاريخه إلى 800 عام وحمام السمارة الذي يعود تاريخه إلى 700 عام، بشدة أو دُمرت بالكامل في أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف خلال حرب 2023-2024.
مع تدمير أكثر من ثلثي مواقع غزة التراثية والأثرية، يواجه فريق من الخبراء الفلسطينيين وعلماء الآثار البريطانيين مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء التراث الثقافي للمنطقة.
الخسارة الشخصية لتراث غزة
وفقا لتقرير الجارديان البريطانية، من بين المتضررين بشدة من الدمار حمودة الدحداح، مدير متحف قصر الباشا في مدينة غزة. كان القصر، الذي كان في السابق موقعًا تاريخيًا بارزًا، رمزًا للتراث المملوكي والعثماني الغني لغزة.
في أوج ازدهارها، جذب القصر الزوار بجدرانه المبنية من الحجر الجيري الذهبي، وحدائقه الغنّاء، وقاعاته المقببة الزاخرة بالتحف التي لا تُقدر بثمن. ومع ذلك، بعد حملات القصف الوحشية أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، لم يبقَ من القصر سوى أجزاء قليلة قائمة.
بالنسبة لدحداح، فإن الخسارة شخصية للغاية. لم تقتصر الحرب على فقدان عائلته، بفقدان ابنته ميرفت البالغة من العمر 12 عامًا، بل محت أيضًا جزءًا من روح غزة. القصر، الذي كان كنزًا تاريخيًا، تحول الآن إلى أنقاض. يتأمل دحداح الحزن الذي يسود المكان، قائلاً: “كان القصر بمثابة جنة صغيرة على الأرض. الآن، لا حياة هنا على الإطلاق”.
اارأ أيضًا: ذكاء بمستوى الإنسان.. مانوس الصيني يُثير الذعر من الذكاء الاصطناعي العام
أضرار واسعة النطاق في التراث الثقافي
لا يقتصر الضرر الذي لحق بالتراث الثقافي في غزة على قصر الباشا. يقدر الخبراء أن أكثر من ثلثي المواقع الثقافية والتراثية والأثرية في غزة قد لحقت بها أضرار جسيمة، بما في ذلك العديد من الآثار الرومانية واليونانية القديمة. من أبرز الخسائر حمام السمارة التاريخي، وهو حمام يعود تاريخه إلى 700 عام.
كان الحمام في يوم من الأيام مركزًا للحياة الاجتماعية في غزة، وقد دُمّر خلال الحرب، تاركًا حارسه، سليم الوزير، في حالة من الحزن والأسى. يصف الوزير، الذي ورث مسؤولية الحفاظ على الحمام عن والده، الأثر المدمر للتدمير قائلاً: “لقد فقدت مكانًا كان يعني لي الكثير، مكانًا كان يجمع الناس ويوفر لهم الراحة والاسترخاء”.
- المواقع الأثرية في غزة
السياق السياسي والثقافي
يُعد تدمير هذه المواقع جزءًا من نمط أوسع من الدمار الذي حوّل غزة إلى أنقاض. أدت الحرب، التي اندلعت إثر غارة شنتها حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، إلى مقتل أكثر من 48 ألف مدني في غزة.
أعرب خبراء فلسطينيون، بالتعاون مع علماء آثار بريطانيين، عن مخاوفهم بشأن تدمير تراث غزة. إن تدمير هذه المعالم الثقافية ليس خسارة للفلسطينيين فحسب، بل أيضًا للذاكرة التاريخية الجماعية للبشرية.
نفى المسؤولون الإسرائيليون مزاعم استهداف هذه المواقع عمدًا، مؤكدين أن المعالم الثقافية، مثل قصر الباشا، لم تُهاجم إلا إذا استخدمتها حماس لأغراض عسكرية. ومع ذلك، يُجادل الخبراء بأن الأضرار التي لحقت بهذه المواقع، وخاصة التدمير المتعمد لبعض المباني، قد ترقى إلى جرائم حرب.
- المواقع الأثرية في غزة
تكلفة إعادة بناء تراث غزة
يُسلط تقرير حديث الضوء على التكاليف الباهظة المرتبطة بحماية وترميم مواقع التراث في غزة. ولمنع المزيد من الضرر، يُقدر خبراء الحفاظ على التراث وعلماء الآثار الفلسطينيون أن تكلفة حماية المباني التاريخية المتبقية ستبلغ حوالي 33 مليون دولار في حال صمد وقف إطلاق النار.
مع ذلك، قد تصل تكلفة إعادة الإعمار بالكامل إلى 300 مليون دولار، وقد تستغرق ثماني سنوات. تُبرز هذه الأرقام التحدي الهائل الذي تواجهه جهود الحفاظ على التراث في غزة في أعقاب هذا الدمار الواسع النطاق.
مستقبل مواقع التراث في غزة
على الرغم من الدمار الهائل، فإن العديد من سكان وخبراء غزة مُصممون على إعادة بناء ما فُقد. على سبيل المثال، أعرب سليم الوزير عن التزامه الراسخ بترميم حمام السمارة، قائلاً: “إذا لم يقم أحد آخر بهذه المهمة، فسأقضي بقية حياتي في إعادة بنائه بنفسي”.
يعكس هذا الشعور رغبة أوسع في الحفاظ على الإرث الثقافي لغزة، حتى في مواجهة تحديات تبدو مستعصية على الحل.
يؤكد خبراء آخرون على أهمية ترميم المواقع الأثرية مثل المسجد العمري، أقدم وأكبر مسجد في غزة، والذي تضرر بشدة أيضًا. وأعرب طارق هنية، المرشد السياحي في المسجد، عن حزنه على تدمير الموقع التاريخي، قائلاً: “لقد عشت حياتي في غزة، بجوار المسجد.
كانت الحرب قاسية بكل معنى الكلمة”. وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمسجد، لا يزال هنية متفائلًا، مشيرًا إلى أن الجهود جارية بالفعل لإعادة بنائه واستعادة أهميته التاريخية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : تراث غزة تحت القصف.. جهود دولية لإعادة بناء تاريخ عمره قرون - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 02:11 صباحاً
0 تعليق