كتب – محمود كمال

شهد إقليم بلوشستان الواقع في جنوب غربي باكستان تصاعدا ملحوظا في الهجمات المسلحة خلال السنوات الأخيرة مما عكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها الحكومة في إسلام آباد.

وزادت وتيرة الهجمات في الإقليم، الذي ظل مهمشا لفترة طويلة، ليصبح بؤرة لتمرد مستمر يمثل تهديدًا خطيرا للأمن والاستقرار في المنطقة.

ونفذ جيش تحرير بلوشستان، الذي تصنفه باكستان والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، عملية غير مسبوقة يوم الثلاثاء حيث استهدف قطار جعفر إكسبريس في هجوم غير مسبوق، أسفر عن احتجاز مئات الركاب كرهائن.

وشهدت العملية مواجهة مسلحة شرسة بين المسلحين وقوات الأمن الباكستانية استمرت حتى يوم الأربعاء، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 مسلحًا من عناصر التنظيم.

وبحلول المساء تمكنت القوات الأمنية من تحرير 190 راكبًا من أصل 450 كانوا على متن القطار.

ونشطت جماعة جيش تحرير بلوشستان منذ أوائل الألفية ونفذت سلسلة من الهجمات على قوات الأمن الباكستانية وأهداف مدنية شملت عمالًا صينيين مشاركين في مشروعات اقتصادية ضخمة بين الصين وباكستان.

وسعت الجماعة نطاق هجماتها في السنوات الأخيرة، مستهدفة منشآت عسكرية ومواقع استراتيجية داخل البلاد.

وسعت الحركة إلى تعزيز مطالبها بالحكم الذاتي مع وجود أصوات داخلها تدعو إلى الاستقلال الكامل عن الحكومة المركزية في إسلام آباد في ظل اعتقادهم بعدم حصول الإقليم على حصة عادلة من ثرواته الطبيعية، المتمثلة في الغاز الطبيعي والنفط والمعادن.

واتهمت الحكومة الباكستانية الهند بدعم جماعة جيش تحرير بلوشستان وتوفير الموارد لها، وهو ادعاء رفضته نيودلهي.

وتصاعدت حدة التوترات بين باكستان والهند في ظل التراشق بالاتهامات حول تقديم دعم خفي للمسلحين البلوش، مما أدى إلى تصاعد الهجمات المسلحة في البلاد.

واستمرت باكستان في مواجهة تحديات أمنية متعددة في بلوشستان، حيث تنتشر جماعات مسلحة أخرى تشكل تهديدا مستمرا.

وشنت قوات الأمن عمليات عسكرية عدة ضد المتمردين، ما أسفر عن مواجهات عنيفة وسقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.

وتصاعدت الاتهامات المتبادلة بين إسلام آباد ودول مجاورة بشأن دعم المتمردين في الإقليم المضطرب.

وشهدت البلاد زيادة في الهجمات المسلحة خلال الفترات الأخيرة، ما يعكس حالة عدم الاستقرار الأمني المتزايدة.

وجاءت هذه التوترات في ظل تدهور العلاقات بين باكستان وإيران ما فاقم من حالة التوتر الأمني على طول الحدود المشتركة التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين بدعم مجموعات مسلحة معارضة.