نشر الخميس 13/مارس/2025 - 10:07 ص

عُقد الملتقى الفكري تحت رعاية منطقة وعظ كفر الشيخ، بعنوان «صلة الأرحام من أفضل القربات» بمسجد الأزهر -العلم والإيمان- أحد أشهر المساجد الكبرى بمدينة كفر الشيخ، خلال صلاة التراويح، تنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بضرورة الاهتمام بنشر القيم الإسلامية، وتعزيز الوعي الديني والفكري، وتقوية الروابط الاجتماعية.
خلال كلمته، أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنّ الرَّحم هم الأقارب من جهة الأبوين، وصلة الرَّحم واجبة شرعًا في جميع الشرائع والكتب السماوية، ولقد اعتنى بها الإسلام عنايةً كبيرةً؛ فجعلها من أفضل القربات وأعظم الطاعات، وسببًا لدخول الجنة، ولقد أمرنا اللَّه -عزَّ وجلَّ- بها في تسع عشرة آية من القرآن الكريم؛ فهي أصل التواصل، وإذا تحققت تحقق الخير، ومتى اندثرت واختفت حل الشر ودب الفساد في الأرض.

وقال الدكتور صفوت عمارة، إنّ قطع الرَّحم يعد فسادًا في الأرض، ومن يفعل ذلك ملعون لقوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد :32-33]، والصلة تختلف فى كيفيتها باختلاف الأزمان والأحوال، ومن شخص إلى آخر، فتكون بما تعارف عليه الناس مما يتيسر للواصل؛ منوهًا إلى أنّ آفة قطع الأرحام أصبحت اليوم أشبه بسلوك معتادٍ بين الأقارب، وقد أدى ذلك السلوك إلى تقطيع أوصال العائلات، وقال النّووي: "صلة الرّحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمة، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك".

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنّ صلة الرَّحم سببٌ لزيادة العمر وبسط الرزق؛ فعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه» [البخاري ومسلم]، وهذه الزيادة بالبركة في العمر، والتوفيق للطاعات، وعمارة الأوقات بما ينفع في الآخرة؛ فيجب على كل إنسان أن يصل رحمه، وشهر رمضان فرصة عظيمة لنسيان أخطاء أرحامك في حقك، لتعود القلوب صافية نقية كما كانت، وتدفن الضغائن والأحقاد، فتوصل الأرحام بعد القطيعة، ويجتمع الأحباب بعد طول غياب، وتتصافح الأفئدة والقلوب قبل الأيدي.


0 تعليق