توترات بين الإدارة السورية والدروز.. بين التصعيد والبحث عن تسوية - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

محمد السيد

تعيش العلاقة بين الإدارة السورية الجديدة والقوى الفاعلة في محافظة السويداء، معقل الطائفة الدرزية حالة من الشد والجذب، حيث يشهد المشهد السياسي تصعيدا متبادلا في محاولة لفتح حوار سياسي يجنب سوريا المزيد من الفوضى الأمنية.

وتتمحور مطالب القوى الدرزية حول ضمان تمثيل عادل في النظام السياسي الجديد، والحفاظ على خصوصياتهم المحلية، وسط محاولات انتزاع مكاسب سياسية من قبل جميع الأطراف.

 

جاءت أحداث الساحل السوري الأخيرة، التي شهدت مواجهات عنيفة لتلقي بظلالها على الوضع في السويداء، حيث تصاعدت حدة التوتر مع رفض الفصائل المسلحة الدرزية السماح لقوات الأمن التابعة للحكومة بدخول السويداء وجرمانا، وذلك على خلفية حادثة مقتل عنصر أمني في مارس الماضي.

هذه المواجهة جاءت قبل وقت قصير من اندلاع الاشتباكات في الساحل، مما أضاف مزيدا من التعقيد على المشهد السوري المضطرب.

 

شهدت السويداء في الأشهر الأخيرة موجة احتجاجات واسعة ضد الإدارة السورية الجديدة حيث رفع بعض المحتجين أعلام إسرائيل، وطالب آخرون بتدخل دولي لحماية الدروز، وهي تحركات أثارت ردود فعل متباينة داخل الطائفة الدرزية نفسها إذ رفضت العديد من القوى السياسية والدينية أي محاولات للتدخل الخارجي داعية إلى الحوار مع الحكومة الانتقالية.

 

مصدر في حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع أكد أن الحكومة منفتحة على الحوار وتسعى لتحسين العلاقات مع مختلف المكونات السورية، بما في ذلك الدروز لكنه أشار إلى وجود تحديات كبيرة تتطلب وقتا لحلها.

ولفت إلى أن هناك تقارير عن محادثات غير رسمية بين الشرع وبعض الزعماء الدروز، تشبه الاتفاق الذي توصل إليه مع الزعيم الكردي مظلوم عبدي، لكن دون تأكيد رسمي بعد.

 

منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وتولي حكومة انتقالية بقيادة هيئة تحرير الشام ازدادت حالة عدم الثقة بين السلطة الجديدة والدروز.

فبينما تطالب الإدارة السورية الجديدة بدمج الفصائل الدرزية المسلحة في الجيش السوري ترفض بعض القوى الدرزية هذا الطرح، خوفا من فقدان استقلاليتها في القرار العسكري والسياسي.

 

وفي محاولة لتخفيف التوترات استقبل الرئيس أحمد الشرع وفدا من رجال الدين الدروز، ضم شخصيات بارزة مثل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع أحرار جبل العراق، وسلمان الهجري، نجل الرئيس الروحي للطائفة الدرزية حكمت الهجري. كما كان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من أوائل الزائرين للشرع بعد توليه السلطة، في خطوة تحمل دلالات رمزية على عمق العلاقة التاريخية بين الدروز والسلطة في دمشق.

 

ولا تزال مواقف القوى الدرزية منقسمة حيث يخشى البعض من تكرار الأخطاء السابقة في التعامل مع الأقليات فيما يرى آخرون أن الوقت قد حان للدخول في تسوية سياسية تحفظ حقوقهم ضمن إطار الدولة الجديدة.

 

مع تصاعد التوتر بين الإدارة السورية الجديدة والدروز دخلت إسرائيل على الخط، حيث استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاشتباكات في جرمانا للتهديد بتدخل عسكري لحماية الدروز في سوريا، في محاولة واضحة لإثارة الخلافات الداخلية.

لكن الحكومة السورية تمكنت من استغلال علاقتها مع بعض الزعامات الدرزية المحلية لاحتواء التصعيد، حيث نجحت المفاوضات في تهدئة الأوضاع في جرمانا، مما حال دون تصعيد عسكري أكبر.

 

وفي خطوة وُصفت بأنها رسالة مباشرة للطائفة الدرزية، أعلنت الحكومة السورية عن اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، الرئيس السابق للاستخبارات العامة، والمتهم باغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط عام 1977 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق