كتب .. مصطفى محمود

شدد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، على أن الحزب لن يتخلى عن سلاحه، في موقف يتعارض مع التزامات الحكومة اللبنانية واتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "المنار"، الأحد، قال قاسم:"رئيس الجمهورية تحدث عن حصرية السلاح، ونحن أيضًا مع حصرية السلاح بيد قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني لضبط الأمن والدفاع، ولسنا ضد أن يكونوا هم المسؤولين. نرفض منطق الميليشيات ونرفض أن يشارك أحد الدولة في حماية أمنها، لكن نحن لا علاقة لنا بهذا الموضوع، نحن مقاومة."

ويعكس هذا التصريح تجاهلًا واضحًا لتعهدات الدولة اللبنانية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي وافق عليه الحزب عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة اللبنانية.

وفي سياق متصل، يواجه حزب الله تحديات غير مسبوقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان حليفًا استراتيجيًا وشريان إمداد رئيسيًا للحزب، فمع انهيار هذا الدعم العسكري والمالي، يجد الحزب نفسه في مواجهة واقع جديد يفرض عليه ضغوطًا داخلية وخارجية.

وتأتي مواقف الحزب الأخيرة في تناقض واضح مع خطاب قسم رئيس الجمهورية والبيان الوزاري، اللذين أكدا على حصرية السلاح بيد الدولة، رغم ذلك، يواصل الحزب الاستثناء نفسه من هذه المعادلة، ما يفاقم الأزمة السياسية والأمنية في لبنان، ويثير تساؤلات حول قدرة الدولة على فرض سيادتها.