هل يكتب ترامب نهايته السياسية بيده؟ - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب عوني الرجوب

لا يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسير على طريقٍ مستقرٍّ في سياسته، لا داخليًا ولا خارجيًا. قراراته المتخبطة، وتصريحاته المتناقضة، وصداماته المستمرة مع المؤسسات العميقة في الولايات المتحدة ومع زعماء العالم، جعلته في موقف غير مسبوق لرئيس أميركي. فبين تهوّره في اتخاذ القرارات وسرعة تراجعه عنها، بات واضحًا أن ترامب يخوض معركة بقاء سياسي قد لا تنتهي لصالحه.

التراجع المتكرر: ضعف أم مناورة؟

منذ عودته إلى الرئاسة، لم يتوقف ترامب عن إصدار قرارات مفاجئة تحمل طابع القوة والتحدي، لكنه في كثير من الأحيان يتراجع عنها بعد ردود فعل غاضبة، سواء من الداخل الأميركي أو من الحلفاء في الخارج. هذا التذبذب يطرح تساؤلات خطيرة:

•هل يعكس ذلك ضعفًا في رؤيته السياسية وعدم قدرة على إدارة الملفات الكبرى؟

•أم أن ترامب يعتمد استراتيجية "الصدام أولًا ثم التراجع المشروط”، كجزء من أسلوبه التفاوضي القائم على إثارة الفوضى قبل فرض شروطه؟

العداء مع الجميع: هل يعزل نفسه؟

ترامب لم يكتفِ بالدخول في صراعات مع خصومه التقليديين، بل جعل حتى حلفاءه يشعرون بالقلق تجاهه. سياسته التصعيدية تجاه الاتحاد الأوروبي، الصين، كندا، والمكسيك، إلى جانب انقلابه على الاتفاقيات الدولية مثل الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ، جعلت أميركا تبدو وكأنها تسير منفردة في عالمٍ لم يعد يقبل بسياسة "الهيمنة المطلقة”.

أما على صعيد علاقاته مع العرب، فقد بدا نهجه قائمًا على الابتزاز المالي والضغط السياسي، دون تقديم ضمانات حقيقية للدول الحليفة. فترامب ليس شخصية يُمكن الوثوق بها، لا في وعوده ولا في تهديداته، مما دفع العديد من الدول إلى التعامل معه بحذرٍ بالغ، خشية أن تنقلب مواقفه في أي لحظة.

داء العظمة: هل يصبح القاتل السياسي لترامب؟

يعيش ترامب في وهم الزعامة المطلقة، معتقدًا أن العالم بأسره يدور حوله، وأنه قادر على فرض إرادته بالقوة. لكن هذا "داء العظمة” لم يحقق له سوى عزلة متزايدة، وصدامات متكررة، جعلت حتى الكونغرس الأميركي نفسه يتجه إلى تقييد سلطاته، خوفًا من أن تقود قراراته المتهورة إلى كارثة داخلية أو دولية.

السيناريوهات القادمة: إلى أين يتجه ترامب؟

مع عدائه المتزايد للخصوم وإقصائه للمعارضين داخل إدارته، يواجه ترامب تحديات متزايدة، من بينها:

•التراجع الشعبي داخل الولايات المتحدة: خاصة مع تصاعد الانتقادات لسياسته الاقتصادية وسوء إدارته للأزمات الكبرى، إضافة إلى أسلوبه الفظ في التعامل مع قادة العالم.

•التحقيقات القانونية التي تطارده: ملفات فساد وسوء استخدام السلطة لم تُغلق بعد، وما زالت تشكل تهديدًا لمستقبله السياسي.

•الضغوط الدولية: جعلت أميركا تخسر جزءًا من نفوذها التقليدي، بسبب سياسة التصعيد والمواجهة دون حلول دبلوماسية حقيقية.

إذا استمر ترامب في هذا النهج، فإن عزله من منصبه قد لا يكون بعيدًا. قد لا يكون مجرد سقوط سياسي عادي، بل انهيارًا سياسيًا قد يُنهي مستقبله بالكامل. فهل يدرك ذلك قبل فوات الأوان، أم أنه سيواصل طريق العناد حتى يكتب نهايته بنفسه؟


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق