أكدت تقارير سورية أن هناك شبه اتفاق بين حكومة دمشق وفصائل مسلحة في محافظة السويداء على انضواء المحافظة ضمن مؤسسات الدولة السورية على غرار ما حدث مع قوات سوريا الديمقراطية ومؤسسات الإدارة الذاتي الكردية شمال سوريا.
وكشف مصدر مسؤول في فصيل “حركة رجال الكرامة” الدرزية الناشطة في محافظة السويداء جنوب سوريا أن الاتفاق الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام بشأن التفاهم بين التشكيلات المحلية في السويداء وحكومة دمشق ليس جديدًا، بل تم التوصل إليه قبل أسبوع خلال اجتماع ضم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وعددًا من قادة الفصائل المسلحة في المحافظة.
ويشمل الاتفاق ترتيبات أمنية تهدف إلى تفعيل أجهزة الشرطة والأمن العام، إلى جانب تشكيل لواء عسكري في الجنوب يتألف من أبناء السويداء، ما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز الاستقرار في المنطقة التي شهدت اضطرابات أمنية خلال السنوات الأخيرة.
تسلم سيارات أمنية وبدء تنفيذ المهام
وفقًا للمكتب الإعلامي لـ”رجال الكرامة”، فقد استلمت الفصائل المحلية بالفعل سيارات تابعة للأمن العام في دمشق قبل أيام، في خطوة عملية لبدء تنفيذ المهام الأمنية الموكلة إليها.
وبحسب الاتفاق، ستكون مهمة حفظ الأمن وضبط الشرطة من مسؤولية أبناء السويداء أنفسهم، ما يضمن تقليص نفوذ الجهات الأمنية القادمة من خارج المحافظة ويمنح أهالي السويداء دورًا أكبر في إدارة شؤونهم الداخلية.
غياب المرجعية الدينية عن الاتفاق
رغم ما يحمله الاتفاق من أبعاد أمنية وعسكرية، إلا أنه لم يحظَ بمباركة المرجعيات الدينية الدرزية، حيث أكد المكتب الإعلامي لـ”رجال الكرامة” أن التفاهم لا يشمل شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري أو التيار الذي يمثله.
هذا الغياب يعكس وجود تباين في مواقف الفاعلين داخل السويداء بشأن طبيعة العلاقة مع دمشق، خاصة أن بعض القوى المحلية لا تزال تبدي تحفظاتها وتطالب بضمانات إضافية قبل الانخراط بشكل كامل في هذا التفاهم.
توجهات متباينة داخل فصائل السويداء تجاه دمشق
بحسب قائد فصيل “مضافة الكرامة” ليث البلعوس، فإن بعض التشكيلات المسلحة في السويداء تسعى إلى تعزيز التعاون مع الحكومة السورية لضمان استقرار المحافظة وحمايتها من التهديدات الخارجية، إلا أن هناك فصائل أخرى لا تزال مترددة في حسم موقفها بشكل نهائي.
ويعود ذلك إلى مخاوف تتعلق بمدى التزام الحكومة الجديدة بالوعود المقدمة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على استقلالية القرار المحلي داخل المحافظة، وهو ما يجعل الاتفاق لا يزال في مرحلة التنفيذ التجريبي.
أبعاد الاتفاق بين دمشق والسويداء
وفق تقارير يسلط الاتفاق الضوء على محاولات دمشق إعادة فرض سلطتها على المناطق الخارجة عن سيطرتها من خلال شراكات أمنية مع القوى المحلية، وهو نهج يبدو أنه يحظى بقبول نسبي في السويداء، حيث ترى بعض الفصائل أن التعاون مع الحكومة يمكن أن يكون الضمان الوحيد لحفظ الأمن ومنع الفوضى.
ومع ذلك، يبقى مستقبل الاتفاق مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على الحفاظ على هذا التفاهم، خاصة في ظل استمرار الخلافات الداخلية داخل الطائفة الدرزية وغياب توافق شامل حول العلاقة مع الإدارة الجديدة في دمشق.
اقرأ أيضا
بعد دمج أكراد قسد.. اتفاق مرتقب بين دمشق ودروز السويداء في سوريا
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق