نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي الصيني يفرض نفسه.. هل يهدد مانوس تشات جي بي تي؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 02:31 صباحاً
دخل الذكاء الاصطناعي الصيني مرحلة جديدة مع إطلاق برنامج مانوس، الذي تم تقديمه كمنافس حقيقي لـ تشات جي بي تي. جذب هذا النموذج الجديد اهتمام المتخصصين في القطاع، وسط مزيج من الحماسة والتشكيك وحتى المخاوف الأمنية المتعلقة بخصوصية البيانات.
جاء هذا الاهتمام مدفوعًا أيضًا بالنجاح الذي حققه النموذج الصيني "ديب سيك آر 1"، الذي أثبت قدرته على تحقيق نتائج واعدة رغم أنه تم تطويره بتكاليف أقل بكثير من نظائره الأميركية. الأمر الذي أعاد طرح التساؤلات حول مدى قدرة الصين على كسر هيمنة "أوبن أي آي" والشركات الغربية على هذا المجال الحيوي.
في مقطع فيديو ترويجي، قال مبتكر مانوس، ييشاو بيك جي، إن البرنامج ليس مجرد "روبوت دردشة آخر"، بل هو نموذج جديد بالكامل يهدف إلى تقديم حلول عملية ملموسة بدلاً من الاكتفاء بتوليد الأفكار. وأوضح أن "مانوس" يمثل الجيل التالي من التعاون بين البشر والآلات، حيث لا يكتفي بالإجابة عن الأسئلة، بل يمكنه تنفيذ المهام وإنتاج نتائج حقيقية بطريقة مستقلة.
قدرات مانوس.. ما الذي يجعله مختلفًا عن منافسيه؟
يأتي "مانوس" ضمن فئة أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي القادرة على التفاعل مع الإنترنت، وليس فقط الرد على المستخدمين. ما يميزه هو قدرته على أداء مهام معقدة مثل التصفح، النقر على الروابط، تحليل البيانات، وإتمام عمليات شراء واستثمارات نيابة عن المستخدمين.
تشابه هذه الفكرة النماذج الأخرى مثل "كلود" من شركة "أنثروبي"، الذي أطلق ميزة "كبيوتر يوز"، وتشات جي بي تي الذي قدم ميزة "ديب ريسيرتش"، حيث يمكن لهذه الأنظمة اتخاذ قرارات مستقلة بناءً على البيانات المتاحة عبر الإنترنت. لكن ما يجعل "مانوس" مختلفًا هو تركيزه على الأداء التنفيذي الفعلي، بحيث يمكنه المساعدة في تنفيذ المهام بدلاً من مجرد تقديم توصيات.
وفقًا للموقع الرسمي لشركة "باتر فلاي إيفكت"، المطورة لـ"مانوس"، فإن البرنامج قادر على إجراء الأبحاث المتعمقة، تحليل الأسواق المالية، برمجة الألعاب، وحتى المساعدة في شراء العقارات في أماكن مثل نيويورك. هذه القدرات تفتح المجال أمام استخدامات أوسع تتجاوز مجرد المساعدة النصية التقليدية.
المرحلة التجريبية.. خطوة حاسمة قبل الإطلاق الرسمي
رغم الضجة الإعلامية التي رافقت الإعلان عن "مانوس"، أكدت الشركة الصينية أنه لا يزال في مرحلة الاختبار الأولية، حيث يتم حاليًا قياس قدراته تحت الضغط وتحديد المشكلات المحتملة قبل الإطلاق العام.
في بيان رسمي، قالت الشركة: "ينصب تركيزنا على تحسين مانوس وتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي يساعدون المستخدمين فعليًا في حل المشكلات. الهدف الأساسي من النسخة التجريبية المغلقة هو اختبار مختلف أجزاء النظام وتحديد المشكلات قبل طرحه للجمهور".
على الرغم من الحماسة التي أثارها "مانوس"، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن أمن البيانات والخصوصية، خصوصًا مع تزايد التوترات الجيوسياسية بين الصين والغرب. يأتي ذلك في ظل اتهامات مستمرة للشركات الصينية بممارسات غير شفافة فيما يتعلق بجمع البيانات والاستخدام الحكومي المحتمل لهذه التقنيات لأغراض مراقبة أو تجسس.
لا تزال الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتخذ موقفًا حذرًا تجاه التكنولوجيا الصينية، حيث سبق أن فرضت قيودًا على استخدام تطبيقات صينية مثل "تيك توك" و"هواوي" بسبب مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني. ومع دخول "مانوس" إلى الساحة، يتوقع البعض أن يواجه صعوبات في الانتشار عالميًا، خصوصًا في الأسواق الغربية التي تتبنى سياسات صارمة تجاه الأنظمة الصينية.
هل يستطيع مانوس التفوق على "تشات جي بي تي"؟
رغم قدراته المتقدمة، لا يزال أمام "مانوس" طريق طويل للوصول إلى مستوى "تشات جي بي تي"، الذي يتصدر المشهد العالمي بفضل تحديثاته المستمرة وقاعدة بياناته الضخمة.
التحدي الأكبر الذي يواجه "مانوس" لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل أيضًا بالقبول العالمي والتشريعات المرتبطة بأمن البيانات. فحتى لو استطاع تقديم أداء متقدم، فإنه قد يواجه عقبات سياسية وتنظيمية تحدّ من انتشاره خارج الصين.
0 تعليق