أسدل الستار رسمياً على فترة إيقاف الدولي الفرنسي بول بوغبا، ليعود نجم خط الوسط إلى دائرة الضوء مجدداً، في انتظار الفصل الجديد من مسيرته الحافلة التي شهدت محطات لامعة وأخرى شائكة.

بعد 18 شهراً من التوقف الإجباري بسبب قضية المنشطات التي هزت الأوساط الرياضية، أصبح بوغبا مؤهلا للعودة إلى المستطيل الأخضر، منهياً بذلك فصلاً مضطرباً بدأ في سبتمبر 2023 عقب مباراة فريقه السابق يوفنتوس أمام إمبولي. ورغم أن العقوبة الأولية كانت لمدة أربع سنوات، فإن القرار النهائي خفضها إلى عام ونصف بعد إثبات عدم تعاطيه المادة المحظورة عمداً، وهو تفصيل قانوني خفف من حدة القضية لكنه لم يمنع يوفنتوس من فسخ عقده بالتراضي.

مع انتهاء العقوبة، تتجه الأنظار إلى وجهة بوغبا القادمة، في ظل تكهنات تحيط بمستقبله الكروي. ورغم ارتباط اسمه بالعديد من الأندية، إلا أن الخيارات الواقعية تتركز حالياً بين الدوري الأمريكي والدوريات التي لا تزال فترة الانتقالات فيها مفتوحة.

في هذا السياق، برز إنتر ميامي كوجهة محتملة بعد أن التقى بوغبا بمالك النادي، ديفيد بيكهام، في ميامي، حيث يُجري اللاعب تدريبات فردية للحفاظ على جاهزيته البدنية، وسط مؤشرات على قرب انتقاله إلى النادي الأمريكي.

وعلى الرغم من ارتباط اسمه بعدة أندية أوروبية، إلا أن مانشستر يونايتد نفى رسمياً وجود أي نية للتعاقد معه، وهو مؤشر على تراجع قيمته السوقية داخل القارة العجوز. كما أن فرصة انضمامه إلى أولمبيك مارسيليا تبدو ضئيلة نظراً لانتهاء فترة الانتقالات الشتوية في أوروبا، ما يجعل خيار الانتقال إلى الدوري الأمريكي أكثر واقعية، إذ تستمر نافذة التعاقدات هناك حتى 23 أبريل القادم، ما يمنح اللاعب فرصة لاتخاذ قراره بهدوء دون ضغوط زمنية.

في المقابل، لا يبدو بوغبا متسرعاً في حسم وجهته القادمة، إذ يسعى لاختيار نادٍ يضمن له عودة قوية على المستوى التنافسي، مع وضع نصب عينيه حلم العودة إلى منتخب فرنسا والمشاركة في كأس العالم 2026.

في الوقت نفسه، يحاول بوغبا إقناع صديقه وزميله السابق في المنتخب، أنطوان غريزمان، بالتراجع عن قرار الاعتزال الدولي الذي اتخذه في سبتمبر الماضي، في خطوة تعكس رغبته في بناء فريق قوي للمونديال القادم.

أما على المستوى الشخصي، فقد أبدى بوغبا عزمه على استعادة بريقه، مستنداً إلى رصيد من الخبرة جعله أحد أبرز لاعبي الوسط في العقد الأخير. تجربة امتدت عبر مانشستر يونايتد ويوفنتوس، إضافة إلى 91 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، تخللتها لحظات تاريخية، أبرزها التتويج بكأس العالم 2018.

يبدو أن رحلة بوغبا في الملاعب لم تبح بكل أسرارها بعد، فالفصل القادم قد يحمل تحديات جديدة، إلا أن المؤكد هو أن اسمه سيظل حاضراً بقوة في المشهد الكروي، سواءً في أوروبا أو وراء المحيط الأطلسي، حيث ينتظر الجميع قراراً قد يحدد شكل ما تبقى من مسيرته الاحترافية.