كتبت – هاجر هشام
إذا كنت تفكر في الرجوع للنرجسي بعد الانفصال، فهذا المقال موجه لك لتفهم أن هذه الخطوة ليست بداية جديدة، بل فخ قد يدمرك نفسيا وعاطفيا أكثر مما حدث في الماضي، حيث أن العلاقات مع النرجسيين ليست علاقات عادية، فهي تتسم بالتلاعب، السيطرة، واستنزاف الطاقة العاطفية، دعنا نستعرض الأسباب التي تجعل الرجوع إلى النرجسي قرارا خاطئا، وكيف يمكنك حماية نفسك من هذا الفخ.
لماذ الرجوع للنرجسي فكرة سيئة؟
بعد الاطلاع على تجارب عديدة وفتح ملفات الكثير من المشاكل في العلاقات بين الرجل والمرأة، وبالتحديد التي تتعلق بالارتباط بالشخصية النرجسية، هناك خطر كبير قد يصيب الشريك الآخر الذي يعاني من تسلط الشخصية النرجسية في حالة الرجوع إليه، لذلك قررنا أن نقدم لكم أهم الأسباب التي تجعل الرجوع للنرجسي فكرة سيئة، منها:
هل سيسامحك؟ لا.. بل سينتقم منك
النرجسي لا ينسى أبدًا أنك فكرت في الابتعاد عنه، لأن هذا يهدد شعوره بالسيطرة، بدلاً من الصفح، سوف يعاقبك على "جرأتك" بالابتعاد عنه، وسوف يستخدم كل أدوات التلاعب ليجعلك تشعر بالذنب والندم، والانتقام هنا قد يكون على شكل إهانات أو تصعيد في التلاعب النفسي، فقط ليثبت أنه هو المتحكم.
هل سيتغير؟ لا.. بل سيزداد سوءا
النرجسي لا يتغير لأن النرجسية اضطراب شخصية متأصل، وليست مجرد سلوك يمكن تعديله بسهولة، والرجوع للنرجسي يعطيه إشارة أنك تحت رحمته، فيتفنن أكثر في تدميرك نفسيا لضمان عدم تكرار "غلطة الهروب"، وإذا كنت تعتقد أن الوعود بالتغيير صادقة، فهي مجرد جزء من لعبة التلاعب.
هل سيقدّرك؟ لا.. بل يفقد احترامه لك
العودة الى النرجسي بعد الفراق تجعله يراك أضعف، وبالتالي يفقد أي احترام قد يكون متبقيا تجاهك، وسوف يستغل عودتك ليعايرك بأنك "لم تجد أفضل منه" أو "لا تستطيع العيش بدونه"، مما يزيد من إحساسك بالهوان ويقلل من ثقتك بنفسك.
هل سيكون جيدًا معك؟ لفترة قصيرة فقط
في البداية، قد يبدو النرجسي لطيفا ومتعاونا، وهذه مرحلة تُعرف بـ "القصف العاطفي" أو "Love Bombing"، حيث يغمرك بالاهتمام والحب ليضمن عودتك الكاملة، ولكن بمجرد أن يشعر أنك تحت سيطرته مرة أخرى، ستظهر أسوأ نسخة منه، مع تصعيد في التلاعب والإساءة.
هل سيتوب عن سلوكه؟ لا.. بل يتقن اللعبة أكثر
النرجسي لا يتوب، بل يتعلم من كل تجربة كيف يصبح أكثر دهاء في التلاعب، وعودتك تعني أن لعبته نجحت، فيصبح أكثر جرأة في استخدام نفس الأساليب، ولكن بطرق أكثر إتقان وخفاء، مما يجعلك أكثر ارتباكا وضعفا.
الرجوع للنرجسي إعادة لنفس الفيلم بنهاية أسوأ
الرجوع إلى النرجسي ليس بداية جديدة، بل هو إعادة تشغيل لنفس الفيلم المؤلم، ولكن هذه المرة مع نهاية أكثر قسوة، حيث أن النرجسي لا يرى فيك شريكا متساويا، بل أداة لتلبية احتياجاته النفسية والعاطفية، وكل محاولة للعودة تعني إعطاءه فرصة جديدة لاستنزافك، وتأخير تعافيك من هذه العلاقة السامة.
ما الحل النهائي لقطع العلاقة مع النرجسي
بعد التعرف على متى يجب إنهاء العلاقة مع النرجسي، فإن الحل الوحيد للخروج من دائرة النرجسي هو القطع النهائي، بدون أي محاولات للإصلاح أو التفاوض، فإن النرجسي لا يتغير، لأن التغيير يتطلب وعيا ذاتيا ورغبة حقيقية، وهما أمران يفتقدهما الشخص النرجسي في أغلب الأحيان، وبدلاً من ذلك، يمكنك التركيز على تعافيك واستعادة قوتك من خلال:
-
قطع الاتصال تماما: احظر النرجسي من جميع وسائل التواصل، ولا تستجب لمحاولاته لاستدراجك مرة أخرى.
-
الدعم النفسي: استعن بأخصائي نفسي لفهم تأثير العلاقة السامة وكيفية التعافي منها.
-
إعادة بناء الثقة بالنفس: ركز على اهتماماتك الشخصية، واستثمر في علاقات صحية مع أشخاص يحترمونك ويقدرونك.
اختار نفسك لأن النرجسي لن يختارك إلا لمصلحته
في النهاية، تذكر أن اختيار نفسك هو أهم قرار يمكن اتخاذه، فإن النرجسي لن يختارك إلا إذا كنت تخدم مصلحته، بينما أنت تستحق حياة خالية من التلاعب والألم، والرجوع للنرجسي ليس فرصة للإصلاح، بل فخ سوف يعيدك إلى نقطة الصفر، وربما أسوأ، لذلك اختر التعافي، اختر الحياة، وابتعد عن كل ما يهدد سلامتك النفسية والعاطفية.
0 تعليق