الشرع: موالون للأسد وقوة أجنبية يقفون وراء هجمات الساحل - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن الأحداث التي شهدها الساحل السوري قبل يومين تشكّل تهديدا لجهوده للم شمل البلاد التي مزقتها الحرب، وتعهد بمعاقبة المسؤولين عنها حتى لو كانوا "أقرب الناس" إليه.

وحمّل الشرع -في حوار مع وكالة رويترز- جماعات موالية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، يدعمها أجانب، مسؤولية إشعال الأحداث الدامية التي جرت في منطقة الساحل، لكنه أقر بأن أعمال قتل انتقامية وقعت في أعقاب ذلك.

وقال الرئيس "سوريا نحن أكدنا أنها دولة قانون. القانون سيأخذ مجراه على الجميع".

وأضاف "نحن بالأساس خرجنا في وجه هذا النظام وما وصلنا إلى دمشق إلا نصرة للناس المظلومين.. لا نقبل أن تكون هنا قطرة دم تُسفك بغير وجه حق، أو أن يذهب هذا الدم سدى دون محاسبة أو عقاب".

وفي مقابلة تناولت العديد من الملفات، قال الشرع أيضا إن حكومته لم تجرِ أي اتصالات مع الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه. وكرر مناشدة واشنطن رفع العقوبات التي فرضتها على بلاده في عهد الأسد.

وطرح الرئيس السوري أيضا احتمال استعادة العلاقات مع موسكو التي دعمت الأسد طوال الحرب، وتحاول الاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين مهمتين في البلاد.

ورفض الشرع انتقادات إسرائيل التي استولت على أراضٍ بالجنوب السوري منذ الإطاحة بالأسد. وقال إنه يسعى إلى حل الخلافات مع الأكراد، بما فيها الاجتماع مع قائد قوات قسد (سوريا الديمقراطية) التي يقودها الأكراد وتدعمها واشنطن منذ فترة طويلة.

 

مظالم مكبوتة

وحمّل الشرع وحدة عسكرية سابقة موالية لشقيق الأسد وقوى أجنبية مسؤولية اندلاع العنف الأيام الماضية، لكنه أقر بأن "أطرافا عديدة دخلت الساحل السوري وحدثت انتهاكات عديدة".

وقال أيضا إن ذلك "أصبح فرصة للانتقام" من مظالم مكبوتة منذ سنوات، لكنه أضاف أن الوضع جرى احتواؤه إلى حد كبير منذ ذلك الحين.

وذكر الشرع أن مئتين من أفراد قوات الأمن قُتلوا في الاضطرابات، في حين رفض الإفصاح عن إجمالي عدد القتلى في انتظار التحقيق الذي ستجريه لجنة مستقلة أعلن عنها أمس الأحد قبل المقابلة.

وأقر الرئيس بأن العنف الذي شهدته البلاد الأيام الماضية يهدد بعرقلة مساعيه للم الشمل في سوريا.

وقال الشرع "الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على هذه المسيرة.. وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع".

وأضاف أن موالين للأسد ينتمون للفرقة الرابعة -بقيادة ماهر شقيق المخلوع- وقوة أجنبية متحالفة هم من أشعلوا فتيل اشتباكات الخميس لإثارة الاضطرابات واختلاق الفتنة الطائفية "لكي يصلوا إلى حالة من زعزعة الاستقرار والأمان داخل سوريا".

ولم يحدد الرئيس السوري هذه القوةَ الأجنبية، لكنه أشار إلى الأطراف التي خسرت من الواقع الجديد في سوريا، في إشارة واضحة إلى إيران حليفة الأسد منذ فترة طويلة والتي لا تزال سفارتها في دمشق مغلقة.

 

أبواب سوريا مفتوحة

وقال الشرع إن الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأميركية التي فُرضت على نظام بشار.

وأضاف "فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا".

لكن لم يحدث أي اتصال مباشر للشرع مع إدارة الرئيس الأميركي خلال ما يقرب من شهرين منذ بداية ولايته.

وردا على سؤال حول السبب في ذلك قال الشرع "الملف السوري ليس على قائمة أولويات الولايات المتحدة، وأعتقد أن هذا السؤال يجب أن يوجه لهم. فسوريا بابها مفتوح للتواصل".

إعلان

وفي الوقت نفسه، تجري سوريا محادثات مع موسكو بشأن وجودها العسكري في القاعدتين العسكريتين الإستراتيجيتين بالبحر المتوسط: طرطوس البحرية وحميميم الجوية.

وقال الشرع إن موسكو ودمشق اتفقتا على مراجعة كل الاتفاقات السابقة بين الطرفين، لكن لم يتوفر الوقت الكافي حتى الآن للخوض في التفاصيل.

وأضاف "لا نريد أن يكون هناك قطيعة بين سوريا وروسيا، ولا نريد أن يكون الوجود الروسي في سوريا يسبب خطرا أو تهديدا لأي دولة في العالم، ونريد أن نحافظ على هذه العلاقات الإستراتيجية العميقة".

وأشار الشرع إلى أن العلاقات مع موسكو بالغة الأهمية، وقال "كنا نتحمل القصف ولا نستهدفهم بشكل مباشر حتى نفسح المجال ما بعد التحرير أن يكون هناك جلسات وحوار بيننا وبينهم".

ورفض الرئيس السوري تأكيد ما إذا كان قد طلب من موسكو تسليم الأسد.

وكانت روسيا حليفة لسوريا لعقود من الزمن، وموردا رئيسيا للوقود والحبوب.

وكانت رويترز قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن موسكو أرسلت ناقلة محملة بالديزل إلى سوريا على الرغم من العقوبات الأميركية.

 

الشمال والجنوب

ولم تبسط دمشق بعدُ سيطرتها وسلطتها على شمال شرق البلاد، حيث تسيطر قوات كردية، في ظل محادثات مع مظلوم عبدي قائد قسد المدعومة أميركيا، والذي قال إن أعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا تبرر مخاوفهم من فكرة اندماجهم مع القوات الحكومية، على حد تعبيره.

وقال الرئيس السوري إنه يريد حلا عبر التفاوض، وإنه سيلتقي عبدي.

كما أن سيطرة الحكومة ضعيفة على جنوب البلاد، حيث دخلت إسرائيل وأعلنت عن منطقة عازلة من السلاح، وهددت باستهداف القوات السورية إذا وجدت هناك.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد وجه انتقادات حادة للشرع، ووصفه بأنه "جهادي إرهابي من مدرسة القاعدة مصمم على ارتكاب أعمال مروعة بحق مدنيين".

 

ورفض الرئيس السوري التهديدات الإسرائيلية العدائية المتزايدة، ووصف تعليقات كاتس بأنها "كلام فارغ".

وقال الشرع "هم آخر من يتحدث" في إشارة إلى قيام إسرائيل بقتل عشرات الآلاف في قطاع غزة ولبنان على مدى 18 شهرا الماضية.

المصدر : رويترز


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق