ويهدف البرنامج إلى تحسين القيمة الغذائية لرغيف الخبز البلدي المدعم عبر إضافة الفيتامينات، الحديد، وحمض الفوليك، لمكافحة سوء التغذية وتحسين الصحة العامة، لا سيما بين الفئات الأكثر احتياجًا. 

ومن المقرر  تطبيقه في 13 محافظة ذات معدلات إصابة مرتفعة بالأنيميا، مع تدريب 600 من العاملين بالمطاحن لضمان جودة الإنتاج وفق المعايير الصحية.

وقال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، تت إن هذه المبادرات تعكس التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في ما يتعلق بالقضاء على الجوع، وتحسين التغذية، وتعزيز الصحة العامة للمواطنين.

واضاف، أن مبادرة "100 مليون صحة" كشفت عن أرقام صادمة بشأن سوء التغذية في مصر، حيث تشمل المشكلات الأكثر انتشارًا الأنيميا، التقزم، والسمنة، مشددًا على أن "الغذاء بالفعل بيت الداء".

وأضاف الوزير، أن 40% من المصريين مصابون بفقر الدم وفقًا لبيانات المسح السكاني، مؤكدًا أن سوء التغذية يؤثر ليس فقط على الصحة العامة، بل يمتد تأثيره إلى المجالات الاقتصادية والاجتماعية. 

ولفت إلي  أن الأطفال المصابين بالسمنة والأنيميا يعانون من ضعف في الإدراك، كما أن هذه الأمراض قد تكون مقدمة للإصابة بأمراض خطيرة مثل السكري.

ونبه نائب رئيس مجلس الوزراء، إلي أن الدول التي تمتلك نظمًا غذائية متطورة تحقق معدلات صحة أفضل، مما يستدعي دراسة المجتمعات لوضع سياسات غذائية أكثر كفاءة.

وأوضح عبد الغفار أن هناك مناقشات جارية حول إضافة المغذيات الأساسية إلى الخبز، لما لها من تأثير إيجابي مستقبلي على الصحة العامة والاقتصاد، لافتاً إلي أن 100 جرام من الدقيق تحتوي على 4 مليجرام من الحديد، إلا أن عمليات الطحن تؤدي إلى فقدان نسبة من هذا الحديد، مما يستدعي تعويضه من خلال إضافة المغذيات الأساسية.

وشدد على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بمخاطر سوء التغذية، مشيرًا إلى أن معدل استهلاك السكر في مصر من بين الأعلى عالميًا، حيث بلغ إنتاج السكر 100% من الاحتياجات المحلية، ما يستدعي ضبط استهلاك السكريات للحد من الأمراض المرتبطة بها.

من جانبه  أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن البرنامج يعكس التزام الدولة بتطبيق سياسات غذائية متطورة تستند إلى أحدث المعايير والتوصيات العلمية.

وأشار فاروق إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية مصر 2030، التي تضع الأمن الغذائي والصحة العامة ضمن أولوياتها، مضيفًا أن الوزارة تعمل على تبني أفضل الممارسات لضمان تحقيق أقصى فائدة للمجتمع من خلال آليات متابعة وتقييم دقيقة.

وشدد الوزير على أن هذا البرنامج يعد نموذجًا رائدًا للتعاون الفعّال بين الحكومة المصرية وبرنامج الأغذية العالمي، مؤكدًا أهمية الشراكات الاستراتيجية في دعم منظومة الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

واضاف أن رغيف الخبز البلدي المدعم يمثل عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي المصري، وإضافة المغذيات الدقيقة إليه تسهم في الحد من المشكلات الصحية المرتبطة بنقص العناصر الغذائية الأساسية، لا سيما أنيميا نقص الحديد.

ولفت وزير التموين، الي أن  البرنامج تم تطويره استنادًا إلى رؤية علمية متكاملة، تشمل تحسين عمليات الإنتاج، وتطبيق نظم رقابة صارمة لضمان الجودة، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز كفاءة المنظومة.

و أكد على التعاون الوثيق مع وزارة الصحة والسكان والمعهد القومي للتغذية، لضمان توافق البرنامج مع الاستراتيجيات الوطنية للصحة والتغذية، مع الإشراف الدقيق من الهيئة القومية لسلامة الغذاء.

وأكد علي استمرار الوزارة في تطوير السياسات الغذائية التي تحقق فائدة مستدامة للمواطنين، معربًا عن تطلعه لتحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال الحيوي الذي يمس حياة الملايين من أبناء الشعب المصري.

فيما أكدت الدكتورة سحر خيري، عميد المعهد القومي للتغذية، أن فقر الدم يعد من التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات، مشيرة إلى وجود أرقام مقلقة حول معدلات الإصابة بهذا المرض في مصر. 

وأضافت أن الحكومة تعمل، وفقًا لرؤية مصر 2023، على تعزيز الوقاية من الأنيميا، خاصة أن الخبز المدعم هو الأكثر استهلاكًا بين المواطنين.

وأوضحت خيري أن المعهد القومي للتغذية أجرى دراسات مكثفة حول تأثير نقص الفيتامينات والحديد على الصحة العامة، مشددة على أهمية التوعية بأهمية الفيتامينات لصحة الدم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل