حقق اقتصاد الشارقة أداء متميزًا في الآونة الأخيرة، مما يعكس النمو المستدام والازدهار الذي يشهده الاقتصاد المحلي، هذا الإنجاز يبرز قدرة الشارقة على تعزيز قوتها الاقتصادية في مختلف القطاعات.
يعكس جهودها المستمرة لتطوير بيئة أعمال محفزة ومؤثرة على المستويين الإقليمي والعالمي.
اقتصاد الشارقة يحقق أداءً متميزا ويسجل 145 مليار درهم متفوقًا على المتوسط العالمي
قال الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، إن اقتصاد الإمارة يشهد أداء متميزاً وتطوراً ملحوظاً، حيث تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 145 مليار درهم، متفوقاً على المتوسط العالمي بنسبة 3.5%.
لفت إلى أن قطاع التصنيع يمثل حالياً نحو 17% من الاقتصاد المحلي، إلى جانب التقدم الكبير في مجالات الزراعة والعقارات.
القطاع الخاص الداعم الأساسي لاقتصاد الشارقة منذ أكثر من 10 سنوات
أعرب القاسمي عن فخره بالشركات التي اختارت الشارقة كمقر لها، خاصة في القطاع الخاص الذي يعتبر الدعامة الأساسية للاقتصاد منذ أكثر من 10 سنوات، مما أسهم في جذب شركات عالمية كبرى مثل هاليبرتون وأمازون للاستثمار في الشارقة.
في حديثه عن اللجنة العليا للتكامل الاقتصادي في الشارقة، استعرض الشيخ فاهم القاسمي المبادرات التي تهدف إلى تعزيز النمو الصناعي، تحقيق الاستدامة، وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارة.
جاء ذلك بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية.
استعرض مجلس الشارقة الرمضاني 2025 الذي عقد أمس الأول تحت شعار “الشارقة: تشكيل المستقبل، تمكين النمو”، آفاق تطوير القطاعات الاقتصادية في الإمارة، مع التركيز على القطاع الصناعي كأحد أهم محركات النمو وعنصر رئيسي في تنويع الاقتصاد.
كما تم مناقشة دور القطاع الصناعي في تعزيز الإنتاجية والتنافسية على المستويين الإقليمي والمحلي.
اقرأ أيضاً.. الإمارات توقع 20 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتعزيز التجارة البينية وفتح فرص استثمارية
المجلس، الذي عُقد في منطقة مليحة بالشارقة، تم تنظيمه بشكل مشترك من قبل هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ومركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار.
حضر المجلس أيضاً الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، والشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء والمتخصصين في قطاعات الاستثمار والسياحة والتصنيع والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
3 مذكرات تفاهم للاستثمار في الشارقة
شهد المجلس توقيع 3 مذكرات تفاهم بين “استثمر في الشارقة” وعدد من الجهات، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم أولى مع مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وأخرى بين “شراع” ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (إمارات)، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف”.
تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال في الشارقة من خلال توفير التسهيلات والحوافز في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ودعم رواد الأعمال عبر التمويل وبرامج تطوير الشركات الناشئة، بالإضافة إلى توسيع فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية.
تناول المجلس استراتيجيات تطوير قطاع التصنيع بهدف تحليل الفرص والتحديات مستعرضا النماذج الرائدة وقصص النجاح التي تعزز دور الشارقة المتنامي في المشهد الصناعي الإقليمي والعالمي حيث تحتضن الإمارة ما نسبته 35% من حجم القطاع الصناعي في دولة الإمارات.
مكانة اقتصادية بارزة لدولة الإمارات عالمياً
سلط الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية الضوء على المكانة الاقتصادية البارزة التي حققتها دولة الإمارات عالمياً، مشيراً إلى شبكتها الواسعة من الشراكات والاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مختلف القطاعات.
قال الزيودي، إن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) تفتح آفاقاً واسعة أمام المصنعين في الشارقة، مما يعزز دور التجارة كمحرك رئيسي في الاقتصاد.
أكد الوزير، أن ربط أسواقنا بالاقتصادات الناشئة في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية يوسع نطاق أعمالنا بشكل كبير ويسهم في بناء نظام تجاري عالمي قوي.
أشار إلى أن الشارقة تشهد اهتماماً متزايداً من الشركات العالمية، مما يساهم في جذب استثمارات من مختلف أنحاء العالم، بالاستفادة من هذه الاتفاقيات يمكن للمصنعين في الشارقة الوصول إلى أسواق جديدة، وتنويع صادراتهم، وتعزيز مكانتهم في طليعة التجارة العالمية.
مجلس الشارقة الرمضاني منصة للحوار واستكشاف سُبل النمو الشامل
أكدت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، أن مستقبل الشارقة يعتمد على قدرتنا في دمج الابتكار مع الاستدامة بشكل مدروس، مع ضمان أن يكون تراثنا مصدر إلهام لتقدمنا وليس عائقاً أمامه.
وأضافت، أن المجلس الرمضاني يعكس هذا الالتزام، حيث يمثل منصة حيوية للحوار واستكشاف سُبل النمو الشامل، موضحاً أن كل شراكة نؤسسها وكل فكرة نشاركها تقربنا من تحقيق مستقبل يتماشى مع قيمنا، ويعزز دعم رواد الأعمال، ويعزز المرونة الاقتصادية المستدامة من أجل مصلحة الأجيال القادمة.
من جهته سلط أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الضوء على جهود الهيئة في دمج الاستدامة ضمن مشاريع السياحة والضيافة، لدعم النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
أشار إلى إلتزام “شروق” بتحقيق أهداف الاستدامة في الشارقة انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأنها حجر الأساس لمستقبل الإمارة حيث تسهم جهود الهيئة في الحفاظ على التراث الثقافي مع تلبية متطلبات السياحة الحديثة ومع استمرار النمو في قطاع السياحة وزيادة أعداد نزلاء الفنادق أثبتت السياحة المستدامة دورها المحوري في تنويع الاقتصاد وتعزيز نموه.
مبادرات حكومية لجذب الاستثمارات الصناعية
سلط محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب “استثمر في الشارقة”، الضوء على المبادرات التي أطلقتها الإمارة لجذب الاستثمارات الصناعية وتوفير بيئة داعمة تمنح الشركات مزايا تنافسية.
أشار إلى أن مسيرة التصنيع في الشارقة بدأت منذ السبعينيات وتطورت لتصبح منظومة صناعية مزدهرة، حيث يعد قطاع التصنيع اليوم ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
وأضاف، أن الشارقة تمتلك 20 منطقة صناعية و7 مناطق حرة، فضلاً عن أكثر من 2,900 مصنع، مما جعلها وجهة استثمارية رئيسية.
وأوضح، أن قطاع التصنيع جذب استثمارات كبيرة بلغت قيمتها 826.4 مليون درهم في 2024، بما في ذلك 3 مصانع أدوية جديدة بقيمة 308.7 مليون درهم، واستثماراً بقيمة 50 مليون درهم من شركة PureGlass العالمية لصناعة الزجاج، واستثماراً بقيمة 40 مليون درهم من IPT Energy، مما يعكس جاذبية الشارقة والتزامها بالابتكار والنمو المستدام.
اقرأ أيضاً.. طريقة الحصول على دورات تعلم اللغة العربية للوافدين الأجانب في الإمارات
تحدثت سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع”، عن الدور الفاعل الذي يقدمه المركز، قائلة: يُعد المجلس الرمضاني تجمعاً سنوياً يعكس رؤية إمارة الشارقة الثابتة في تشكيل ملامح المستقبل من خلال الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لخلق بيئة مزدهرة مليئة بالفرص والنمو.
وأضاف، نحن اليوم نحتفل بما حققته منظومتنا الريادية من إنجازات، ونتطلع إلى مستقبل يقوده رواد الأعمال بعقولهم الطموحة وتأثيرهم المستدام.
وتابع: في شراع نؤمن بأن الاستثمار في العقول المبدعة وتوفير الموارد والمساحات الداعمة والمجتمع الحاضن هو الأساس لازدهار بيئة ريادية ونسعى نحو ترسيخ مكانة إمارة الشارقة كمركز عالمي للمواهب والابتكار والنمو المستدام.
بدوره، أكد حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أن المجمع يلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون بين مؤسسات البحث والتطوير والقطاع الخاص بما يسهم في تمكين الابتكار الصناعي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
قال المحمودي: يُعد المجمع منصة عالمية تجمع بين الأكاديميين والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية من خلال مبادرات تدعم البحث والتطوير وتنمية المهارات وتوظيف التكنولوجيا في بناء الشركات.
وأضاف، أن المجمع يعمل بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والجهات المعنية للاستفادة من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) بهدف تسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات.
مذكرة تفاهم لإطلاق منصة “ابتكر في الشارقة”
تضمنت فعاليات مجلس الشارقة الرمضاني توقيع مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والتي وقعها كل من محمد جمعة المشرخ وحسين المحمودي بهدف إطلاق منصة “ابتكر في الشارقة” وهي بوابة رقمية توفر التسهيلات والحوافز في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
كما تمنح المنصة نظرة شاملة على الفرص البحثية والتقنيات المتاحة ما يساعد الباحثين والمبتكرين على الوصول إلى الموارد واستكشاف البنية التحتية والمختبرات والمرافق البحثية في الشارقة لتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للبحث والتطوير والابتكار الصناعي.
مذكرة تفاهم لتسهيل وصول الشركات الناشئة إلى التمويل
كما شهد المجلس توقيع مذكرة تفاهم بين مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (امارات) ووقعها سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي وعلي خليفة الشامسي المدير التنفيذي لمؤسسة (إمارات) بهدف تسهيل وصول الشركات الناشئة إلى التمويل والفرص الاستثمارية وتعزيز برامج ريادة الأعمال والابتكار.
تشمل المذكرة إطلاق برامج لبناء القدرات الريادية ودعم الشركات الناشئة في القطاعات ذات الأولوية مثل التكنولوجيا التعليمية والاستدامة والصناعات الإبداعية إلى جانب توفير جوائز نقدية ومنح لرواد الأعمال وتسهيل فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية كما ستعمل “شراع” على تقديم ورش تدريبية لموظفي “إمارات”.
مذكرة تفاهم لدعم رؤية إمارة الشارقة في تحقيق النمو المستدام
كما وقع كل من محمد جمعة المشرخ وعيسى عطايا الرئيس التنفيذي لمجموعة “ألف” مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف” لدعم رؤية الإمارة في تحقيق النمو المستدام والابتكار وتعزيز دورها في تطوير قطاع العقارات.
تهدف الشراكة إلى إبراز الفرص الواعدة في سوق العقارات بالتملك الحر الذي يشهد نموًا متسارعًا في الشارقة.
استعرض مجلس الشارقة الرمضاني قصص نجاح شركات اختارت الشارقة مقراً لأعمالها حيث أوضح أصحابها أن قرارهم جاء نتيجة لما توفره الإمارة من بيئة اقتصادية داعمة وموقع استراتيجي يتيح الوصول إلى الأسواق العالمية إضافة إلى الحوافز الاستثمارية والمرونة التنظيمية والبنية التحتية المتطورة.
أشاروا إلى أن التسهيلات الحكومية وتوافر الأراضي الصناعية لعبت دوراً أساسياً في تمكين شركاتهم من التوسع وتعزيز تنافسيتها مما جعل الشارقة مركزاً جاذباً للابتكار والاستدامة في مختلف القطاعات.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق