في ذكرى يوم الشهيد، تروي الحكايات عن الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، تاركين وراءهم ذكريات خالدة وحكايات لا تنسى، ومن بين هذه القصص يظل اسم المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، خالداً في ذاكرة المصريين، الذي لعب دوراً هاما في كشف جرائم جماعة "الإخوان الإرهابية"، لا سيما قضية التخابر التي تورط فيها قيادات الجماعة الإرهابية.

استشهاد المقدم محمد مبروك
استشهد المقدم محمد مبروك أمام منزله في مدينة نصر، حيث أطلق عليه الإرهابيون 12 رصاصة، مما أسفر عن استشهاده على الفور، وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية مسؤوليتها عن الحادث، الذي وقع في وقت كانت فيه الأجهزة الأمنية تستعد لانتزاع جذور الإرهاب والتطرف من البلاد.
كان المقدم محمد مبروك هو المسؤول عن متابعة أنشطة جماعة "الإخوان"، وتوثيق جرائمهم، بما في ذلك قضية التخابر مع حركة "حماس"، وقد لعب دورًا كبيرًا في التحقيقات المتعلقة بهروب عناصر الجماعة من سجن وادي النطرون أثناء أحداث ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى تحرياته بشأن أحداث مكتب الإرشاد في المقطم، كما كان له دور بارز في ملاحقة قيادات "الإخوان" بعد ثورة 30 يونيو، وكان من بين من ضبطهم مرشد الجماعة محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر.

التحقيقات في اغتيال مبروك
كشفت التحقيقات في اغتيال المقدم محمد مبروك عن تورط 11 عنصراً إرهابياً في العملية، منهم الخائن محمد عويس، الذي تقاضى أموالاً من الممول الإرهابي أحمد عزت لتسريب بيانات ومعلومات حول الشهيد لتسهيل مهمتهم، كما تم تحديد مشاركة إرهابيين آخرين مثل محمد بكري هارون وفهمي عبد الرؤوف ومنصور الطوخي، تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء على بعضهم، بينما قُدم آخرون للمحاكمة، وعلى رأسهم "عويس" و"عزت"، اللذين صدرت بحقهما أحكام بالإعدام.
وُلد الشهيد محمد مبروك في حي الزيتون عام 1974، وكان واثقًا من عهده في خدمة الوطن، تخرج في كلية الشرطة عام 1995، وبدأ عمله في قطاع الأمن الوطني، حيث تتبع الأنشطة المتطرفة، وصار ضابطاً متخصصاً في رصد أنشطة جماعة "الإخوان"، كان يملك قدرة كبيرة على التحليل والرصد، وكان من أبرز من كشفوا قضية التخابر الكبرى.

اغتيال محمد مبروك
في يوم 17 نوفمبر 2013، بينما كان المقدم محمد مبروك في طريقه إلى عمله، ترصد له 11 إرهابياً وأطلقوا عليه النار، مما أسفر عن استشهاده في الحال، استشهد وهو يحمل روحه في سبيل تحقيق العدالة وكشف الحقيقة، لكن ذكرى بطولته وتضحياته لا تزال حية في قلوب المصريين.
ورغم مرور أكثر من 12 عامًا على اغتياله، يظل المقدم محمد مبروك رمزًا للتضحية والشجاعة في مواجهة الإرهاب، ستظل مواقفه الشجاعة وكشفه لجرائم "الإخوان" حاضرة في ذاكرة الوطن، وكل من عرفوا عن قرب هذا البطل الذي ضحى بحياته من أجل مصر وأمنها.
0 تعليق