نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب المعدنية الثالثة - أطلس سبورت, اليوم الأحد 9 مارس 2025 11:22 مساءً
وعبر التاريخ تمت نزاعات كثيرة على الموارد، سواء كانت موارد طبيعية كالمياه والزراعة أو حتى المواشي، مروراً بطبيعة الحال بنزاعات حول المعادن عبر الزمن، فالحديد، الذي يعتقد أنه ثاني المعادن التي اكتشفها الإنسان، كان عنصراً رئيسياً في صناعة الأسلحة والدروع، أما الفحم فكان عنصراً رئيسياً في النقل البحري والقطارات، مع ازدهار التجارة، وحتى البخور كانت تجارته وطرقه مزدهرة بسبب أنه مستخدم في بعض الطقوس الكنسية خاصة في روما.
وفي العصر الحديث تعد حرب الكونغو الثانية من أبرز المعارك التي تمّت لخمس سنوات منذ العام 1998 وراح ضحيتها الملايين، وقبلها اشتد الصراع على المعادن في سبعينات القرن الماضي، وعادة ما تزداد المعارك على خيرات المعادن مع زيادة الطلب عليها.
وأمريكياً يجب أن نبدأ منذ سبتمبر الماضي، وقبل أن يدلف الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض، حيث نشرت فايننشال تايمز عن تحالف غربي يستهدف الحد من سيطرة الصين على المعادن، خاصة الأرضية النادرة REEs، وصرح حينها خوسيه فرناندز، عضو مجلس الشيوخ المعني في إدارة بايدن بملفات النمو والطاقة والبيئة، قائلاً: إن بكين تطبق منهجيات الاحتكار عبر إغراق الأسواق والعمل الحثيث على خفض تكلفة الإنتاج.
واليوم لا يأتي طرح ترمب لاتفاقية يحصل على إثرها على نصف المعادن في أوكرانيا كطرح بعيد عن الأهداف الغربية عامة، وإنما المختلف هو أسلوب ترمب المباشر، وتشير تقديرات إلى أن أوكرانيا تملك حوالي ستة آلاف موقع لعدد لا يقل عن 116 نوعاً من المعادن، ولكن اللافت هنا أن جل المواقع المعدنية الأوكرانية تقع في شرق وجنوب أوكرانيا، وهي الأقاليم التي تسيطر على أجزاء كبيرة منها روسيا ويسكنها مواطنون روس بحسب موسكو.
وبعيداً عن الحديث عن رغبة الرئيس ترمب في إيقاف الحروب وعدم خوض أي حرب مجدداً، ومدى ثقة الأوروبيين بالتزاماته تجاه الناتو وأمن أوروبا بالمطلق، وبعيداً حتى عن التصريح الذي أعتبره حقيقة المفاجأة هنا، خاصة لدافع الضرائب الأمريكي، الذي اكتشف أن دعمه لأوكرانيا كان هبة، بينما جيرانها الأوروبيون كانوا يقدمون قروضاً مقابل تسليح جارتهم.
يأتي السؤال الرئيسي: لماذا معادن أوكرانيا؟ ولماذا تمجيد رغبة روسيا بالسلام؟
والإجابة بسيطة وكان ذكرها الرئيس ترمب في فترته الأولى حين سُئل عن الجائحة فقال «اسألوا الصين» أو Ask China، وعليه فالسلام مع روسيا وإعادة ضخ الأكسجين عبر إزالة العقوبات التي كانت بالغة القسوة من إيقاف السوفيت (نظام التحويلات المصرفي العالمي)، مروراً بحرمان الروس من السيارات الفارهة والمشاركات الرياضية، وخنق صادرات الغاز التي كانت أوروبا تعتمد قبل الحرب على 49% من وارداتها من موسكو.
لأن الأمريكان يعرفون أن التصدي للصين يستلزم ضرورة تحييد روسيا، تماماً كما فعلوا في الحرب الباردة حين بدأت الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ريتشارد نيكسون في سياسة الانفتاح تجاه الصين، حيث تم إجراء زيارة تاريخية إلى الصين في عام 1972، وقدمت حينها واشنطن مختلف المساعدات بما فيها العسكرية لتقليل اعتمادية بكين على موسكو.
المعادن الأرضية النادرة تدخل عناصرها الكيميائية السبعة عشر في صناعات المستقبل، من صناعات طبية وعسكرية، إلى السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والفضاء، وبالتالي ستكون زيادة الطلب عليها لعبة «عض أصابع»، فترمب حين طالب بغرينلاند وكندا، فذلك لأن المشترك بينهما وبين أوكرانيا المعادن، وأوروبا تطمح لاستخراجها من تنزانيا، والصين المهيمنة على أكثر من 70% من إجمالي الإنتاج العالمي لن تتراجع بسهولة، ولنبقي في الذاكرة تطبيق «ديب سيك» الصيني للذكاء الاصطناعي، وكيف غيَّر المفاهيم وقلب البورصة الأمريكية رأساً على عقب.
أخبار ذات صلة
0 تعليق