أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي عن قطع الكهرباء عن قطاع غزة، في إطار الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ اندلاع الحرب الأخيرة. 

وأكد الوزير في تصريحات بثتها قناة “القاهرة الإخبارية” ونقلها موقع تحيا مصر أنه أصدر تعليماته لشركة الكهرباء الإسرائيلية بوقف نقل الكهرباء إلى غزة بالكامل.

كارثة إنسانية ودمار هائل في البنية التحتية

يأتي هذا القرار في وقت تعاني فيه البنية التحتية في قطاع غزة من دمار واسع جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ شهور. وكانت شركة توزيع الكهرباء في غزة قد أعلنت في وقت سابق أن الحرب الإسرائيلية أدت إلى تدمير 80% من معداتها ومقدراتها، مما جعل القطاع يعاني من نقص شديد في الطاقة، في ظل تضرر شبكات الكهرباء ومحطات التوزيع.

وأوضحت الشركة أن الخسائر الأولية في المناطق التي تمكنت فرقها من الوصول إليها تُقدر بنحو 450 مليون دولار، فيما تؤكد تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة ستحتاج إلى مليارات الدولارات بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت المدنية.
 

هل تمهد إسرائيل لغزو بري واسع لغزة؟

في سياق متصل، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل تضع خططًا لزيادة الضغط على حركة حماس تدريجيًا، وصولًا إلى احتمال شن غزو بري واسع للقطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يستخدم قوة عسكرية أكبر مما استخدمه حتى الآن، بهدف السيطرة على أجزاء من غزة واحتلال مناطق استراتيجية، مما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق: "لا يمكن القضاء على حماس دون احتلال غزة"

من جهته، قال ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن إسرائيل تحتاج إلى ما بين 6 أشهر إلى عام للقضاء على حماس، مضيفًا أنه "لا توجد طريقة لإنهاء وجود الحركة إلا عبر احتلال غزة بالكامل".

تداعيات كارثية على المدنيين في غزة

يواجه سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة، أوضاعًا إنسانية متدهورة بسبب انقطاع الكهرباء ونقص المياه والوقود والغذاء. ومع استمرار الحصار وقطع الكهرباء، تتزايد المخاوف من انهيار كامل للخدمات الصحية، خاصة مع استهداف المستشفيات والمرافق الطبية خلال القصف الإسرائيلي.

ويرى محللون أن قطع الكهرباء ليس مجرد خطوة عقابية، بل أداة لزيادة الضغط على سكان القطاع في ظل العمليات العسكرية المستمرة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها إحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث.

إلى أين تتجه الأوضاع في غزة؟

مع استمرار الحرب وتزايد التصعيد الإسرائيلي، تبقى الأوضاع في غزة مرشحة لمزيد من التدهور، وسط دعوات دولية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة المتفاقمة. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل ماضية في تصعيدها العسكري والاقتصادي، مما يضع مستقبل القطاع وسكانه أمام سيناريوهات كارثية في ظل غياب أي حلول دبلوماسية فاعلة.