أوروبا تواجه التهديد النووي الروسي .. تدرس بريطانيا العظمى إمكانية تطوير صواريخ بعيدة المدى تستطيع تدمير الأسلحة النووية التي قد تُطلق من الأراضي الروسية، وفقًا لما نقلته صحيفة “التايمز” عن مصادر دبلوماسية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحلفاء لتعزيز قدراتهم الدفاعية في ظل تصاعد التوترات النووية الدولية.
يهدف المشروع، الذي ستتعاون فيه بريطانيا مع ألمانيا، إلى تطوير سلاح يصل مداه إلى نحو 2000 ميل (3218 كيلومتراً)، مما يمكنه من التحليق من برلين إلى موسكو في حالة اتخاذ روسيا قرار استخدام أسلحة نووية تكتيكية. وقد نوقش هذا المشروع بين وزير الدفاع البريطاني جون جيلي ونظيره الألماني خلال اجتماع جمعهما في برلين بتاريخ 24 يوليو ضمن جولة دبلوماسية شملت عدة دول أوروبية.
- صاروخ بالستي عابر للقارات M-51
تخطط الدول الأوروبية لوضع الصواريخ بعيدة المدى في ألمانيا لتحل محل الصواريخ الأمريكية المقرر نشرها هناك في السنوات المقبلة، فيما أعلنت الولايات المتحدة قبل أسبوعين عن خططها لنشر أسلحة فرط صوتية وأنظمة أسلحة بعيدة المدى في ألمانيا عام 2026 لتعمل كجسر مؤقت حتى تطوير أوروبا لأنظمتها الخاصة.
التهديد النووي الروسي وردود الفعل الدولية
أثارت تصريحات القيادة الروسية مؤخرًا ردود فعل قوية على المستوى الدولي؛ فقد أفادت مصادر دبلوماسية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من المسؤولين أدلوا بتصريحات تشير إلى خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، ما أثار قلق المسؤولين في الدول الغربية.
في نهاية يونيو 2024، دعا بوتين إلى استئناف إنتاج الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في روسيا مع تحديد مواقع نشرها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قامت بنشر صواريخها المتوسطة والقصيرة المدى في مناطق مختلفة حول العالم. هذه التطورات أدت إلى تحفيز عدة دول أوروبية لتوقيع خطابات نوايا لتطوير صواريخ طويلة المدى بالتعاون فيما بينها، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وبولندا وألمانيا، مع محاولة الألمان إقناع بريطانيا بالمشاركة في هذا المشروع.
الصواريخ الفرط صوتية الروسية: كينجال وتسريكون
في ظل التوترات المتصاعدة، تلعب الصواريخ الفرط صوتية دورًا رئيسيًا في تعزيز القدرات العسكرية الروسية. ومن أبرز هذه الأنظمة:
– صاروخ كينجال:
يُطلق هذا الصاروخ من الجو بواسطة الطائرات، ويتميز بسرعة فائقة تتجاوز ماخ 10، ما يجعله قادرًا على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. تصميمه يسمح له بالقيام بمناورات معقدة خلال تحليقه، مما يزيد من صعوبة اعتراضه.
– صاروخ تسريكون:
يُطلق تسريكون من البحار، ويتمتع بسرعة تصل إلى ماخ 8-9. يُعرف هذا الصاروخ بقدرته على المناورة في المسارات المعقدة والتغلب على الدفاعات البحرية، مما يتيح له ضرب أهداف استراتيجية بدقة عالية.
تعمل هذه الصواريخ الفرط صوتية على تعزيز الردع الروسي وتعقيد المشهد العسكري، حيث تشكل تحديًا تقنيًا واستراتيجيًا للحلفاء في حال نشوب صراع أوسع. يُظهر ذلك مدى تقدم التكنولوجيا العسكرية الروسية، وهو ما يُضاعف الضغوط على الدول الغربية لتطوير أنظمة دفاعية وهجومية تواكب هذه التطورات.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق