كشفت تقارير صحفية عن انقطاع خدمات الكهرباء والاتصالات عن محافظتين في سوريا بالتزامن مع أحداث منطقة الساحل السوري التي تشهد حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق في سوريا.
وشهدت محافظتا درعا والسويداء انقطاعًا كاملاً لخدمات الإنترنت والاتصالات، بعد تعرُّض الكبل الضوئي الرابط بين درعا ودمشق للقطع، وفق ما أكده مدير فرع اتصالات درعا، أحمد الحريري.
اعتداءات على البني التحتية
وأوضح الحريري، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية، أن التعديات المتكررة على البنية التحتية للاتصالات تسببت في تعطيل الشبكة وعزل المحافظتين عن بقية المناطق السورية.
وأكد أن فرق الصيانة تعمل على إصلاح العطل، لكنه شدد على أن إعادة الخدمة تعتمد على مدى توافر المواد اللازمة للصيانة.
وأشار المسؤول إلى أن استمرار هذه الاعتداءات يفاقم معاناة المواطنين، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية البنية التحتية ومنع تكرار هذه الحوادث التي تؤثر على مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية.
تكرار الاعتداءات
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، حيث سبق أن تعرضت محافظة درعا لانقطاع مماثل منتصف يناير الماضي، عندما استهدف مجهولون الكابلات المغذية للمنطقة.
وحينها، أكدت مصادر في قطاع الاتصالات أن الكبل الضوئي قُطع قرب بلدة دير علي في ريف دمشق، مما أدى إلى توقف الاتصالات بالكامل. كما تعرض الكبل الرابط بين درعا والسويداء للقطع عند بلدة نجها، ما تسبب في عزلهما عن باقي المحافظات.
انقطاع الكهرباء في اللاذقية خلال أحداث الساحل
في تطور متصل، شهدت محافظة اللاذقية انقطاعًا عامًا للتيار الكهربائي، نتيجة استهداف خطوط الشبكة الرئيسية خلال الهجمات التي شنتها فلول النظام المخلوع في الساحل السوري.
وأكد المكتب الإعلامي في وزارة الكهرباء أن مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق استهدفت البنية التحتية الكهربائية، ما أدى إلى تضرر خط التوتر العالي 230 ك.ف، وانقطاع الكهرباء عن معظم مناطق المحافظة.
وأشار المصدر إلى أن الفرق المختصة باشرت بتقييم الأضرار في المحطات والخطوط المتضررة، تمهيدًا للبدء في أعمال الصيانة وإعادة التيار تدريجيًا.
أحداث الساحل
تزامنت هذه التطورات مع توترات أمنية تشهدها مناطق الساحل السوري، حيث تواجه القوى الأمنية هجمات من فلول النظام المخلوع، ما استدعى تحركات عسكرية للسيطرة على الوضع.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات لم تقتصر على العمليات العسكرية، بل امتدت لتشمل استهداف البنى التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء والاتصالات، ما يزيد من الضغوط على الحكومة ويفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة.
تحركات حكومية
في ظل هذه التحديات، أعلنت وزارة الاتصالات عن خطط لتعزيز حماية البنية التحتية، إلى جانب مشاريع لتوسيع شبكة الألياف الضوئية بهدف تحسين جودة الخدمات وضمان استمرارها في جميع المحافظات.
كما أكدت وزارة الكهرباء أنها تعمل على تسريع عمليات الصيانة لإعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة في أقرب وقت، رغم الصعوبات الأمنية التي تواجه الفرق الفنية.
اقرأ أيضًا: خطاب بعد الفجر.. تعليق جديد من الشرع على أحداث الساحل السوري- ماذا قال؟
وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود إعادة الخدمات، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير الأوضاع الأمنية في الساحل السوري على استمرار هذه الأزمات، وما إذا كانت الهجمات التي تستهدف البنى التحتية ستستمر في إعاقة عملية الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق