ولد العقيد الشهيد أحمد منسي، بطل معركة البرث بشمال سيناء، في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام ۱۹۷۷م لأب وأم من خيرة الأسر المصرية، حيث الوطنية والسماحة والعطاء، كان والده - رحمه الله - طبيبًا يعرف قيمة الإنسانية والعطاء امتهن الطب رسالةً وليس تجارة يداوي الفقراء مجانًا أو بنقود زهيدة واشتهر بأنه “طبيب الفقراء”.
ورث أحمد منسي كل معاني الإنسانية لأبنائه فتشربها البطل وأشقاؤه وأصبحت جزءًا راسخاً من تكوينهم الشخصي.
طفولة أحمد منسي
مرت طفولة بطلنا أحمد منسي بهدوء فكان متميزاً طوال حياته علمياً وخلقياً أجاد استثمار وقته ووازن بين دروسه وإشباع هواياته أحب القراءة والشعر والرياضة اقترب ممن سبقوه سنا واستقى منهم خبراتهم وتجاربهم في الحياة.
انبهر بالشخصية العسكرية منذ صغره وعشق شخصية الشهيد البطل العقيد إبراهيم الرفاعي فكان المثل الذى حلم بأن يكون مثله حصل على الثانوية العامة والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام ١٩٩٢ عمل ضابطا بسلاح الصاعقة, خدم الشهيد في إحدى وحدات العمليات الخاصة المتميزة، وحصل على العديد من الفرق والدورات التخصصية لمكافحة الإرهاب بكل صوره.
وكان التميز حليفا لـ أحمد منسي، وحصل على فرقة سيل، وكان من أوائل من يحصل عليها في مصر، حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان ۲۰۱۳ وخدم في العديد من الأماكن القيادية وفي قيادة قوات الصاعقة بأنشاص وسيناء. في أكتوبر ۲۰۱٦ انتقل للخدمة مرة أخرى في سيناء بعد استشهاد قائده وصديقه العقيد رامي حسنين قائد إحدى كتائب الصاعقة تولى قيادة الكتيبة خلفا له وظهرت كفاءته في شهور قليلة أحبه جنوده وقادته وأحب أبناء البدو الصغار وصحح لهم مفاهيهم حول الجنود المصريين وجيش مصر وكان يلعب معهم ويزورهم بالمدارس ويحضر لهم الحلوى والألعاب، أما أعداء الوطن فقد كرهوه لما حققه من نجاحات ولما كبدهم من خسائر فادحة فسعوا لاستهدافه والنيل منه.
أطلق على أحمد منسي “دينامو الكتيبة” واشتهر بحسن الخلق والتواضع والتفاني في خدمة الكل لم يترك فرضًا أبدًا وكان يتحدث مع جنوده عن الدين الحق وأنه أمرنا بألا نعتدي على أحد وأن نواجه من يعتدي علينا وأن تقاليد قواتنا المسلحة هى الشرف في الحرب لذلك فالحرب على الإرهاب فرض عين على رجال القوات المسلحة.
استشهاد أحمد منسي
وفي ۲۰۱۷/۷/۷م كان موعد الرحيل إلى دار الخلود للبطل المنسي وزملائه بالكتيبه بعد ملحمة بطولية قاموا بها جراء هجوم انتحاريين بسيارات مفخخة تبعها هجوم لإرهابيين ارتدوا ملابس عسكرية بينما قضى المنسي ورجاله على ٤٠ إرهابيًا ودمروا ٦ عربات دفع رباعي وقدموا تضحيات ودافعوا ببسالة عن كمينهم الذى رفضوا تركه وآثروا الدفاع عنه وقتال الإرهابيين وعدم تمكينهم من الاستيلاء عليه حتى آخر لحظة فى عمرهم يتحقق حلم البطل لينال الشهادة.
ويقول المهندس محمد صابر منسي شقيق الشهيد أحمد مسني، أنه كان محبًا لأعمال الخير والجميع يحبه كثيرا ولم يرى أحد منه أي شيء سيئ، ويضيف أن أخيه ورجاله قدموا أرواحهم للدفاع عن الوطن بكل قوة ولا يخشون الموت أثناء التصدي لهجوم إرهابي في سيناء.
بينما يقول صديقه رأفت الملط: «كنا بنحب بعض فى الله، ومحدش فينا كان عاوز حاجة من التاني، كان حب من غير مقابل، وهو ده سر قوة علاقتى بمنسي»، موضحًا أنه تعرف على الشهيد من خلال صديق مشترك: «العلاقة من أول يوم كانت قوية، ولما قابلته تاني مرة اكتشفنا بيننا حاجات مشتركة، وتطورت العلاقة بطريقة غريبة، وأصبحت علاقة أسرية وعائلية، نخرج مع بعض ونسافر مع بعض فى المصايف».
وقال: «الشهيد لم يكن مجرد ضابط عسكري فقط، بل كان مطلعًا على كل الأمور اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا وسياسيًا، ويحلل ويستنتج كل ما يحدث، وأثره على مصر، وما يجرى على أرض سيناء، وكان محبًا لحمزة بن عبدالمطلب، وخالد بن الوليد، وخلال دراسته كان دائم القراءة عن الصحابة، وحقق حلمه بالالتحاق بالكلية الحربية، وكان دائمًا يتمنى أن ينال الشهادة».
0 تعليق