ألغت فصل الذكور عن الإناث.. قصة امرأة أطلقت ثورة تعليمية - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

خلال القرن التاسع عشر، لعب السياسي الفرنسي جول فيري (Jules Ferry) دورا هاما في تحديث النظام التعليمي بفرنسا. فأثناء توليه منصب وزير التعليم العام والفنون الجميلة ما بين عامي 1879 و1883، مرر الأخير جملة من القوانين، عرفت بقوانين جول فيري، وجعلت التعليم الابتدائي مجانيا وإجباريا.

فضلا عن ذلك، ساهمت هذه القوانين في الفصل بين التعليم والدين جاعلة بذلك نظام التعليم في فرنسا حديثا وعلمانيا.

 

بالتزامن شهدت البلاد إصلاحات أخرى بفضل امرأة حملت اسم بولين كيرغومار (Pauline Kergomard). إذ ساهمت في إدخال تغييرات هامة على نظام التعليم في روضات الأطفال.

فماذا نعرف عنها؟

ولدت كيرغومار في مدينة بوردو يوم 24 نيسان/أبريل سنة 1838. وحين بلغت الثامنة عشرة من عمرها، حصلت على شهادة لمزاولة مهنة التعليم.

لكن بدلا من العمل في المدارس، قررت الأخيرة تقديم دروس خصوصية للتلاميذ في منزلها.

 

لتستقر عام 1861، في باريس حيث راحت تشارك في اجتماعات وحوارات الجمهوريين.

وخلال تلك الاجتماعات، التقت بالشاعر والصحافي غوستاف دي بنمارش (Gustave de Penmarch) الذي تزوجته 1863 وأنجبت معه 3 أطفال.

ثم بعدها وفي مطلع 1879، خضعت بولين لاختبار وظيفة متفقدي التعليم الابتدائي.

لتعين عقب اجتيازها الاختبار، متفقدة عامة لروضات الأطفال، وتباشر في إجراء إصلاحات تعليمية هامة تزامنا مع تلقيها دعم الوزير جول فيري.

إصلاحات كيرغومار

فقد تطابقت توجهات فيري مع طموحات كيرغومار حول تحديث النظام الدراسي في روضات الأطفال.

ففي السابق، كلفت الراهبات بإدارة شؤون هذه المؤسسات التعليمية وتدريس الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين عامين وستة سنوات.

 

لذا كان الأطفال حينها يتلقون تعليما دينيا، بعيدا عن التعليم الحديث، حيث خصصت أغلب فترات الدراسة للحديث عن الأخلاق والمسائل العائلية.

لكن مع حصولها على رتبة متفقدة عامة لروضات الأطفال، اتجهت كيرغومار لإقصاء التعليم الديني واعتماد "بيداغوجيا تعليمية" جديدة تقتصر أساسا على تعليم الأطفال عن طريق اللعب والنشاطات الثقافية والرياضية.

كما عمدت إلى إلغاء طرق التعليم القديمة التي اقتصرت على تدريس الأطفال عن طريق الحفظ.

التفريق بين الذكور والإناث

من جهة ثانية، دانت التفريق بين الذكور والإناث داخل الأقسام.

ففي السابق، كانت أقسام الروضات مقسمة بسياج إلى نصفين للفصل بين الذكور والإناث.

 

لكن بمساعدة فيري وكيرغومار، شهد نظام التعليم في فرنسا إلغاء للتفرقة بين الذكور والإناث.

إلى ذلك، انتقدت بولين التعليم الديني الذي كانت الفتيات تتلقاه في المدارس، مؤكدة على ضرورة حصول الجميع على تعليم معاصر وحديث بعيدا عن ثقافة الجسد. وأكدت أن دور المدرسة هو إعداد مواطنين فرنسيين صالحين في المستقبل.

وبفضل إسهاماتها، حصلت كيرغومار سنة 1891 على وسام جوقة الشرف.

بينما واصلت مهامها حتى العام 1917 قبل أن تغادر منصبها في التاسعة والسبعين من العمر. لتفارق الحياة عام 1925عن عمر ناهز 86.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق