يُعد السعي بين الصفا والمروة من الأركان الأساسية للحج والعمرة، حيث يؤدي الحاج والمعتمر هذه الشعيرة باتباع مسار محدد بين الجبلين داخل المسجد الحرام.

طبقا لـ تحيا مصر ، يتألف السعي من سبعة أشواط، تبدأ من الصفا وتنتهي بالمروة، ويُحسب الذهاب من الصفا إلى المروة شوطًا، والعودة شوطًا آخر. ولا يصح السعي إلا بعد الطواف، سواء كان طواف القدوم أو طواف العمرة أو غيرهما.

أصل السعي وأحكامه

ترجع شعيرة السعي إلى قصة السيدة هاجر -عليها السلام- حين سعت بين الجبلين بحثًا عن الماء لابنها إسماعيل، فأصبحت هذه الحركة رمزًا للطاعة والتوكل على الله، وصارت جزءًا لا يتجزأ من مناسك الحج والعمرة.

عند وصول الحاج أو المعتمر إلى الصفا، يستحب أن يستقبل الكعبة المشرفة، ويكبر ويهلل، ويدعو لنفسه ولمن يحب. ثم يبدأ السعي سيرًا على المسار المخصص، وعند المرور بين العلمين الأخضرين يسن للرجل أن يسرع في مشيه -وهو ما يُعرف بالهرولة-، بينما تسير النساء سيرًا عاديًا. وعند الوصول إلى المروة، يكرر الحاج الذكر والدعاء كما فعل عند الصفا.

يُستحب أن يكون السعي بخشوع وإخلاص، مع تكرار الدعاء المأثور: "رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم. رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم." وعند الانتهاء من الأشواط السبعة، يكون السعي قد اكتمل، ويستطيع المعتمر التحلل بحلق شعره أو تقصيره، أما المرأة فتقص جزءًا بسيطًا منه.

مسافة السعي وموقعه داخل الحرم

يقع المسعى بين جبلي الصفا والمروة، وتبلغ المسافة بينهما نحو 394.5 مترًا وفقًا لبعض التقديرات. وقد أدرج ضمن المسجد الحرام بعد التوسعات التي تمت في عهد المملكة العربية السعودية، فأصبح مغطى ومكيفًا لتسهيل أداء الشعيرة على الحجاج والمعتمرين.

سنن السعي بين الصفا والمروة

من السنن التي يستحب اتباعها أثناء السعي:

الموالاة بين الأشواط وعدم التوقف لفترات طويلة. السعي مباشرة بعد الطواف دون تأخير. الإسراع بين الميلين الأخضرين للرجال فقط. الصعود قليلاً على الصفا والمروة عند الوصول إليهما واستقبال الكعبة بالتكبير والدعاء.

أحكام خاصة بالسعي

الطهارة أثناء السعي: لا يشترط أن يكون الساعي على طهارة، ولكنها مستحبة. ترتيب الأشواط: يجب أن يبدأ السعي من الصفا وينتهي بالمروة، وأي تغيير في الترتيب يجعل السعي غير صحيح. إكمال العدد: إذا شك الساعي في عدد الأشواط، يبني على العدد الأقل ويكمل الباقي.

السعي للحائض والناسية

يجوز للحائض أن تؤدي السعي، لأنه لا يشترط الطهارة فيه، خلافًا للطواف الذي يجب فيه الطهارة. أما من نسي السعي أو ترك بعض أشواطه، فيجب عليه العودة وإكماله، إذ لا يتم الحج أو العمرة بدونه.

أخطاء شائعة أثناء السعي

يقع بعض الحجاج والمعتمرين في أخطاء أثناء السعي، منها:

اعتقاد وجوب الوضوء للسعي، بينما هو مستحب وليس شرطًا. قراءة آية "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ" في كل شوط، والصحيح أنها تقرأ مرة واحدة عند بدء السعي. تحديد أدعية معينة لكل شوط، بينما الصحيح أن يدعو الساعي بما شاء. الهرولة في جميع الأشواط، والصحيح أنها تقتصر على المسافة بين الميلين الأخضرين.

خاتمة

السعي بين الصفا والمروة تجربة إيمانية تُجسد الصبر واليقين والتوكل على الله، ويحرص المسلم على أدائه وفق السنة النبوية، متجنبًا الأخطاء، ومستحضرًا معاني العبادة والخضوع لله تعالى.