نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صاحب النظارة المعظمة.. عبد المنعم رياض الجنرال الذهبي - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأحد 9 مارس 2025 12:48 صباحاً
في ميدانه الشهير “عبد المنعم رياض” بوسط القاهرة، لا يزال القائد يقف بقامة شامخة، محتفظا بنظاراته المعظمة بينما عيناه المفتوحتان ترهب كل من يحاول أن يقترب من هذا الوطن، فيما يشير إليه المصريون بفخر، وهم يحكون عن الجنرال الذهبي الذي قرر أن يكون في الصفوف الأمامية وينال الشهادة، ليعود جثمانه الطاهر من أرض المعركة ويحمله الشعب على أكتافه يهتف لرجل قدم روحه هدية لانتصارهم.

ما يزال الشهيد عبد المنعم رياض على قيد الحياة في قلوب المصريين، يحفظون قصص بطولاته ويرونها لأبنائهم في يوم الشهيد ليصبحوا مثله أبطالا، لا يخافون الموت، وأسودا شجعانا في ميادين القتال ضد الأعداء.
في التاسع من مارس عام 1969 كان القائد عبد المنعم رياض يتفقد جنوده في موقع المعدية رقم 6 بالإسماعيلية، قبل أن يتلقى شظية أدت إلى استشهاده، ليعود رئيس أركان القوات المسلحة ملفوفا في علم مصر ويشيع إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة.
في شهر أكتوبر عام 1919 ولد عبد المنعم الرياض، في قرية سبرباي التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية لأب عقيد فى الجيش هو "محمد رياض عبد الله"، حصل عبد المنعم على الشهادة الثانوية عام 1936، ليدخل كلية الطب برغبة أهله، وسرعان ما تركها ليلتحق بالكلية الحربية التي ظل يحلم بالالتحاق بها.
عبد المنعم رياض رجل الحروب
إجادته للعديد من الغات وفي مقدمتها الإنجليزية والفرنسية والروسية، مكنته من الاطلاع على سير القادة العسكريين بلغتهم الأصلية، في حين كان يعلم أن الانتصار على إسرائيل يتطلب المعرفة بعلم، قانتسب وهو في رتبة عميد ليدرس الرياضيات في كلية العلوم، من أجل أن يلم، وحين وصل إلى رتبة الفريق قرر الدراسة في كلية التجارة بجامعة عين شمس لمواصلة بثه الذي أعده لنيل الدكتوراه حول الاستراتيجية العسكرية، وانتسب بالمُراسلة إلى إحدى جامعات بريطانيا لدراسة الرياضيات والاقتصاد
عقب التخرج عُيّن رياض في سلاح المدفعية، التحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942، ما جعله يشارك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية، وعمل بعدها في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لما يتمتع به من قدرات عسكرية .

أصبح قائئدا لمدرسة المدفعية المضادة للطائرات وهو برتبة مقدم عام 1951، وقائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953، وفي العام تولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي 1958، لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية، أتمها في عام واحد بتقدير امتياز، وحصل على لقب الجنرال الذهبي.
شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960 عقب عودته من الاتحاد السوفيتى، ثم أسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، واشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات خلال عامي 1962 – 1963، وفي عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي عام 1966 صعد إليه رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.
بناء على طلب من الملك حسين بعد توقيعه على اتفاقية الدفاع المشترك عين عبد المنعم رياض في مايو 1967 قائداً لمركز القيادة المُتقدّم في عمّان، ووضع خطّة إعادة انتشار القوات الأردنية لإحباط مخطّطات الجيش الإسرائيلي. وبمجرد اندلاع حرب 1967 أصبح قائداً عاماً للجبهة الأردنية.
عبد المنعم رياض وبناء الجيش
إلى مصر عاد علد المنعم رياض ليشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي، بعد نكسة يوليو بأيام قليلة وبالتحديد في 11 يونيو عام 1967 تولى المنصب الكبير ليكون مسئولًا عن إعادة بناء القوات المسلحة بمساعدة الفريق محمد فوزي وزير الحربية، في ذلك الوقت وهى المهمة التي أثبت فيها كفاءة عسكرية ساعدت على حرب التحرير بعد ذلك، بوصفه صاحب تصميم الخطة (200) الحربية التي كانت الأصل في الخطة "جرانيت" التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى "بدر"

عبد المنعم رياض وحرب فلسطين
من أشهر قصص البطولة للفريق أول عبد المنعم رياض، باعتباره واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، مشاركته في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، وعمل وقتها في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بين القاهرة وفلسطين، وحصل في ذلك على وسام الجدارة الذهبي لقدرته العسكرية آنذاك.
إيلات
أشرف بنفسه على تدمير المدمرة "إيلات" والتي وضع خطتها أثناء حرب الاستنزاف، وحدد ملابساتها وموعد التنفيذ، وفي يوم السبت 8 مارس 1969م بدأ التنفيذ في التوقيت المحدد، وانطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة، وتدمير جزء من مواقع خط بارليف، وإسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
رأس العش بقيادة عبد المنعم رياض
أولى المعارك المصرية التي انتصر فيها الجيش المصري على القوات الإسرائيلية هي معركة رأس العش بعد نكسة يونيو، بقيادة عبد المنعم رياض، حيث قاد الجنرال فرقة من المشاة استطاعت منع سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد.

يوم الشهيد
في يوم الأحد 9 مارس 1969 قرر الفريق الشجاع علد المنعم رياض أن يتوجه إلى الجبهة ليقف كتفا بكتف مع جنوده في مواجهة العدو، زار الموقع رقم 6 القريب من خطوط العدو، والذي فتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
دقائق معدودة مرت، حتى انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده و استمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة و نصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي يقود منها المعركة و نتيجة للشظايا القاتلة و تفريغ الهواء استشهد البطل متأثرا بجراحه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة شهيدًا على الجبهة تاركًا وراءه قصة ظلت عالقة في سجلات التاريخ.
من أقول الشهيد عبد المنعم رياض
"قد يكون القائد المُعاصِر في حاجة إلى نفس صفات الفارِس القديم شجاعاً ومُغامِراً وجريئاً وواسعَ الخيال، ولكن ذلك لا يكفي إن عليه أيضاً أن يعبّ من منابع العِلم والثقافة قدْر الاستطاعة، فذلك ضروري له حتى يستطيع فهم المعادلات الحديثة واستيعاب مختلف فنون القتال وعلومها".
"أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، ولا بد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة" جملة قالها رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق عبد المنعم رياض، عندما قرر أن يشارك جنوده إحدى خطط تدمير خط برليف، ما جعله يحفر اسمه في سجلات الفخر، وهو يدافع عن تراب وطنه الذي رد له الجميل وهو يحتفل بذلك اليوم كل عام ويطلق عليه "عيد الشهيد".
يؤمن الجنرال بشيئين أساسيين لبلوغ النصر، أن يكون القادة فى مقدّمة الصفوف وأن يترسّخ اليقين بأن الحرب ليست سلاحاً في الأيدي وإنما العبرة بالرجال الذين يحملون السلاح.
صدق رياض، لم يمت نائما على فراشه، أو جالسا في مكتبه، ولكن مقاتل على الجبهة بين ضباطه وجنود الأوفياء.

وسام على صدر مصر
حصل الجنرال الذهبي على العديد من الأوسمة و الميداليات، منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ووسام نجمة الشرف، ووسام الجدارة الذهبي، ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى
0 تعليق