كتب – محمود كمال
تصاعدت حدة العنف في جنوب السودان، مما شكل تهديدا مباشرا لعملية السلام التي لا تزال في مرحلة هشة.
وشهدت البلاد خلال الأيام الماضية اعتقالات طالت عددا من المسؤولين المتحالفين مع نائب الرئيس، ما أضاف مزيدًا من التوتر إلى المشهد السياسي المضطرب.
وشنت قوات أمنية موالية للرئيس سلفاكير حملة احتجاز طالت وزيرين وكبار القادة العسكريين المقربين من ريك مشار ما أثار قلقا واسعًا حول مستقبل اتفاق السلام الموقع عام 2018، والذي أنهى حربًا أهلية استمرت خمس سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف.
وأكدت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان أن التوترات الحالية تهدد بمحو التقدم الذي تحقق بشق الأنفس على مدار السنوات الماضية.
وشددت رئيسة اللجنة ياسمين سوكا، على ضرورة إعادة التركيز على جهود السلام، والعمل على حماية حقوق المواطنين، وضمان انتقال سلمي نحو الديمقراطية.
وتزامنت هذه الاعتقالات مع اشتباكات دامية شهدتها بلدة الناصر الاستراتيجية في الشمال حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات النظامية وميليشيا الجيش الأبيض، وهي مجموعة غير نظامية تنتمي في معظمها لقبيلة النوير التي ينحدر منها مشار.
وبررت الحكومة عمليات الاحتجاز بأن المسؤولين المعتقلين خالفوا القانون، فيما وجه المتحدث باسمها، ميخائيل ماكوي، اتهامات لقوات مشار بالتعاون مع الجيش الأبيض في هجوم استهدف موقعا عسكريا بالقرب من الناصر مطلع مارس الجاري، وهو ما نفاه حزب مشار تمامًا.
وكشفت وكالة المخابرات التابعة لجهاز الأمن الوطني عن تنفيذ اعتقالات شملت أفرادا يشتبه في تورطهم بالمواجهات العسكرية الأخيرة في الناصر ومناطق أخرى قريبة، دون الإفصاح عن عدد المعتقلين أو هوياتهم.
وشهدت الأوضاع الأمنية تصعيدا إضافيا بعد إعلان حكومة جنوب السودان مقتل جنرال وعشرات الجنود في هجوم استهدف مروحية تابعة للأمم المتحدة أثناء محاولتها إجلاء عناصر عسكرية من الناصر.
0 تعليق