كتبت – هاجر هشام
في الثامن من مارس 2025، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للمرأة 2025، باعتبارها مناسبة عالمية تُكرم فيها النساء على إنجازاتهن العظيمة ودورهن الريادي في بناء المجتمعات ونهضة الأمم، إنه يوم لتسليط الضوء على المرأة المناضلة الصامدة أينما كانت، تحية للعاملة والفلاحة والمعلمة والطالبة والطبيبة، ولربات البيوت اللواتي يشكلن الركيزة الأساسية في بناء أسرة صالحة.
اليوم العالمي للمرأة 2025
نوجه تحية لكل امرأة ساهمت في بناء مجتمعات عظيمة وقادت أجيالا، ولكل امرأة كانت لأبنائها الأم والأب معًا، والمجد لكل امرأة في كل يوم، وليس فقط في هذا اليوم العالمي، كل عام ونساء بلادي وجميع نساء العالم بألف خير.
يُعد دور المرأة مقياسا لتقدم الشعوب ونهضة الأمم، فهي الأمومة والطفولة والأسرة، وهي الأم والأخت والزوجة، وإن الحديث عن المرأة يعتبر من أكثر الموضوعات أهمية وأساسية، لأنها الركيزة الأساسية في بناء الأسرة، ومن ثم بناء المجتمع بأكمله، فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع، وإذا أُهملت أو حُجم دورها، تراجع المجتمع ككل، بدايةً من كونها ناشئة في أسرتها، إلى كونها زوجة وأما وعاملة في مجتمعها، تسعى المرأة دائمًا للارتقاء بوطنها ومجتمعها.
دور المرأة في التاريخ
لطالما أعطت الشرائع السماوية والأرضية للمرأة مكانة طبيعية، ولا يمكن التشكيك في بعض النصوص لتحجيم دورها أو عدم انطلاقها، فإن هناك نظرة تاريخية تؤكد أن المرأة استطاعت أن تتصدر المراتب العليا في السلطة، وحكمت أوطانها في فجر التاريخ.
ومن هنا نتذكر أسماء عظيمة مثل حتشبسوت وكليوباترا وشجرة الدر، ومن بعدهن زعيمات لامعات ورئيسات لحكومات إسلامية وعربية، كما برزت عالمات اقتحمن مجال العلوم الحديثة على نحو يدعو إلى الإبهار، مما يؤكد أن المرأة لا تفتقر إلى شيء اختص به الله الرجل، بل إن الأمر يتعلق بتوزيع الأدوار والوظائف بين الجنسين في كل زمان ومكان.
ويذكر أن رئيس الوزراء الفلسطيني أشاد بـ يوم المرأة العالمي 2025، قائلا إن المرأة ركيزة النضال وبناء المستقبل، مؤكدا أن المرأة الفلسطينية هي مثال للمثابرة والصبر والقوة.
الإسلام وتعزيز دور المرأة
ومن أهم ما يمكن أن نتحدث عنه في اليوم العالمي للمرأة 2025 أيضاً، هو دورها في الإسلام، حيث منح النبي محمد صلى الله عليه وسلم للمرأة مكانة عالية واهتماما لا مثيل له في أي مجتمع آخر، فقد أوصى بها في خطبته الشهيرة في حجة الوداع قائلاً: "استوصوا بالنساء خيرًا"، وهو ما يعكس حرصه الكبير على حقوقها وكرامتها.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" (رواه البخاري)، ونتيجة لهذا الاهتمام، كان للمرأة دور كبير في جميع المجالات الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي العهد النبوي، شاركت المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل في العديد من الغزوات والمعارك، وكانت ممرضة تداوي الجرحى وتسقي العطشى، كما بلغ عدد الصحابيات اللواتي لهن روايات في كتب الأحاديث، مثل الكتب الستة، حوالي 115 صحابية، مما يعكس دورها الديني والثقافي الكبير.
المرأة في قلب التحديات
في زماننا الحالي، تدفع المرأة ضريبة قاسية كونها الضحية الأولى للنزاعات الدامية والحروب المسلحة، فهي تتقدم صفوف اللاجئين والنازحين، تسعى لإنقاذ الطفولة، وتبحث عن ملجأ آمن.
إن المرأة ليست فقط ضحية، بل هي أيضًا "ترمومتر" لحالة الرضا والاستقرار في المجتمع، وتقدمها يعكس تقدم المجتمع ككل، وتراجعها يؤدي إلى ركود عام وانهيار شامل لا يمكن إيقافه إلا بجهود استثنائية.
إنجازات المرأة الحديثة
وفي اليوم العالمي للمرأة 2025، تمكنت المرأة من تولي العديد من الأدوار المهمة في كافة مجالات الحياة، فهي المربية والداعمة التي توفر النصح والإرشاد وتساند في حل المشكلات، وهي المشاركة الفاعلة في ميدان التنمية الاقتصادية، حيث شغلت مناصب قيادية وإدارية مهمة.
كما ازدادت نسبة مشاركتها في البرلمانات الوطنية على مستوى العالم في العقدين الماضيين، مما يعكس دورها الفعال في صنع القرار واتخاذه، ويؤكد أنها شريكة أساسية في بناء المجتمع وتطويره والارتقاء بالوطن.
تحية لكل امرأة
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2025، كل عام وأنتنّ الملهمات، الطموحات، القويات، المنجزات، المبادرات، المعطاءات، والمحبات، كل عام وأنتنّ أقوى من كل التحديات، وشريكات في الخير والعطاء، كل عام وأنتنّ مفتاح الحياة.
0 تعليق