تنشر الفيروسات بدل التجميل.. وتسهل انتقال السرطان
حملات من الداخلية والصحة على مراكز التجميل غير المرخصة لتقديمها خدمات تجميلية مغشوشة.. وأغلقت عشرات المراكز
إدارة العلاج الحر في سوهاج يضبط طالب ألسن انتحل صفة طبيبة تجميل.. وحاصل على بكالوريوس تجارة انتحل صفة أخصائى علاج طبيعي
مدير مستشفى الحوض المرصود: أجهزة إزالة الشعر غير المعقمة تنقل الورم الحليمي البشري بين النساء

بمجرد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تجد مئات الإعلانات عن العيادات التجميلية التى تتضمن العديد من العروض، حول استخدامات الليزر وأهميته وتدعو كل فتاة مقبلة على الزواج أن تذهب للعيادات التجميلية لتسفيد بالعروض فى التجهيزات قبل الزفاف السعيد، وأثناء تصفح "ع .م " للفيس بوك صادفت إحد اعلانات البيوتي سنتر بالإسكندرية، وعلى الفور اتخذت قرارها بإن تذهب للمكان لإجراء بعض الاجراءات التجميلية قبل زفافها، لتجري أول جلستين وبعدها تفاجئ بظهور زوائد جلدية "سنطة" انتشرت بشكل مخيف، مما تسبب فى قلقها، وبعد زيارة أكتر من دكتور جلدية، الجميع أفاد إنها سنطة يمكن إزالتها بالطرق التقليدية بالكي البارد، لكنها ظلت تنتشر ومع اقتراب موعد الزفاف، زارت دكتور جلدية أخر، لكنه هذه المرة اخبرها أنها سنط تناسلي المسبب "HPV"،  Human Papillomavirus infection، المعروف باسم فيروس الورم الحليمي البشري الذي يتسبب فى السنط التناسلى، والذي ينتقل نتيجة ملامسة الجلد لجلد شخص مصاب.

بعدها اكتشفت الفتاة إنها تعرضت لاكبر صدمة في حياتها قبل أيام قليلة من زواجها، وانتقلت من تجهيزات الزفاف للبحث عن علاج بعد انتقال العدوى نتيجة اهمال مركز التجميل فى تعقيم الاجهزة المستخدمة فى الليزر، وتبدأ فى خطة علاج تصل إلى عام، حتى يتم السيطرة على الفيروس خاصة إنها المسبب الرئيسي لسرطان العنق، ولابد من التطعيم ضده لحمايتها من الإصابة.

نفس الأمر تكرر مع "اسماء.م" التى تروي لـ"صوت الأمة" تجربتها مع إزالة الليزر الذي اصبح يحظى بشعبية كبيرة بين الفتيات المقبلين على الزواج، لكنه حول حياتها إلى كابوس ومعاناة كبيرة لم تنتهى، فقبل عام من زواجها ذهبت إلى احدى مراكز التجميل واستخدمت جلسات الليزر فى إزالة الشعر، وكانت تجربة جيدة ولكن بعد الزواج والإنجاب قررت أن تعيد التجربة فى مركز تجميل بمنطقة المقطم، وبعد جلسة واحدة اكتشفت بعد اسبوعين اصابتها بالسنط التناسلي نتيجة قلة التعقيم، حيث أكتفى المركز فقط بوضع الجهاز فى الكحول الذي لا يؤثر فى قتل الفيروس، وبعد استشارة اكثر من طبيب أكدوا اصاباتها نتيجة عدوى من جهاز الليزر لتخوض بعدها تجربة استمرت عام من العلاج المزمن بين جلسات ازالة السنطات، والحصول على التطعيم لتتوقف حياتها، خاصة أنه بعد جلسات العلاج لابد أن تعزل بعيدا عن طفلتها الصغيرة، وعدم الاقتراب من اي شخص حتى لا تنقل العدوي له.

وترصد اسماء معاناتها بعد التأكد من الاصابة، إن العلاج متعب جدا ويتسبب فى اصاباتها بدوار واختناق واعراض كثيرة مؤلمه، لكن الأكثر الماً نظرة أطباء الجلدية للفتيات المصابين بالفيروس وإن الاصابة تكن من خلال علاقات غير شرعية ولا يستوعبوا إنها انتقلت من خلال اجهزة الليزر الغير معقمة جيدا، وللاسف فإن الاهمال فى العلاج يتسبب فى الاصابة بسرطان عنق الرحم، كما أن تجربة الليزر سيئة للغاية.

الماساة ذاتها تكررت مع "اسراء عادل" التى تعرضت لنفس الكارثة بعد إجراء الليزر باحد مراكز التجميل بمنطقة سموحة بالإسكندرية، وتقول: "اثناء اجراء الجلسة تسببت الفتاة المختصة فى اصابتي بحروق، رغم اعتراضي على تعاملها، لكن اكملت الجلسة وبعد أسبوع واحد اكتشفت وجود "خراج"، وحينما ذهبت إلى طبيبة النساء أكدت تعرضي لعدوي بكتيرية نتيجة ملامسة جهاز الليزر الغير معقم لجلدي".

وتابعت إسراء، حديثها لـ"صوت الأمة" أن الأمر تفاقم معاها واضطرت لإجراء تدخل جراحي لإزالة الخراج، ورغم مرور شهرين الا أن الجرح مازال مفتوحاً وتسبب فى اصاباتها بحالة نفسية سيئة جدا، مشيرة إلى أنها حصلت على تقرير من المستشفي يفيد اصابتها بعدوى بكتيرية، وبعدها قررت اتخاذ اجراءات قانونية ضد مركز التجميل، خاصة أن المركز يخلو من وسائل التعقيم ويعانى اهمال شديد، واكتشف إن هناك حالات كثير مصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية، وإن المركز كل فترة يغير الأسم ليخفى المشاكل التى يتسبب فيها للفتيات.

مؤخرا نشر الدكتور محمد عبدالرحمن، أخصائي الأمراض الجلدية، عبر صفحته الرسمية على موقعي "تيك توك"، و"إنستجرام"، مقطع فيديو ظهر فيه متحدثا عن مخاطر جلسات إزالة الشعر بالليزر والتقشير، خاصة في المناطق التناسلية، وأوضح أن هناك مرض يسمى السنط التناسلي، كان من المعروف إنه ينتقل من خلال العلاقة الجنسية أو الاحتكاك، لكنه أصبح ينتقل أيضا بفعل أجهزة الليزر الموجودة في مراكز التجميل والجلدية، وأشار إلى أن هذه الأجهزة يتم تنظيفها بالكحول وهو لا يقضي على العدوى، بل تتنقل من شخص لآخر، لذلك إذا ظهرت أي علامة أو أي زوائد جلدية، يرجع للطبيب فورا.

كما قال أن مرض السنط التناسلي ذو عدوى شديدة تنتشر بسهولة، فهو سريع الانتشار ويظهر في المناطق التناسلية، أنه بالفعل يمكن أن تنتقل عدوى السنط من شخص لآخر عن طريق أجهزة الليزر، فيجب الحذر منها، ومراقبة المنطقة المستخدم بها الجهاز في الجسم لملاحظة أي أعراض تظهر بشكل سريع.

غلق وتشميع عيادات التجميل المخالفة
 وبين الحين والأخر تشن وزارة الداخلية والصحة حملات على عيادات التجميل الغير مرخصة والتى تقوم بتقديم خدمات تجميلية مغشوشة، وتمكنت منذ عدة ايام من غلق عيادة تجميل بسوهاج بعد نجاح فريق من إدارة العلاج الحر فى ضبط طالبة بكلية الألسن تنتحل صفة طبيبة تجميل، بالإضافة إلى شاب خريج حاصل على بكالوريوس تجارة، والذى انتحل صفة أخصائى علاج طبيعي، حيث تم ضبطهما فى عملية أمنية استهدفت مراكز طبية غير مرخصة فى مراكز سوهاج وأخميم.

بدأت القصة بتلقى مديرية الصحة بسوهاج تقارير عديدة تشير إلى وجود مراكز طبية غير مرخصة يديرها أشخاص غير مختصين فى مجالات طبية حساسة، مما دفع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وعلى الفور، بدأ فريق إدارة العلاج الحر بإشراف الدكتور عمرو دويدار، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، والعديد من مفتشى الإدارة، بتنفيذ حملات تفتيشية مكثفة على المنشآت الطبية الخاصة فى المحافظة، بالتعاون مع مباحث التموين والتجارة الداخلية بسوهاج.

وكانت أولى المفاجآت التى أسفرت عنها الحملة ضبط طالبة فى التاسعة عشر من عمرها تدعى "ع. ط. م"، وهى طالبة فى كلية الألسن، وتقوم بانتحال صفة طبيبة تجميل وقد تم ضبطها أثناء ممارستها أعمالاً طبية غير قانونية فى مركز تجميل غير مرخص بنطاق مركز سوهاج حيث كانت تقوم بإجراء جلسات ديرمابن، وحقن الميزوثيرابى للبشرة، بالإضافة إلى جلسات الليزر لتفتيح البشرة والمناطق الحساسة، كل ذلك دون أى تراخيص قانونية أو اتباع سياسات مكافحة العدوى المعتمدة، وبتفقد المكان تم ضبط أدوية مجهولة المصدر كانت تستخدمها فى عمليات حقن الشفاه والبشرة، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على صحة المواطنين، وتم تحريز المضبوطات وتحرير المحاضر القانونية اللازمة ضد المنتحلة.

كما تم غلق عيادة تجميل بمدينة نصر وضبط مجموعة من المستحضرات والأدوية الطبية غير المرخصة، بالإضافة إلى أدوية مجهولة المصدر وغير مصرح بتداولها، وتمت إحالة كافة المخالفات لجهات التحقيق.

وكانت طالبة جامعية قد حررت محضرا اتهمت فيه عيادة تجميل شهيرة بالتسبب في تشوه شفتيها ووجهها بسبب حقنة "فيلر" و"بوتكس" بمواد منتهية الصلاحية.

وقدمت المحامية نهى الجندي محامية الدفاع عن الطالبة المجني عليها، شكوى إلى وزارة الصحة ضد عيادة التجميل الشهيرة بسبب أعمالها المخالفة وتقديم عروض وأسعار "للفيلر والبوتكس" رخيصة للغاية.

وأوضحت الطالبة أنها علمت بوجود عرض لحقن الشفتين بمبلغ 3 آلاف جنيه، فتوجهت إلى العيادة في شارع عباس العقاد بمدينة نصر، وأجرت الحقن، لافتة إلى أنه في اليوم التالي، شعرت بحروق وتورم، فأسرعت لطبيب جلدي، حيث أخبرها بوجود تشوهات وإصابات في الشفة العلوية، وأخبرها أن ما فعلته من حقن لا يقل ثمنه عن 10 آلاف جنيه.

واتهمت الطالبة، مالكة العيادة التي انتشرت لها صورة شهيرة في الفترة الأخيرة وهي تحمل سلاحا ناريا ويحيطها العديد من الحراس، بالتسبب في إصابتها وتشوه وجهها، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق

حالات مصابة بفيروسات بكتيرية وفيروسية
ومع انتشار مراكز التجميل غير الملتزمة بمعايير التعقيم والنظافة ووسائل الوقاية، فقد أثيرت مخاوف بشأن احتمال انتقال فيروس الورم الحليمي HPV المسبب لسرطان عنق الرحم أثناء أستخدام الليزر، خاصة بين الإناث عند استخدامه لإزالة الشعر في المناطق الحساسة، وإزالة الشعر بالليزر، وهو إجراء تجميلي يستخدم أشعة الليزر المركزة لاستهداف بصيلات الشعر وتدميرها، فهو يقدم حلاً أكثر ديمومة مقارنةً بالطرق التقليدية ويكون هذا الإجراء آمنًا وفعالًا بشكل عام عندما يتم إجراؤه بواسطة متخصصين مدربين باستخدام المعدات المناسبة، وعند اتباع اشتراطات مكافحة العدوى المتبعة في المستشفيات والمراكز الطبية بخصوص تعقيم او تطهير الأدوات.

وفي الفترة الأخيرة انتشرت الكثير من الحالات المصابة بفيروسات بكتيرية وفيروسية التى تنتقل من خلال الجهاز الخاص بازالة الشعر، وكذلك نقل فيروس الورم الحليمي بين المستخدمين من النساء ومن ثم احتمالية الإصابة بالسرطان.

وحول الاصابة بالفيروس وعلاقته بالليزر، قال الدكتور أمجد الحداد استشارى المناعة، إن الليزر بشكل خاص لا يسبب السرطان، وأن هذه المقولات المنتشرة الان هي بسبب بعض الدراسات التي نشرت نتائجها في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أما فيروس الورم الحليمي فهو عدوى شائعة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بجميع أنواعه وتؤثر على الذكور والإناث على حد سواء، خاصة أصحاب العلاقات الجنسية المتعددة خارج اطار الزواج، ويمكن أن يسبب فيروس الورم الحليمي مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك الثآليل التناسلية وأنواع معينة من السرطانات مثل سرطان عنق الرحم وسرطان الحنجرة والبلعوم وفتحة الشرج.

وتابع الحداد لـ"صوت الأمة": تنشأ المخاوف المحيطة بأدوات إزالة الشعر بالليزر وانتقال فيروس الورم الحليمي من احتمال وجود جزيئات فيروسية منه على سطح هذه الأجهزة، بسب تلوثها سابقا من قبل مريضة مصابة إذا لم يتم تطهيرها بشكل صحيح بين المستخدمين، وكثرة دخول العديد من المريضات خلف بعض بشكل سريع، ويحتاج الفيروس من 2 إلى 3 أشهر حتى تظهر الاعراض او الإصابة بعد التعرض، وقد تصل الى 20 شهرًا للثآليل التناسلية حتى تبدأ بالظهور، ومن الممكن جدا ان يكون الشخص مصاب دون ظهور أي ثآليل على المنطقة الحساسة، لكن تطور المرض قد يستغرق إلى 10 سنوات حتى تتحول عدوى فيروس الورم الحليمي إلى سرطان، ولا يظهر ذلك الا عند عمل فحص لخلايا عنق الرحم، علما بان فقط سلالات معينة هي القادرة على احداث السرطان وليس جميع السلالات.

وأشار الحداد إلى أنه لتقليل خطر انتقال فيروس الورم الحليمي أثناء إجراءات إزالة الشعر بالليزر، من المهم لكل من العاملين الصحيين الالتزام ببروتوكولات مكافحة العدوى، التي تتضمن اتباع سياسات واجراءات التنظيف والتطهير الشامل لجميع المعدات المستخدمة، بداية من قبضات جهاز الليزر الى مخرج الاشعاع، لأنه الأقرب إلى الجلد عند الاستخدام، ومن الممكن ان يلامس المنطقة المراد إزالة الشعر منها وارتداء القفازات الفردية الاستخدام أثناء الإجراء وتغيرها بشكل دائم وفوري بين المرضى، ومن المهم جدا الكشف على السيدات الذين سوف يخضعون لإزالة الشعر بالليزر سريريا ومعرفة تاريخهم المرضي للتأكد من عدم اصابتهم بالفيروس مسبقًا، وهذا يسمح للمتخصصين باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي انتقال العدوى داخل العيادة، وينصح باختيار العيادات ذات الكفاءات الطيبة المدربة و التي تعطي الأولوية لأسس مكافحة العدوى وتتبع بروتوكولات التطهير المناسبة.

ما هو فيروس الحليمي البشري؟
تتسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري بظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية (ثآليل)، وهناك أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري بعضها يسبب الثآليل، وبعضها الآخر يمكن أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وفيروس الورم الحليمي البشري يعد أكثر الأمراض المنقولة جنسياً، وقد ظهرت، أخيراً، بعض الحالات بسبب انتقال العدوى عبر أجهزة «الليزر» في العيادات التي لا تهتم بنظافتها، ما سبب ظهور «الثآليل التناسلية» لدى المصابين.

لهذا الفيروس العديد من السلالات والأنواع والعوائل التي يعد بعضها خطراً، وقد يؤدي إلى حدوث سرطان عنق الرحم لدى النساء وغيره لدى الرجال، وفيروس الورم الحليمي البشري يظهر على شكل زوائد جلدية أو نتوءات تظهر في المنطقة التناسلية، بعد الإصابة بالفيروس، وقد تنمو بشكل سريع وتنتشر بشكل أكبر عند النساء الحوامل، والمرضى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

وسبب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري قد يكون مباشراً أو غير مباشر، ويؤدي إلى ظهور«الثآليل» الجلدية، من خلال أحد الطرق التالية التلامس الجلدي مع شخص مصاب بشكل مباشر، ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس بشكل غير مباشر، الاتصال الجنسي مع حامل للفيروس، وبصفة عامة، لا تظهر أعراض عند الإصابة بالفيروس، لكن مجرد ظهور الثآليل الجلدية والتناسلية يعد دليلاً على الإصابة بالفيروس، حيث تظهر الثآليل على مناطق التناسلية بشكل مرئي، أو (قد تكون غير مرئية)، وقد تظهر أيضاً في المنطقة المحيطة بالشرج، وتكون على شكل بروز جلدي أو نتوء وقد تكون واحدة أو أكثر على شكل تجمعات.

ويتم تشخيص فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الفحص الإكلينيكي السريري بعيادة طبيب الجلدية من خلال معاينة «الثآليل» وفحص مظهرها الخارجي، وقد يلجأ الطبيب أحياناً لإجراء بعض الفحوصات المخبرية.

وتختلف طرق العلاج من مريض إلى آخر، وفق الحالة، ومنها المعالجة بالتجميد: باستخدام النيتروجين السائل الذي يعد الأكثر استخداماً وشيوعاً بعيادات الجلدية، الكي الكهربائي: وهو طريقة الحرق باستخدام التيارات الكهربائية ، الإزالة الجراحية، العلاج عن طريق الليزر

المصل واللقاح وكيفية الوقاية من سرطان عنق الرحم
وتزامنًا مع شهر التوعية بسرطان عنق الرحم، كشف الدكتور مصطفى محمدي، مدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح، عن تطعيمات سرطان عنق الرحم HPV vaccine، أنه يوجد نوعان من فيروس الورم الحليمى «6،11» وهما يتسببان في 90% من الإصابة بثآليل تناسلية ولكنها لا تتسبب في السرطان، كما يوجد نوعان آخران «16،18» وهما شديدا الخطوره ومسئولان عن نسبة كبيرة من الإصابة بسرطان عنق الرحم بنحو 70% من إجمالي الإصابات وأيضا يوجد أنواع أخرى تمثل جزءا من الخطورة مسببة ما يقرب من 20% من الإصابات، ومنها أيضا ما هو خطير ولكنه أقل شيوعا.

وقال مصطفى محمدي لـ"صوت الأمة" إنه يتوافر الآن 3 لقاحات مضادة لفيروس الورم الحليمي البشري تعمل جميعها على الوقاية من سرطان عنق الرحم بسبب النوعين شديدي الخطورة ويعمل بعضها على الوقاية أيضًا من الأنواع الأخرى المتسببة في السرطان أو المتسببة في الثآليل التناسلية، وأشار إلى أن هناك نوعين من اللقاحات فى مصر، وهما؛ اللقاح الثنائي Bivalent vaccine والمسمي سيرفاريكس "Cervarix" وهو يقي من سرطان عنق الرحم وسرطان الشرج الذي يسببهما النوعان من فيروس الورم الحليمي البشري شديدي الخطورة، وهو للاناث فقط بداية من عمر 9سنوات، كما يتحدد عدد الجرعات حسب السن.

وأضاف أن النوع الثانى من اللقاحات؛ هو اللقاح الرباعي Quadrivalent vaccine والمسمى جارداسيل «Gardasil» وهو يقي من سرطان عنق الرحم وسرطان المهبل والفرج وسرطان الشرج الذي يتسبب فيها فيروس الورم الحليمي البشري من النوع 16,18 شديدي الخطوره في الإناث ويمكنه أيضا الوقاية من الثآليل التناسلية وسرطان الشرج المتسبب فيها فيروس الورم الحليمي البشري من النوعين 6,11، لافتاً إلى أن اللقاح متاح للاناث والذكور بداية من عمر 9سنوات، ويتحدد عدد الجرعات حسب السن، وأكد أن اللقاحين يمكن تلقيهما حتى عمر ٤٥ عامًا مع التنبيه أن فاعلية اللقاح تقل في الفترة من 27 الي 45 عاما من العمر لذا ينصح بتلقي اللقاح مبكرا للحصول على أقصى استفادة وتحقيق أكبر حماية ممكنة، ولا ينصح بتلقي اللقاح أثناء الحمل ولا يتطلب إجراء اختبار حمل قبل تلقيه، وإذا تم البدء في تلقي اللقاح وحدث حمل تؤجل باقي الجرعات لحين انتهائه  فيما عدا ذلك يعد اللقاح آمنا وفعالا بدرجة كبيرة جداً في سياق استخدامه ولم تسجل مضاعفات أو آثار جانبية خطيرة جراء استخدامه، حيث يعتبر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري Human papiloma virus vaccine هو أول لقاح مضاد للسرطان يتم التوصل إليه.

ةسبق أن قال الدكتور محمد العزب، منسق لجنة سرطان عنق الرحم بالمبادرة الرئاسية لاكتشاف وعلاج الأورام السرطانية، إن لقاحات سرطان عنق الرحم تمثل الحل الأمثل للوقاية من المرض، مشيرًا إلى أهمية تصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاح والتوعية بفعاليته وأمانه، وأوضح أن أكثر من 270 مليون جرعة من اللقاح تم إنتاجها عالميًا، مشددًا على أن جميع الدراسات أثبتت مأمونيته بنسبة 100% دون تسجيل أي مشاكل صحية أو آثار جانبية تُذكر.

وأكد العزب، أن اللقاح يعطى للسيدات بثقة ودون مخاوف، مشيرا إلى أن اللقاح يتم استيراده من الخارج وتصنيعه في شركة واحدة فقط، وهو متوفر في مصر من خلال "فاكسيرا" منذ عام 2006، وأوضح آلية التطعيم، حيث يتم إعطاء جرعتين للفئة العمرية من 9 إلى 15 سنة، وثلاث جرعات لمن تجاوزن 15 عامًا، إلا أن توصيات صحية أشارت إلى إمكانية الاكتفاء بجرعة واحدة للفئة الأولى وجرعتين للفئة الثانية، وشدد "العزب"، على أنه لم يتم تسجيل أي شكاوى أو مضاعفات متعلقة باللقاح منذ طرحه، داعيًا إلى تكثيف الجهود التوعوية لضمان الاستفادة منه في الوقاية من سرطان عنق الرحم.

هل الليزر ينقل الورم الحليمي البشري؟
الدكتور عبد العزيز اللبدي، أستاذ جراحة عامة، يقول، إنه يمكن أن يتم نقل فيروس الورم الحليمي البشري مصاب إلى شخص سليم عبر جهاز ليزر إزالة الشعر إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، يجب على مشغل الجهاز التأكد من تعقيم الجهاز بشكل جيد بين استخدامات مختلفة واستخدام قناع وقفازات واقية والالتزام بالنظافة الشخصي يجب أن يخضع المشغل لتدريبات متخصصة في مجال النظافة الصحية للحد من مخاطر انتقال العدوى فيروس الحليمي البشري هو أحد أنواع الفيروسات التي تنتقل عن طريق التلامس المباشر أو الغير مباشر ‏ مما يتسبب في انتقال العدوى عند الملامسة المباشرة لجزء الجلد المصاب بالفيروس أو أحد الأغراض الشخصية مثل الملابس الداخلية أو المناشف التي تعرضت للتلامس المباشر مع الجزء المصاب من الجلد.

مدير مستشفى الحوض المرصود
ونظرا لخطورة الاصابة بالفيروس ومضاعفاته حرصنا على إجراء حوار مع الدكتور أحمد صادق مدير مستشفى القاهرة "الحوض المرصود" لمعرفة الفيروس ومخاطره وكيفية علاجه والوقاية منه.

في البداية أكد صادق أنه توجد فصائل متعددة من هذا الفيروس قد تصل إلى 200 أو أكثر، كل مجموعة من هذه الفصائل تختص بإصابة جزء معين من جسم الإنسان ولكن قد يحدث أن تنتقل بعض الإصابات من مكان لآخر أو تظهر إصابات ببعض الفصائل في غير الاماكن المعتاد ظهورها بها، والفيروس موجود منذ قديم الأزل وقد تصاب به بعض الحيوانات أيضا ولكن يزداد الاهتمام به بين وقت وآخر طبقا لانتشار المرض وتأثيره على المجتمع، و‏في الآونة الاخيرة ازداد انتشار الإصابة بمرض السنط التناسلي الناتج عن انتقال بعض فصائل فيروس الحليمي البشري، وثبت علميا ارتباطه المباشر بالاصابة بسرطان عنق الرحم عند السيدات، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالبحث العلمي حول هذا الفيروس وكيفية انتقاله وطرق الوقاية والعلاج منه.

وأشار صادق إلى أنه للإصابة بالسنط فى العموم يجب توفر ثلاثة شروط، وجود مصدر للعدوى، ضعف مناعة المستقبل ضد فيروس الحليمي البشري تحديدا، واخيراً وجود جرح جلدي ولو دقيق لا يرى بالعين المجردة حتى يسمح بانتقال الفيروس إلى داخل الجلد، حيث يقبع ويتكاثر وينتشر ولكن لا يصل إلى مجرى الدم، لذلك يجب الاهتمام بالعادات الصحية السليمة والنظافة الشخصية السليمة ومنع استخدام أغراض الآخرين الشخصية لتقليل فرصة الإصابة بالعدوى.

وأوضح مدير مستشفى الحوض المرصود، أنه ‏عند ظهور حبوب على الجلد بلون الجلد أو بلون داكن يجب استشارة الطبيب المختص لصعوبة تشخيص الإصابة بالسنط بواسطة الشخص نفسه، لتشابه شكل السنط مع كثير من الأمراض الجلدية الأخرى المعدية وغير المعدية، لذلك ينصح بالتوجه للطبيب فورا للاكتشاف المبكر بواسطة الفحص الاكلينيكى والفحص بواسطة مايكروسكوب الجلد السطحي (الديرموسكوب)، وكذلك وسائل التشخيص الأخرى والتي قد تصل إلى أخذ عينة من الجلد وتحليل الأنسجة باثولوجيا، لافتاً إلى إنه تم منذ حوالي 20 عاما اكتشاف لقاح ضد الإصابة بنوعين من فصائل السنط وازداد التطور لنصل حاليا لوجود لقاح ضد تسع فصائل وهي الأكثر خطورة، لأنها هي التي قد تتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويتم الحصول على اللقاح عن طريق الحقن بالعضل على ثلاث جرعات للبالغين وجرعتين للمراهقين وللاطفال بداية من أول سن تسعة سنوات.

وأكد الدكتور أحد صادق أن اللقاح ‏يقوم بالوقاية من الإصابة بفصائل الفيروس التي يتم التطعيم ضدها بنسبة عالية جدا تقارب ١٠٠%، وكذلك يساهم في الإصابة في الوقاية من الإصابة بباقي الفصائل بنسب تتجاوز 80%، مشدداً على ان الإصابة بالسنط غير خطيرة لكنها معدية، وبعض فصائل الفيروس إذا استمرت داخل الجلد لعدة سنوات تؤدي إلى الإصابة باحد انواع سرطان الجلد، وقد تصل فترة حضانة الفيروس داخل الجلد إلى ثمانية أشهر لذلك يجب استمرار العلاج والمتابعة لحين التأكد من عدم ظهور أي إصابة جديدة لمدة ثمانية أشهر مع خلو الجلد تماما من أي إصابات سابقة.

وقال إنه في حالة تأكد الإصابة بالسنط التناسلي يجب اشتراك طبيب أمراض النساء في التشخيص والمتابعة والعلاج، لاستخدام الفحوصات للتأكد من خلو المهبل وعنق الرحم من الإصابة بالفيروس ومتابعة ذلك، لافتاً إلى أن ‏طرق علاج السنط متعددة مثل الكي الكيميائي للسنط عن طريق العلاجات الموضعية المنزلية في بعض حالات الإصابات البسيطة، والكي الكيميائي المتقدم والذى لابد ان يتم بواسطة الطبيب المتخصص، وكذلك الكي بالكهرباء والكي التبريد وعدة أنواع مختلفة من الليزر طبقا لنوع السنط، بالإضافة لبعض العلاجات التي يتم تناولها عن طريق الفم لتحفيز الجهاز المناعي للجسم ضد الفيروس، وكذلك تقليل تكاثر الفيروس داخل الجلد، وكذلك توجد عدة أنواع مختلفة من الحقن الموضوعي لعلاج السنط طبقا لنوعه وشددته ومكان تواجده بالجسم، وكذلك يمكن للحقن باللقاح أن يساعد في عملية العلاج من الفيروس وتقليل فرصة ظهوره أثناء فترة الحضانة والمتابعة بعد العلاج.

‏وأخيرا قال صادق، إنه لم يثبت علميا حتى الآن إمكانية انتقال الفيروس عن طريق أجهزة الليزر، لكن يجب الوضع في الاعتبار تماما عدم استخدام أي أدوات غير شخصية تحسبا لانتقال أي نوع من أنواع العدوى وحاليا تجري الأبحاث للتأكد من إمكانية انتقال الفيروس عن طريق أجهزة الليزر,