لا تمتلك بسمة وهبة سيرة ذاتية تقليدية، مثل غيرها من الإعلاميات، كان النجاج دائما قرين الألم في مشوارها الطويل، كأنها تصعد درجات مفوشة بالأشواك، وحين تجز على أسنانها من الوجع، يظن من يشاهدها من بعيد أنها تبتسم!

وجه بسمة وهبة موناليزي تمتزج فيه تعبيرات السعادة بالأسى، وملامح مدربة على إظهار الشموخ وإخفاء الخيبات، ونظرات عاصفة - تشع بالدفء والمودة - تضع من يجلس أمامها قيد الملاحظة الجبرية، وهو لا يدري إن كانت غاضبة منه أم راضية عنه، أم كليهما معا!

تستطيع القول إن  بسمة وهبة مجموعة من الشخصيات التي تحمل اسما واحدا، كل نسخة تكتمل بالأخرى، مثل قطع البازل، كما أن كل نسخة تصلح أن تكون شخصية منفردة بخصائص مميزة. 

عن أي بسمة وهبة تريدنا أن نتحدث؟.. عن الإعلامية الناجحة التي تفوقت في برامجها المتعددة وحققت ملايين المشاهدات، وحصلت على الجوائز والألقاب.. أم بسمة وهبة التي عانت من المرض وكانت قاب قوسين أو أدنى من الموت وهي ترتحل من بلد إلى آخر، من أجل العثور على  طبيب يستطيع تخفيف آلامها المبرحة التي تفتك بها، وباقة الأمراض التي كادت أن تزهق روحها. 

من أين تود أن نبدأ، من الفتاة بسمة وهبة التي حصلت على شهادة جامعية وعملت مدرسة، أم السيدة بسمة وهبة التي قررت أن تلتحق بأكاديمية الشرطة بالشهادة الثانوية، وهي تحمل درجة الماجستير، لتحصل على الدكتوراه!

هل نحكي عن المذيعة القوية التي تواجه ضيوفها بأدلة تجبرهم على الاعتراف، وهي تسدد إليهم تلك النظرة المتفحصة، أم عن الأم الضعيفة التي تتكحل برؤية أولادها ولا تحتمل لحظات البعد عنهم ، حتى بعد أن صاروا كبارا وشقوا مستقبلهم. 

اكتب اسم بسمة وهبة على جوجل، سيجلب لك مئات النتائج، ستقرأ الكثير من المعلومات عن هذه السيدة، لكنك لن تستطيع أبدا سبر أغوارها، لن تصل إلى تلك الشخصية التي تحتفظ بها بسمة وهبة لنفسها، ولا يستطيع محرك البحث العثور عليها. 

محطات من الجدل والإثارة ارتبطت بالإعلامية اللامعة، وحولتها إلى ترند أكثر من مرة، لكن اللافت دائما هو حضورها الطاغي، نتيجة ما تتمتع به من ثراء فكري ومعرفي، وقدرة على التعبير، وجرأة في الطرح، وأسلوب خاص في التناول، وبصمة واضحة في المجال، منحتها لقب "سيدة الإعلام العربي". 

العرافة آخر العنقود

صافحت بسمة وهبة الجمهور من خلال برنامج "قبل أن تحاسبوا" على قناة إقرأ، قبل أن تنطلق وتقدم العديد من البرامج الناجحة مثل: "90 دقيقة" على المحور، و"شيخ الحارة" عبر القاهرة والناس، و"كل يوم" على شاشة "أون"، بينما تطل على جمهورها في رمضان 2025 من خلال برنمجها "العرافة" الذي يأتي ضمن أعلى البرامج مشاهدة على مدار مواسمه المتعددة، ويحقق في حلقاته الأولى خلال شهر رمضان جدلا واسعا، ويتصدر الترند كالعادة. 

ويعتبر "العرافة" امتداد لبرامج وهبة الرمضانية، والتي تعتمد فيها على التفتيش في ذاكرة النجوم عن المشاهد المحذوفة من حياته والتي لا يراها المشاهد، من أجل استعادتها، وعرضها من جديد، ما يجعل الجمهور ملتصق بالشاشة طيلة مدة عرض البرنامج.