نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أليسون.. مات والده غرقا وحمل الليفر بين يديه - شبكة أطلس سبورت, اليوم الجمعة 7 مارس 2025 02:04 مساءً
في ليلة حارة تليق بمناخ البرازيل الاستوائي خلال فبراير من العام 2021، وقع حادث أليم لا يُنسى في الأوساط الرياضية والكروية هناك، بعد أن مات جوزيه بيكر غرقًا في بحيرة مائية بالقرب من منزل يقضي به عطلته في جنوب البلاد، لتنقلب وسائل الإعلام في أمريكا الجنوبية رأسًا على عقب.
لم يكن جوزيه بيكر لاعبًا سابقًا في البرازيل، إلا أنه والد الحارسين البرازيليين أليسون وموريل. موريل لم يحصل على الشهرة الكبيرة، على الرغم من أنه لعب لأكثر من فريق في البرازيل والبرتغال، إلا أن أخيه أليسون أصبح من أفضل حراس العالم، بعد احترافه وتمثيله العديد من الفرق الأوروبية العملاقة، على رأسها روما الإيطالي، وليفربول الإنجليزي.
لقد تلقى أليسون بيكر في تلك الليلة ربما أسوأ خبر في حياته الشخصية والرياضية، بعد أن علم بوفاة والده غرقًا في جنوب البرازيل، وهو الذي يبعد عنه أميالًا عديدة بسبب إقامته في أوروبا، وعيشه معظم الوقت في مدينة ليفربول الباردة التي تختلف تمامًا في الأجواء والطبيعة والمناخ عن البرازيل.
أكدت الشرطة البرازيلية حينها أن وفاة خوسيه بيكر طبيعية، وأن الأمر لا يرتبط بشبهة القتل العمد، إذ غرق الرجل في البحيرة ربما بسبب فقدان التوازن أو قوة الموج أو عارض صحي طارىء، لكن في كل الأحوال لم يتم اتهام أي شخص أو جهة بالشروع في وفاته.
وعلى الرغم من ذلك، عاش أليسون بيكر فترة قاسية وصعبة للغاية، بسبب ارتباطه الشديد بوالده، الرجل الذي جعله يحب كرة القدم ويحترف مركز حراسة المرمى، والأب الذي اعتنى به في طفولته وجعله يعشق تعلم اللغات المختلفة.
جوزيه بيكر برازيلي من أصول أوروبية ألمانية، لذلك كان يجيد اللغة الألمانية بطلاقة، وهي اللغة التي نقلها فيما بعد إلى ابنه أليسون، الذي صار مثل والده وجدته في التحدث بها، والتكيف مع الثقافة الأوروبية في العيش والملبس وحتى طريقة الكلام والهدوء في التعامل مع الآخرين.
ونتيجة العلاقة القوية بين الأب والابن، لذلك اهتم أليسون كثيرًا بنصيحة والده، عندما تحصل على فرصة الاحتراف في صفوف روما الإيطالي عام 2016، إذ دعمه جوزيه بقوة ودربه على كيفية التعايش مع الأوروبيين، مع التشديد على احترام الوقت والقواعد، ما ساعد الحارس الشباب على التكيف سريعًا مع الأجواء المغايرة.
ومنذ سفره في روما وتألقه في صفوف الفريق الإيطالي، ثم انتقاله إلى صفوف ليفربول وتتويجه بعدد كبير من الألقاب والبطولات مع الريدز، كان أليسون بيكر بمثابة الطفل الصغير في نظر والده، من خلال وجودهما في العطلات، وسفرهما معًا إلى البرازيل، وحرصهما على التقاط الصور أثناء رحلات الصيد والسفاري، حيث اجتمع الثنائي على حب البحر والطبيعة والتعلق بهما من حين لآخر.
وبسبب هذه العلاقة التي اختلط فيها الدم بالصداقة، فإن أليسون عانى شعور الوحدة بعد موت والده المفاجئ، خاصة مع قيود السفر والعزل الطبي بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، مطلع عام 2021، لذلك فإن حارس ليفربول واجه ظروفًا نفسية في غاية الصعوبة خلال تلك الفترة.
وعلى الرغم من كل ما تعرض له أليسون، إلا أنه وجد الدعم غير المحدود من جانب نادي ليفربول ولاعبيه ومنسوبيه وجماهيره، حيث تلقى الحارس آلاف الرسائل وعبارات الحب والدعم والتشجيع، ليتحول شعار ليفربول الشهير: «لن تسير لوحدك أبدًا يا ليفربول»، إلى: «لن تسير لوحدك أبدًا يا أليسون».
ورد حارس المرمى على كل هذا الدعم برسالة شكر عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا فيما بعد أنه نجح في اجتياز هذه الأزمة الصعبة بسبب جمهور نادي ليفربول وأصدقائه، ليترك أحزانه خلف ظهره، ويتألق من جديد في الملاعب الإنجليزية والأوروبية.
ومن فبراير 2021 إلى مارس 2025، أي بعد أربعة أعوام تقريبًا، عاد أليسون بيكر إلى الواجهة من جديد، ليقود فريقه ليفربول لانتصار ثمين بهدف دون رد على باريس سان جيرمان، على ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس، في القمة الأهم هذا الأسبوع في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ونجح أليسون في التصدي لتسع فرص حقيقية، ليحقق المعدل الأعلى له في تاريخه مع ناديه ليفربول، ويحصل على جائزة رجل المباراة، مع التأكيد على قيمته الكبيرة كأحد أفضل حراس المرمى في العالم خلال الأعوام القليلة الماضية.
0 تعليق