كتب – محمود كمال

يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إدخال تغييرات كبيرة على مشاركة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي الناتو، وفقاً لما كشفه ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين إلى جانب مسؤول في الكونغرس، لشبكة NBC News.

وناقش ترامب مع مساعديه إمكانية تعديل التزام الولايات المتحدة بالحلف، بحيث يتم منح الأولوية للدول الأعضاء التي تخصص نسبة محددة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري.

وأوضح المسؤولون أن التوجه المحتمل قد يشمل امتناع الولايات المتحدة عن الدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم، إذا لم تلتزم بالحد الأدنى للإنفاق الدفاعي المطلوب مما يمثل تحولا جذريا عن مبدأ المادة الخامسة، التي تؤكد أن أي اعتداء على دولة عضو يعتبر اعتداء على جميع الأعضاء.

ويفكر الرئيس أيضًا في تعديل السياسة بحيث يتم التركيز على إجراء التدريبات العسكرية مع الدول التي تلتزم بالإنفاق الدفاعي المطلوب.

وأبلغت إدارة ترامب الحلفاء الأوروبيين بإمكانية تقليص الوجود العسكري الأميركي في أوروبا مع دراسة إعادة تمركز بعض القوات داخل أو بالقرب من الدول الأعضاء التي رفعت إنفاقها الدفاعي بما يتماشى مع النسبة المحددة من ناتجها المحلي الإجمالي.

وأكد مسؤول في مجلس الأمن القومي في بيان مكتوب، أن ترامب ملتزم بحلف الناتو والمادة الخامسة، ردا على التساؤلات حول التعديلات المقترحة.

وأوضح السيناتور الديمقراطي كريس كونز وهو عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن مرشح ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الناتو ماثيو ويتيكر قدم إجابات مطمئنة بشأن التزام الإدارة بالحلف والمادة الخامسة.

انتقادات متكررة للناتو

وجه ترامب انتقادات متكررة لدول الناتو بسبب عدم تحقيقها لهدف إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، معتبرا أن هذا التفاوت يفرض عبئا إضافيا على الولايات المتحدة.

ودعا ترامب إلى رفع هذه النسبة، مقترحا أن يصل إنفاق الدول الأعضاء إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، رغم أن الولايات المتحدة نفسها لم تصل إلى هذه النسبة.

وصرح الرئيس الأميركي في يناير بعد توليه منصبه، بأن على الناتو دفع المزيد، مشيرا إلى أن التأثير عليهم أكبر بسبب موقعهم الجغرافي، بينما يفصل الولايات المتحدة عنهم محيطٌ كامل.

وأظهرت أحدث إحصائيات الناتو أن 23 دولة عضوا تجاوزت نسبة 2% في الإنفاق الدفاعي خلال العام الماضي من بينها خمس دول أنفقت أكثر من 3%، وهي إستونيا واليونان ولاتفيا وبولندا والولايات المتحدة، فيما سجلت بولندا النسبة الأعلى حيث خصصت 4.12% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.