ظل الكثير من الجدل يدور منذ فترة طويلة حول عدم ارتداء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ملابس رسمية تليق به كرئيس، فعندما خرج من سيارته في واشنطن، الجمعة قبل الماضية، استقبله الرئيس الأميركي، دونالد ترامب وقال له (ربما ساخراً): «أنت ترتدي ملابس أنيقة اليوم».
كان هذا أول تعليق من تعليقات عدة تلقاها زيلينسكي على أسلوبه في ارتداء الملابس في ذلك اليوم، الذي انتهى بسؤال عدواني لاختياراته، فقد سأله مراسل شبكة «ريال أميريكاز فويس» التلفزيونية المحافظة، براين غلين، قائلاً: «زيلينسكي: لماذا لا ترتدي بدلة؟ أنت في أعلى مستوى في ذلك البلد، لماذا ترفض ارتداء بدلة؟»، ولم ينتهِ الاستجواب عند هذا الحد، فقد أضاف المراسل: «هل لديك بدلة؟»، واختتم بقوله: «الكثير من الأميركيين يتساءلون عن سبب عدم احترامك لقدسية هذا المنصب»، فأجاب زيلينسكي ببساطة: «سأرتدي بدلة بعد انتهاء هذه الحرب».
وفي رحلاته الدولية العديدة، خلال محاولاته تأمين الدعم العسكري والمالي لبلاده، اختار الرئيس الأوكراني التخلي عن الملابس التقليدية لرئيس دولة، فبدلاً من البدلة والأحذية الرسمية، اختار زيلينسكي قمصاناً رياضية بسيطة، غالباً ما تكون سوداء أو خضراء زيتونية، تحمل رمز الرمح الأوكراني، كما يرتدي بنطالاً عادياً، وأحذية عمل.
كان هذا الاختيار ثابتاً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، وخلال زيارته الأولى للولايات المتحدة بعد بداية الحرب، تحدث زيلينسكي أمام الكونغرس مرتدياً سترة خضراء زيتونية أصبحت الآن واحدة من توقيعاته.
كما ارتدى ملابس مماثلة خلال العديد من الزيارات الرسمية والمقابلات التلفزيونية، والاجتماعات مع الجنود على الخطوط الأمامية.
وكانت خزانة ملابسه هي نفسها أيضاً أثناء المحادثات مع زعماء العالم، أو عندما انضم إلى مواطنيه لغناء النشيد الوطني.
وكما هي الحال مع كل خياراته كزعيم، فإن قرارات زيلينسكي بشأن ما يرتديه مقصودة في حد ذاتها.
وقالت أجاثا جورسكي، المؤسسة المشاركة لمشروع الظلال، وهي منظمة غير حكومية واستشارية إبداعية تهدف إلى الحفاظ على الثقافة الأوكرانية ونشرها: «هذا هو الواقع الذي نعيش فيه، ومن الواضح أن رئيسنا يعكس هذا الواقع»، مضيفة: «إذا كنت تتجول في كييف، فسترى أن الناس يبدون هكذا»، وتعقب: «إنه يشكل سرداً مهماً للغاية بأننا في حالة حرب، وأن هذا هو واقعنا».
لكن زيلينسكي ليس أول رئيس عالمي يرتدي زياً عسكرياً لدعم جهود بلاده الحربية.
ومن المعروف أن رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، زار البيت الأبيض مرتدياً بدلة بصفارات إنذار، وهو زي يتكون من قطعة واحدة مصمم في الأصل للاستخدام في ملاجئ الغارات الجوية.
لكن على عكس تشرشل، جعل زيلينسكي من ملابسه جزءاً ثابتاً من صورته، ولم يغيرها إلى ملابس رسمية للمناسبات الدبلوماسية، ولم يدع أحداً ينسى الرسالة التي يحاول نقلها عن حالة بلاده.
ويرتبط الزي العسكري بالقوة، ولم يرتده القادة في الحرب فحسب، بل ارتدوه ليعكسوا شعورهم بالإنجاز والقوة والسلطة.
ويمكن للزي العسكري الذي يرتديه جنرالات الجيش والمحاربون القدامى ورجال الدولة، أن يضيف شعوراً بالشرعية والخبرة لأي شخص يرتديه.
غير أن الزي التقليدي لزيلينسكي ليس زياً رسمياً تماماً، فهو لا يرتدي الملابس نفسها التي يرتديها الجنود الأوكرانيون الذين يقاتلون، ولا يرتدي ميداليات لإنجازاته في المعركة، ما يشير إلى أن أسلوبه هو شعور الجندي خارج الخدمة.
عن «يورونيوز»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق